وزيرة التنمية المحلية توجه بزيادة لجان البت في طلبات التصالح    رشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. أبرز نتائج زيارة المنقلب السيسي إلى بلجيكا    استشهاد طفل بنابلس، والاحتلال يقتحم طوباس بالضفة الغربية    أحمد حجازي يقود نيوم ضد الخليج بالدوري السعودي    تفاصيل مقتل صاحب مغسلة بطلق ناري في أكتوبر    الليلة.. ختام فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي    ارتفاع طفيف في سعر اليورو أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025    مصطفى البرغوثي: الموقف المصري أفشل أخطر مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني    الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين: نجاح الجهود المصرية بتثبيت وقف النار إنجاز كبير    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 24-10-2025 في قنا    جديد سعر الدولار اليوم وأسعار العملات أمام الجنيه    تعرف على الحالة المرورية اليوم    موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2025.. تعرف على تفاصيل تغيير الساعة وخطوات ضبطها    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    محمد ثروت: «القلب يعشق كل جميل» غيّرت نظرتي للفن.. والأبنودي الأقرب إلى قلبي و50% من أعمالي معه    التفاصيل الكاملة ل اللوتري الأمريكي 2025 (الشروط ومن يحق له التقديم)    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    قاذفات «بي-1» الأمريكية الأسرع من الصوت تحلق قرب ساحل فنزويلا    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    عمرو دياب يتألق في أجمل ليالي مهرجان الجونة.. والنجوم يغنون معه    في أجواء روحانية، طوفان صوفي في الليلة الختامية لمولد أبو عمار بالغربية (فيديو)    استخراج جثة متوفي من داخل سيارة اشتعلت بها النيران بطريق السويس الصحراوى.. صور    الاتحاد الأوروبي يسعى لدور أكبر في غزة والضفة بعد اتفاق وقف إطلاق النار    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    مهرجان الموسيقى العربية ال33 يحتفي بأساطير الطرب.. ثروت وناجي يعيدان سحر حليم ووردة| صور    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء نيابات الأسرة    «مش بيكشفوا أوراقهم بسهولة».. رجال 5 أبراج بيميلوا للغموض والكتمان    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الشناوي يكشف مكافأة لاعبي بيراميدز عن الفوز بدوري الأبطال    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    سيلتا فيجو يفوز على نيس 2-1 فى الدورى الأوروبى    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    طعن طليقته أمام ابنه.. ماذا حدث فى المنوفية؟.. "فيديو"    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    مدرب بيراميدز يتغنى بحسام حسن ويرشح 3 نجوم للاحتراف في أوروبا    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    نجم غزل المحلة السابق يشيد ب علاء عبدالعال: «أضاف قوة مميزة في الدوري»    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل.. أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج    رئيسة معهد لاهوتي: نُعدّ قادةً لخدمة كنيسة تتغير في عالمٍ متحول    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    إكرامي: سعداء في بيراميدز بما تحقق في 9 أشهر.. ويورشيتش لا يصطنع    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    هل تأخير صلاة الفجر عن وقتها حرام؟| أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواجهة بين اثنين محامين.. مشاهد «البلوجرز» ما بين التأييد والرفض
المحامى عصام حجاج: «لايوجد حرية شخصية فى مخالفة النظام والآداب العامة»
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 06 - 2024

يرى الكثير - استنادًا إلى العادات والتقاليد والتعاليم الدينية - أن الفتيات اللاتي يظهرن على تطبيقات البث المباشر بطريقة مخلة وبملابس فاضحة يرتكبن جريمة في حق أنفسهن وفي حق المجتمع، لأنهن بهذه التصرفات جعلن أجسادهن سلعة، لها ثمن، ومن يدفع ثمن السلعة ينالها.
وآخرون يرون أن هذه التصرفات نوع من أنواع الحرية الشخصية، وأن الخطأ ليس على الفتاة التي تتعرى بقدر من قرر مشاهدتها فى تلك المشاهد المشينة، والمفروض أن يغض النظر عنها إن هو وجد فيها ما لا يسره، لكن أن تعاقب وتسجن على هذه الأفعال فهو ظلم لها، وتدخل في حياتها الشخصية.
■ عصام عجاج، المحامي بالنقض
◄ خيرًا فعلت النيابة العامة فى بعض القضايا أن وجهت تهمة الإتجار بالبشر إلى جانب 4 آخرين للمتهمين
◄ ليس هناك تعرى.. والسلفيون يرون غير المنتقبة زانية!
