أدرجه «اليونسكو» ضمن قائمة التراث العالمي.. ما هو «دير القديس هيلاريون» ؟

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" دير القديس هيلاريون بتل أم عامر في وسط قطاع غزة على لائحة التراث العالمي، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة.
وكتبت المنظمة، التي تعقد اجتماعًا للجنة التراث العالمي في نيودلهي، عبر منصة "اكس" (تويتر سابقًا) "إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر: دير القديس هيلاريون/تل عامر في فلسطين".
وقالت المنظمة في بيان "يعترف هذا القرار بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة".
ولقى هذا القرار ترحيبًا فلسطينيًا واسعًا تقدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أشاد بالقرار، واعتبره أمرًا بالغ الأهمية في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة ودليلا على أصالة وتاريخ هذا الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء.
اقرأ أيضًا: مصر ترحب بقرار «اليونسكو» بشأن الحفاظ على التراث الفلسطيني
ما هو دير القديس هيلاريون
ويعد موقع دير القديس هيلاريون بتل أم عامر في غزة من أهم المواقع الأثرية في دولة فلسطين، ذات القيمة العالمية الاستثنائية، حيث يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي وهو أكبر الأديرة الموجودة في فلسطين من حيث المساحة والتصميم.
ويعتبر الدير من أهم نماذج الرهبنة المسيحية المبكرة والتي سهلت للبشرية فهم وتجربة التأثير الذي مارسته التقاليد الرهبانية المسيحية المبكرة على التطورات الدينية والثقافية والمعمارية في الأراضي المقدسة وخارجها.
ويجسد الدير التكامل المتناغم بين الحياة الروحية والعملية، ويظهر المرونة التي لا تقهر، والتفاني الذي لا يتزعزع، والمساهمات الثقافية الرائعة التي قدمتها المجتمعات المسيحية المبكرة في السياقات التاريخية والسياسية الأوسع في ذلك العصر.
وهيلاريون هو قديس فلسطيني ولد في غزة في أم التوت عام 291 وهو أول راهب فلسطيني وأول من أسس جمعية للرهبان، أرسله والده للإسكندرية ليتعلّم اللغة اليونانية والدين المسيحي وهناك التقى بالقديس المصري أنطونيوس الكبير.
واستقرّ هيلاريون في كوخ صغير بقلب صحراء سيناء، ولكنه عاد لغزة بعدما سمع بخبر وفاة والده، وحين عودته أسس مدرسة وكنيسة وأول جمعية للرهبان.
والدير الموجود في أم التوت هو نفسه دير هيلاريون، الذي هرب إلى قبرص مع تلاميذه بعدما سيّطر الإمبراطور الروماني جوليان الذي ارتد عن المسيحية وبدأ باضهاد الرهبان وتلامذتهم.