«نط الحبل واستغماية» كلمات لا يسمع عنها الجيل الحالى ، كلها كانت مسميات يدركها جيل الثمانينيات والتسعينيات وهى مرحلة ما قبل توغل التكنولوجيا والانترنت فى حياتنا اليومية بشكل مرعب، لتصبح الكلمات الشائعة فى هذا الزمان «الحوت الازرق وروبلوكس والبلاى ستيشن وبابجي» التى تحولت لإدمان وفخ سقط فيه أغلبية الأسر ، مما يؤدى إلى تأثيرات سلبية على حياة الأشخاص اليومية سواء الاجتماعية أو النفسية أوالعملية وهو ما يُعرف باسم اضطراب الألعاب وهو معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية فى تصنيفها الدولى للأمراض فى تلك السطور نحلل الظاهرة على لسان الخبراء ونضع حلولا للنجاة من ادمان الألعاب الإلكترونية. البداية كانت مع استشارى الصحة النفسية الدكتور وليد هندى الذى أكد أن ادمان العاب الفيديو جيم أو العاب الانترنت هو من أخطر الأمراض الحديثة فى وقتنا الحالى حيث اعتقدنا فى بداية الأمر أن هذه الألعاب شكل من التسلية والترويح عن النفس وشغل اوقات الفراغ ونوع من المتعة وتنفيس انفعالى وكنا نعتقد أن لها ادوارا إيجابية، ولكن اثبتت الدراسات أن لها مخاطر كبيرة على رأسها ما اوضحته منظمة الصحة العالمية التى دفعت التصنيف الدولى للأمراض ICD عام 2018 انها تدرج العاب الفيديو جيم كأحد الاضطرابات النفسية التى يصاب بها الانسان وتؤثر على صحته النفسية والعقلية ونشاطاته الاجتماعية وسلوكياته العديدة لأن ادمان هذه الألعاب يصبح لديه العديد من الاثار النفسية المترتبة على هذا الادمان وأهمها العزلة الاجتماعية، كما اننا نرى الام والاب فى جزر منعزلة بهذه الألعاب وتفقدهما السيطرة على مراقبة أولادهما والاشراف عليهم، ونقل الثقافات من جيل لآخر ويترتب عليه سوء الاخلاق والجرائم وعدم البر بالوالدين كما أنها تسبب أيضا الخيانة الزوجية فى بعض الحالات .. ويضيف دكتور وليد هندى : العزلة الاجتماعية وما يترتب عليها من آثار حيث نجد أن من يمارس هذه الألعاب يكون شخصا متقلب المزاج بسبب المكسب والخسارة فى هذه الألعاب، بالإضافة الى إصابة لاعبى الفيديو جيم بنقص الخيال، ويصاب البعض الآخر بمتلازمة «سبيرجار» وهى متلازمة قصور المهارات الاجتماعية وافتقار لغة الجسد وغيرها من المهارات الاجتماعية وزيادة فى السلوك العدوانى ، ويصبحوا أكثر عرضة للتدخين والادمان والتأخر الدراسى وانشغال العقل الدائم وبطء فى الانتاج مما يؤثر على المستوى الاقتصادى لدى بعض الأسر . اقرأأ يضا| تهدد صحة الأطفال والمراهقين العقلية.. الألعاب الإلكترونية إدمان السم المضئ وأكدت الدراسات ايضا ان ادمان العاب الفيديو جيم هو من الأسباب غير المباشرة للموت المبكر لتسببه فى المشاكل الصحية مثل الصداع وآلام الرقبة والظهر ومشاكل الجهاز الهضمى واضرابات النوم والشعور بالحزن ومتلازمة القلب المنكسر بسبب خسارته فى بعض الألعاب، مثل ما حدث فى عام 2005 عندما توفى شخص فى كوريا الجنوبية بسبب ادمانه لألعاب الفيديو جيم لمدة 50 ساعة فى الاسبوع مما أدى إلى فصله من عمله ، فتعرض لأزمة قلبية أدت إلى وفاته، بالإضافة إلى حالة أخرى طفلة تبلغ من العمر 3 أشهر والتى ماتت بسبب سوء التغذية نتيجة انشغال والدتها عنها بالعاب الفيديو جيم وتركها والذهاب إلى المقاهى المتخصصة فى هذه الألعاب مما أدى إلى فقدان الطفلة. أما الخبيرة التربوية والأسرية داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف اولياء امور مصر قالت : الآباء لهم دور كبير فى انقاذ ابنائهم من ادمان