بين الرأيين، الكثير من الاختلافات، والتناقضات، المقبولة أحيانًا والغريبة في أحيان أخرى، الأمر يرجع الى الزاوية التي ترى بها القصة، منظورك الشخصي، حينها ستحدد موقفك، هل تقبل الفكرة أم ترفضها، معها أم ضدها، كل هذه الاختلافات والتناقضات نفندها في السطور التالية، من خلال الحوار مع اثنين من مشاهير المحامين أحدهما يراها جريمة ومرتكبها يستحق العقاب.. والآخر يدافع عنها بزعم أنها حرية شخصية، والى نص الحوارين.
◄ التعرى والملابس الفاضحة مكانها غرف النوم لا «اللايف»
..يرى عصام عجاج، المحامي بالنقض، أن الفتيات اللاتي يعرضن أجسادهن على مواقع التواصل الاجتماعي يرتكبن عدة جرائم، منها الفعل الفاضح والتحريض على الفسق والفجور، والدعارة، ونشر مواد خادشة للحياء، وكلها جرائم يعاقب عليها القانون، ولابد من تغليظ هذه العقوبات حتى تكون رادعة لهؤلاء الفتيات.. تفاصيل أكثر في الحوار التالي.
◄ هل الفتيات اللاتي يقمن بالتعري عبر تطبيقات البث المباشر مدانات أم أن ما يقمن به حرية شخصية؟
طبعا، أي فتاة تتعرى عبر تطبيقات البث المباشر مدانة، ليس هناك ما يسمى حرية شخصية وهي تخدش حياء الآخرين، بأفعال مخلة، يعاقب عليها القانون، أقلها التحريض على الفسق والفجور.
وحتى أكون واضحًا، ليس من حقهن التعري ولا إبراز مفاتنهن عبر تطبيقات البث المباشر لأنهن فعلن ذلك مقابل المادة، وبالتالي هو نوع من أنواع الدعارة، ولكن بصورة إلكترونية، والتعري والملابس الفاضحة مكانها غرف النوم لا «اللايفات».
والكلام عن الحرية الشخصية لهؤلاء الفتيات نوع من أنواع العبث، الفتاة تظهر بكامل إرادتها متعرية، وبطريقة مخلة، وفاضحة، ويراها الكثير من المتابعين، ويتفاعلون معها، هل تريد أن تقول لي أنها تضيّع كل هذه الساعات صدقة، قلبها رحيم مثلا بالشباب فأرادت أن تخفف عنهم، بالطبع لا، هي تقوم بهذه الأفعال لغرض مادي، تبيع جسدها مقابل النظرات، وبالتالي تستوجب العقوبة، وعقوبة مغلظة.
ما نراه الآن هو صورة مؤسفة ومخزية لحال الكثير من فتياتنا في الوقت الحالي، ويجب أن نتخذ جميعًا كدولة ومؤسسات ومجتمع مدني موقفًا حادًا تجاه هؤلاء قبل أن يتفاقم الأمر وينفلت من بين أيدينا.
◄ اقرأ أيضًا | ظهور الفتايات بملابس خادشة للحياء على السوشيال ميديا.. عرض مستمر
◄ التعري مقابل المال
◄ برأيك.. ما الدافع الذي يجعل الفتاة تتراقص في البث المباشر.. هل الغرض الربح أم أشياء أخرى؟
الغرض والدافع مقابل هذه التطبيقات وبث هذه المشاهد هو المال، والجميع يعلم هذا، الفتاة رأت أن هذه الطريقة سهلة للحصول على المال وهي داخل غرفتها، وبالتالي الأمر غرضه الربح.
كما أن هذه التطبيقات، تمنح أرباحًا كبيرة لمستخدميها، والفتيات يسعين إلى زيادة عدد مشاهديهن، لأنهن بهذا يضمن أموالا كثيرة.
كما أن استمرارية هؤلاء الفتيات في هذه الأفعال ليس له مبررًا على الإطلاق غير أن الأموال التي كن يتحصلن عليها من هذه الفيديوهات وعبر تطبيقات البث المباشر مغرية، وبالتالي هذا الدافع هو الأقوى لهن لمواصلة مثل هذه الجرائم.
