عامر تمام لا شك أن الثمانين دقيقة التى جمعت وزيرى الخارجية الصينى والأمريكى غير كافية للتوصل لاختراقات فى القضايا العديدة الشائكة بين الصينوالولاياتالمتحدة، ولا حتى واحدة منها، والتى قد يحتاج حلها لسنوات من الحوار بالإضافة إلى إرادة سياسية من الجانبين ربما تكون غير متوافرة حتى الآن. خلال اللقاء السادس منذ العام الماضى الذى جمع الوزيرين على هامش اجتماعات دول الأسيان، تبادل الجانبان الشكوى من السياسات العدوانية للطرف الآخر التى تضر بمصالحه. كما جرت العادة فى لقاءات المسئولين الصينين مع الأمريكيين، أكد وانغ يى على أن تايوان جزء من الصين ومعارضة بلاده لانفصالها، مؤكدا أن الصين ستتخذ إجراءات قوية لمنع حدوث ذلك. الوزير الأمريكى من جانبه، أشار إلى فشل الجانبين فى التوصل لاتفاقات مهمة بشأن القضايا محل الخلاف فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ وأوروبا والأمريكيتين. وبحسب بيان الخارجية الأمريكية، أبلغ بلينكن نظيره الصينى «سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحنا وقيمنا ومصالح حلفائنا وشركائنا، بما فى ذلك حقوق الإنسان»، مضيفا أن «الولاياتالمتحدة، بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا، ستعزز رؤيتنا لمنطقة المحيطين الهندى والهادئ الحرة والمفتوحة». ما يؤكد أنه لا تغيير فى سياسة أمريكا تجاه الصين، عقد وزير الخارجية الأمريكى عقب لقائه مع الوزير الصينى اجتماعا وزاريا رباعيا فى طوكيو أو ما يسمى « كواد» ضم وزراء خارجية اليابان وأستراليا والهند، وهو تجمع تم إنشاؤه خصيصا لمواجهة الصين سياسيا واقتصاديا وأمنيا. اقرأأ يضا| البيت الأبيض: تصريحات «سموتريتش» بأن حرب غزة قد تستمر للأبد «خاطئة» هذه التحركات تؤكد إصرار واشنطن على سياستها الخاصة باحتواء الصين من خلال خلق تجمعات كما هو الحال فى كواد وأكواس (أمريكاواليابانوأمريكا وأستراليا)، بالإضافة إلى التحركات الثنائية مثل توثيق العلاقات والاتفاقات التى تم توقيعها مع الفلبينواليابان وكوريا الجنوبية. لذات الهدف قادما من طوكيو، التقى بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن الثلاثاء الماضى مع وزير الدفاع الفلبينى جيلبرتو تيودورو الابن ووزير الخارجية إنريكى مانالو فى الفلبين خلال حوار «2 2» الذى يهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية بين البلدين، ولمواجهة ما وصفه بخطاب التهديد الصيني. تسعى أمريكا للترويج للفلبين على اعتبارها وكيلها لمواجهة الصين فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فى ذات الإطار، وقعت أمريكا اتفاقية دفاع مشترك مع الفلبين وأقامت قواعد عسكرية أميركية منها قاعدة قريبة من تايوان. أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا مشتركا بعد المحادثات، أكد خلاله وزراء الخارجية من الولاياتالمتحدةوالفلبين على أهمية التحالف الأمنى والالتزامات المشتركة بموجب معاهدة الدفاع المشترك بين الولاياتالمتحدةوالفلبين لعام 1951. تعهد الوزراء بتعميق التنسيق بشأن القضايا المتعلقة ببحر الصين الجنوبى بين وزارتى الخارجية والدفاع. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستخصص تمويلًا عسكريًا بقيمة 500 مليون دولار للمساعدة فى تحديث الجيش وخفر السواحل الفلبيني. بات جليا أنه رغم استمرار قنوات الاتصال بين المسئولين الأمريكيين والصينيين، فإنه من غير المتوقع الوصول إلى حل للقضايا العالقة، وإنما فقط لإدارة الخلافات بين الجانبين منعا لخروج الصراع عن السيطرة وهو ما لا يرغبه الجانبان.