الألعاب الإلكترونية والفيديو جيم وهى مشاركتهم كافة تفاصيل يومهم والانشطة الترفيهية والرياضية لهم على قدر المستطاع وتحديد وقت محدد لاستخدام الهواتف والشاشات والعمل على مراقبة المحتوى الذى يقدم لهم عن طريق هذه الألعاب لأن هناك بعض الألعاب التى تحرض على العنف والعاب بها رسائل غير مناسبة للعادات والتقاليد الخاصة بمجتمعنا الشرقى فى ظل انتشار حروب الجيل الرابع والخامس وتعتبر هذه الرسائل هى «السم فى العسل»، فلابد على كل أم ان تكن على علم بما يشاهده اطفالها. كما ان لابد من مشاركة الأطفال للزيارات الأسرية والاختلاط مع افراد العائلة لأن الجيل الحالى مفتقد لمثل هذه التجمعات والقيم والمبادئ المجتمعية وهذا يساعد ايضا فى تخطى الفجوة الزمنية التى توجد حاليا بين الآباء والأمهات مما يؤدى الى حصول الابناء على معلومات مغلوطة من الخارج أو من اشخاص آخرين وهذا ينعكس سلبا على شخصياتهم ومبادئهم وتفكيرهم وسلوكياتهم المجتمعية، كما تساعد على خلط الابناء بأرض الواقع والخروج من العالم الافتراضى الذى وقعوا به، وأضافت انه من الضرورى توفير مراكز الشباب و الاندية انشطة صيفية تضيف للأطفال والمراهقين سبلا لتفريغ طاقتهم وجذبهم لها بطرق بسيطة، كما أنه لابد من ممارسة قراءة الكتب والقصص ولابد من تواجد مكتبة فى كل منزل تحتوى على كافة أنواع الكتب لكى يعتاد الأطفال على القراءة وتوسيع افاقهم ومداركهم ويجدون المنفس الآمن والبديل الصحيح لألعاب الفيديو جيم وتضييع الوقت بها وخاصة فى فصل الصيف، كما يمكن إضافة بعض الألعاب التى لا تعتمد على الشاشات مثل الشطرنج فهى تعمل على تشغيل العقل بشكل كبير. وبالتواصل مع أب لطفل تعرض لادمان الشاشات والعاب الفيديو جيم قال «ماجد محمد» أنا عندى احمد وهو عنده سنة ونص جاله شرخ شرجى وطبعا لحد ما اكتشفنا دا كان الحل بالنسباله الموبايل كنوع من أنواع الانشغال لعدم تركيزه مع الالم واستمر الموضوع لمدة 3 سنين لكن طبعا الموبايل سببله نوعا من أنواع الإدمان ومع المتابعة اكتشفنا أن دى حاجة اسمها حرمان بيئى خصوصا و ظهر عليه سلوكيات غير مفهومة بسبب تركيزه مع الموبايل سواء للعب أو الفيديوهات منها عدم الرد علينا بسرعة عندما يغيب الهاتف عنه يدخل فى نوبة بكاء شديدة ووصل الأمر أنه كان على أبواب أول درجات التوحد ومع المتابعة مع متخصصين للنجاة به من هذا الادمان تم التحاقه بحضانة تعمل بالنظام الأكاديمى ومتوفر بها التخاطب و تنمية المهارات وتعديل السلوك ومتابعة مستمرة لبعد سن السبع سنوات دون التعامل معه بأى طريقة من طرق العنف أو العقاب مع ضرورة ممارسته العاب تعتمد على الذكاء والحركة منها «التيكوندو والكيك بوكسينج» وغيرهما . أما عن الحالة الأخرى فكانت لطفل يدعى «حسن» وقالت والدته «سارة شعبان» إنه منذ أن بدأ ادراك العالم من حوله بدأت بتشغيل الكرتون على الموبايل له كنوع من الترفيه الذى يفضله جميع الأطفال ولكنها لم تدرك مدى خطورة ما فعلته بطفلها الذى أصيب بحالة ادمان للفيديو جيم والشاشات والموبايل، ومع مرور الوقت دخل الطفل فى حالة انفصال عن الواقع وحدث له اضطراب فى الكلام فكان لا يمكنه قول كلمتين مفهومتين بالإضافة إلى ضعف النظر وعدم التفاعل مع الأطفال المحيطين به من عمره فأصبح مقيدا بسلاسل الهاتف، وبالكشف عليه نصحنا الأطباء بمنعه من الهاتف تماما مع التقديم له فى رياضة يخرج فيها طاقته وبالفعل فعلت ذلك وبدأ فى التحسن التدريجى على مر السنوات الماضية وارتبط برياضة السباحة بشكل ملحوظ .