◄ ما المسموح من وجهة نظرك للفتاة أن تخرج به عبر تطبيقات البث المباشر وما هو غير المسموح؟
المسموح به، من وجهة نظري، لخروج الفتاة عبر تطبيقات البث المباشر، نشر المحتوى الهادف والمفيد، والذي لا يخل بها ولا يضعها موضع المسائلة، ولا يكون مخزيًا، ولا يكون مخالفًا للنظام العام، ولا يكون مخالفًا للآداب.
أيضًا من ضمن المسموح به أن لا ترتكب أفعالا تستوجب العقوبة، ولا تتنافى مع العادات والتقاليد، وأن تنشر ما يفيد الناس في حياتهم، فهي بذلك تكون قد قامت بأفعال حميدة، وإيجابية، وتشكر عليها، دون أن يوجه لها اتهام، ودون أن تطعن في شخصيتها وفي شرفها.
◄ لو ظهرت الفتاة بطريقة رأيت أنها غير لائقة ولا تجوز.. أترضى عقوبتها بالسجن؟
طبعا أرضى عقوبتها بالسجن، ولو في يدي عصا سحرية سأقوم على الفور بتغليظها، هؤلاء فتياتنا، شرف لنا، والشرف يستباح على هذه التطبيقات مقابل حفنة من الأموال، من يرضى ذلك؟!
أي شخص يقول أن الفتيات اللاتي يقمن بهذه الأفعال المخزية لا يستحققن العقوبة هو شخص غير سوي، ولا يعي ما يقول، ولا يعرف خطورة الأمر، وخطورة الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الفتيات.
الفتيات التي ينشرن فيديوهات مخلة، ويخرجن عبر تطبيقات البث المباشر، يرتكبن عدة جرائم دفعة واحدة، لكل جريمة عقوبة، جريمة التحريض على الفسق والفجور، جريمة خدش الحياء العام، جريمة فعل فاضح، جريمة اعتداء على حرمة الحياة الخاصة.
الأخطر من ذلك أن هذه الجرائم إذا تم من خلالها استقطاب فتيات دون ال 18 عامًا، فهذا يدخل في نطاق الإتجار في البشر وتغليظ العقوبة وفقا لقانون الطفل.
◄ تجارة
◄ ما رأيك في قائمة الاتهامات التي توجه للفتاة التي تقوم بأفعال مخلة وتصرفات إباحية على مواقع التواصل الاجتماعي.. أتفضل تغليظ العقوبات أم تفضل إلغاءها؟
أرى أن قائمة الاتهامات كافية لتحقيق الردع العام، لكن في الحالة التي نرصدها ثمة مشكلة كبيرة، أن هؤلاء الفتيات، لا يتربحن بنشر هذه الفيديوهات والخروج عبر تطبيقات البث المباشر بملابس فاضحة فقط، دون مجموعة خاصة وعصابات منظمة هي التي تدير لها هذا الأمر، وهي التي تحدد أرباحها، بمعنى أن الفتاة تستقطب عادة لهذه الأفعال تحت غطاء شخص أو مجموعة أشخاص، هم من يدخلونها هذا المجال ويلقون بها إلى التهلكة.
وبالتالي عندما ترتكب هذه الفتاة كل هذه الجرائم، ويتم القبض عليها، هي التي يوجه لها كل هذه الاتهامات، والذين استقطبوها يختفون تماما من المشهد، لأنهم في الغالب أشخاص تعرفت عليهم عبر هذه التطبيقات ويتواجدون خارج الدولة، وبالتالي الفتيات بالنسبة لهم نوع من أنواع البضاعة، إذا فسدت واحدة ، يتم تغييرها، والفتيات إذا تم القبض عليهن، يتم استقطاب فتيات أخريات، لذلك أرى أن هذه العقوبات كافية ولكنها للأسف لا تحقق الردع لهؤلاء المتربحين من هذه الفتيات.
◄ ما التصرف السليم برأيك حيال هذه التصرفات، أتترك دون إجراء قانوني أم محاربة هذه التصرفات؟
للأسف الشديد، بعض الأسر أصبحت ضعيفة أخلاقيا، تعاني من هشاشة واضحة في نظام البيت وترتيب أولوياته، ورب الأسرة غير قادر على ممارسة دوره الرقابي والعقابي، ومن هنا يأتي هذا الخلل الواضح والصريح.
وللأسف أيضًا، من يفضل المال والحصول عليه بأي طريقة ممكنة دون أخلاقيات أو مبادئ، يفعل ما يفعل دون اعتبار لشيء، وهذه صورة صريحة من صور انعدام الأخلاق والتربية.
