عداء إسرائيل للمنظمات الدولية والقانون الدولي أمر طبيعي من دولة قامت على الإرهاب وعاشت عليه، ثم تجد نفسها اليوم وهى لم تعد فوق القانون ولا خارج المحاسبة! المثير الآن أن الدولة المتهمة بالإبادة الجماعية والمحاصرة من القانون والشرعية الدولية تنتقل من اتهام المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بالتهمة الزائفة المعتادة بأنها «منظمات ضد السامية» إلى مرحلة أخرى من الجنون حين يمرر «الكنيست» الإسرائيلى بالقراءة الأولى مشروع قانون يعتبر منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» منظمة إرهابية!! ويأتى ذلك متوافقا مع قصف إسرائيل لمقرات «الأونروا» فى غزة التى يحتمى بها آلاف النازحين، وبعد تعطيل عمل المنظمة فى غزة فى وقت تشتد حاجة السكان لخدمات «الأونروا» وبعد انكشاف زيف الادعاءات الإسرائيلية التى تتهم المنظمة بالتعاون مع حماس، والتى اتهمت عددا من موظفيها بالمشاركة فى أحداث 7 أكتوبر ثم لم تقدم دليلا واحدا على ادعاءاتها. وهو ما دفع معظم الدول التى كانت قد أوقفت مساعداتها للمنظمة للعودة لتقديم هذه المساعدات. السبب الحقيقى لهذا الجنون الإسرائيلى فى التعامل مع «الأونروا»، التى تقدم خدماتها لستة ملايين فلسطينى فى الداخل وفى دول الجوار «الأردن وسوريا ولبنان» هو أن وجودها يبقى قضية اللاجئين الفلسطينيين حية ومعها حق العودة لوطنهم الفلسطينى. لهذا يشتد العداء المنظمة «الأونروا» ويشتد الجنون لدرجة أن مجرمى الحرب الإسرائيليين يتهمون «الأونروا»، بأنها منظمة «إرهابية»! ويتوهمون أنهم قادرون على إلغاء وجودها فى غزة ثم خارجها!! إن ما يخيف إسرائيل فى الحقيقة هو أن «الأونروا» التى نشأت بقرار الأممالمتحدة عام 49 تمثل مسئولية العالم تجاه القضية الفلسطينية وتجسد الاعتراف الدولى بحق اللاجئين فى العودة للوطن الفلسطينى الذى لا يسقط أبدا. «الأونروا» تقدم خدماتها الآن لستة ملايين فلسطينى فى الضفة وغزة وفى دول الجوار «لبنان وسوريا والأردن»، يصرون على أن تبقى قضيتهم العادلة حية رغم كل الإرهاب الإسرائيلى الذى يصل الآن لحد الجنون!!