هل يمكن لكامالا هاريس هزيمة ترامب فى الانتخابات؟.. سؤال بدا كثيرون عاجزين عن الإجابة عنه مع انقسام الحزب الديمقراطى نفسه حول كفاءة هاريس وافتقادها للمقومات الأساسية كالخبرة والحضور والشعبية. لكن كامالا فاجأت الجميع بنجاحها فى أيام قليلة من تنحى بايدن عن خوض الانتخابات، فى توحيد الحزب خلفها والحصول على دعم رؤوسه الكبار وتأمين العدد اللازم من مندوبيه لتأمين ترشحها. وقد امتدت هذه الثقة لجيوب المانحين الذين سبق وجمدوا تبرعاتهم لإجبار بايدن على التنحى، حيث تمكنت هاريس من جمع أكثر من 100 مليون دولار فى 36 ساعة، بالإضافة لجذبها أكثر من مليون متبرع جديد (62٪ منهم يتبرع للمرة الأولى). وخلال 24 ساعة ارتفعت احتمالات فوز كامالا من 40 ل43% وفقاً لمنصة «Predict It»، وانخفضت احتمالات فوز ترامب من 58% ل55%. وتزامن مع ذلك تفوقها أيضاً فى استطلاعات الرأى بنقطتين على ترامب الذى كان متفوقاً من قبل على بايدن ب 6 نقاط. هذه المؤشرات الإيجابية رآها البعض «حظ مبتدئين» وانعكاسًا وقتيًا لزخم انسحاب بايدن، والذى سرعان ما سيتبدد تحت وطأة معوقات عدة تواجهها كامالا على رأسها كونها امرأة وملونة بالإضافة إلى ضراوة خصمها، وإرث إخفاقات بايدن، وضيق وقتها، حيث إن عليها فى 100 يوم فقط صياغة وتقديم وإقناع الناخبين بأجندتها السياسية والاقتصادية. فى المقابل يرى آخرون أن أمام كامالا فرصة جيدة لصنع التاريخ كأول امرأة وملونة تشغل المكتب البيضاوى، وأن وجودها أعطى الناخب «غير المهتم» الذى كان ناقماً على عجز بايدن وفوضوية ترامب، وناخبى الولايات المتأرجحة، فرصة لاختيار وجه جديد. وهذا الوجه الجديد يجرد الجمهوريين من أقوى سلاح كانوا ينابذون به الديمقراطيين، ويضع ترامب تحت نفس المقصلة التى أطاحت ببايدن وهى «السن»، حيث تجعل هاريس (58 عامًا) من ترامب (78 عامًا) مرشحاً عجوزاً. وهذه فرصة لاختبار ما إذا كان إحباط الناخبين من بايدن كان مدفوعًا بالقلق من عمره أو من سخطهم على أدائه السياسى والاقتصادى..وهو ما ستكشفه الأيام القادمة.