الأدهى والأمر أنك في أحيان كثيرة تجد من يدفع هؤلاء الفتيات للدخول إلى عالم هذه التطبيقات أقاربهم، كزوج يدفع زوجته دفعًا إلى تطبيقات البث المباشر، وغيرها من الصور التي أصبحت تشكل خطرًا فوق الخطر الذي نتحدث فيه، خطر يتعلق بقيم الأسرة التي أسهمت المادة في تدميرها، أو بالأحرى، اقتربت من تدميرها.
لذلك قبل الدخول في أي تصرف قانوني علينا أولا أن نحاربها عبر الأسرة المصرية، التي نرعى تعاليمها وقيمها، ونعزز فيها الأصالة والقدوة، وهو في رأيي أفضل الأساليب التي نستطيع من خلالها محاربة هذه التصرفات.
◄ تحريض على الفسق
◄ بعض الفتيات وجهت إليهن اتهامات بالإتجار في البشر بجانب اتهامات تتعلق بنشر الفسق والفجور.. ما السبب الذي يجعل النيابة العامة توجه مثل هذا الاتهام إلى الفتاة التي ألقي القبض عليها؟
بعض الفتيات اللاتي يتم القبض عليهن في جرائم مشابهة، وجهت لهن النيابة العامة جرائم الإتجار في البشر، بجانب اتهامات التحريض على الفسق والفجور ونشر مواد مخلة عبر تطبيقات البث المباشر.
جريمة الإتجار في البشر، والتي وجهت لبعض الفتيات، كان السبب في توجيهها أن بعض الفتيات اللاتي يقمن بهذه الأفعال المخلة، يستغلون أطفالا في محتواهم، لنشر هذه الفضائح، وبالتالي يعد إتجارًا في البشر.
◄ تطبيقات البث المباشرة كثرت في الآونة الأخيرة.. برأيك ما السبب في هذا الرواج؟
كثرت هذه التطبيقات في الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ ولافت للنظر، والأسباب التي أدت لرواجها أنها سلعة لها زبائن، ويلعبون دائما على سيكولوجيا «الزبون»، بأن يقدموا له الخدمة في صورة جميلة، بطريقة جذابة، وبالتالي يضمنون تواجده في مشاهدة الفيديوهات أو تواجده في متابعة البث، وكلما كثر عدد المشاهدين والمتابعين، كلما كان الربح مستمرا.
المال دافع هؤلاء لارتكاب كل هذه الفضائح، وطالما المال متوفر، ويتدفق عليهم بكثرة، يزيدون في تجارتهم، ويُكثرون من مصادر الدخل، عبر آليات ومستحدثات كثيرة، في صورة هداية وتعليقات مالية وحوالات بنكية وخلافه.
وبشكل واضح وصريح، هذا استثمار، واستثمار ضخم، له قواعده الخاصة، وله العديد من الأشخاص والعصابات التي تديره، وهؤلاء لا يعنيهم ما يقدمونه بقدر ما تعنيهم المادة، وفي سبيل المادة يُفعل أي شيء.
◄ دعارة إلكترونية
◄ من يقف خلف هذه التطبيقات عصابات غرضها التربح على حساب الفتيات؟ هل هذا صحيح؟
هذه التطبيقات ورائها عصابات كبيرة، ومجموعات منظمة، وهؤلاء يتحكمون في هذا السوق، ويتربحون أموالًا طائلة من أجساد هؤلاء الفتيات، وبالتالي فالغرض من التطبيق ذاته الربح، والفتيات تعلم هذا الأمر، وتدخل أيضًا للربح، وتتعرى للربح، وتبث مشاهد فاضحة للربح، لذلك لا يمكن أن نسمى مثل هذه التصرفات اللاأخلاقية غير أنها نوع من أنواع الدعارة، لكن بصورة إلكترونية.
◄ تطبيقات البث المباشر أباحت الحياة الشخصية وجعلتها مشاعًا، كيف ترى ذلك؟
طبعا، أباحت تطبيقات البث المباشر حياتنا الشخصية بصورة كبيرة، أغلب هذه التطبيقات موجودة في هواتفنا وهواتف صغارنا، ومن لا يعرفها ستأتيه إعلانات لها ممولة عبر تطبيقات السوشيال ميديا الأخرى، وهذه الإعلانات ستقوي عنده الفضول للدخول إلى هذا العالم ومتابعته، وبالتالي بمجرد ما أن يدخل فقد تم اصطياده بشكل أو بأخر.
الصورة الأخرى من صورة إباحة الحياة الشخصية، أن هذه التطبيقات تقوم بدراستك دراسة دقيقة، تفضيلاتك، انتماءاتك، وبالتالي تغوص في شخصيتك وتعرف عنك ما لا تعرفه عن نفسك، وتضع أمام عينيك ما تريده في محاولة منها لاستمرار تواجدك أغلب الوقت على التطبيقات، ومتابعة البث المباشر، والتفاعل معه بأي طريقة ممكنة.
للأسف، الغالبية العظمى لا يستطيعون التحكم في إبعاد أطفالهم وأسرهم عن هذه التطبيقات، لانشغالهم تارة وعدم فهمهم خطورة الأمور تارة أخرى، وهو ما يزيد من تفاقم الوضع أكثر لو لم يتم علاج الأمر في مهده.
◄ هل ترى أن تطبيقات البث المباشر أصبحت النسخة الأحدث للدعارة والجنس؟
دون شك، تطبيقات البث المباشر هي النسخة الأحدث للدعارة والجنس، وأود أن ألفت نظرك إلى شيء، الأغلبية من الفتيات اللاتي يقمن بهذه السلوكيات المخلة، غير بعيدين عن الدعارة بصورتها المعروفة، بمعنى أن أغلبهن يتم استقطابهن للبث المباشر وللدعارة والجنس، ولكن بصورة غير التي كن عليها في الماضي. الآن الفتاة أصبحت موجودة ومتاحة عبر التطبيقات، ومن يرغب المتعة الحرام يشاهد بثها المباشر، وإن أراد المزيد دفع وحدثها في الخاص، تم له ما أراد على هاتفه، وبالتالي الدعارة أصبحت إلكترونية، وأصبحت هذه التطبيقات هي النسخة الأحدث للدعارة.
◄ المحامي هاني سامح: حكم الدستورية تصدى للنصوص العقابية غير الواضحة
◄ رقص البنات على هذه التطبيقات.. هو حب للحياة والبهجة والفرح
■ الدكتور هاني سامح، المحامي بالنقض
على النقيض، يرى الدكتور هاني سامح، المحامي بالنقض، أن الفتيات التي يقمن بالتعري عبر تطبيقات البث المباشر لهن مطلق الحرية، هن يفعلن ما يحلو لهن دون مضايقة أحد، ومن يرغب في مشاهدتهن يشاهد، ومن لا يرغب فإن عليه أن يخرج من البث المباشر ويغادر، كما يرى «سامح» أن هؤلاء الفتيات لم يقمن بجريمة تستوجب العقوبة.. تفاصيل أكثر في الحوار التالي.
◄ هل الفتيات اللاتي يقمن بالتعري عبر تطبيقات البث المباشر مدانات أم أن ما يقمن به حرية شخصية؟
تطبيقات البث المباشر تمنع التعري تمامًا، ويقوم الذكاء الاصطناعي بحظر من تتعرى، ولكن السؤال الحقيقي، ما هو التعري؟
هل بالمفهوم الرجعي السلفي الذي يعتبر غير المنتقبة زانية كما يقول المتطرفون أم هل بمفهوم الحداثة والمدنية، هل نقصد بالتعري كشف العورات المغلظة، أم نقصد التعري بالملابس القصيرة والصيفية وكشف الذراعين والملابس المفتوحة.
يجب أن نوضح هذه المفاهيم، على كل، وخروجًا من الجدال، فارتداء الملابس المتحررة وارتداء «البكيني ذو القطعتين» غير مجرم في القانون المصري، وهو حرية شخصية لا يملك أحدًا أن يمسها، والتاريخ المصري في فنه وتراثه يصور أفلامًا من الإربعينيات إلى مطلع الألفية يحوي ويبيح ارتداء الملابس الساخنة، والأفلام المصرية منذ القدم تحوى هذه المشاهد بشكل طبيعي.
حب الحياة والفن
◄ برأيك.. ما الدافع الذي يجعل الفتاة تتراقص في البث المباشر.. هل الغرض الربح أم الغرض أشياء أخرى؟
الغرض هو حب الحياة والفن، لأن الرقص قيمة مصرية أصيلة، حيث كان وما زال وسيظل الرقص في كل زمان ومكان هو أرسخ قيم المجتمع المصري المحب للحياة والبهجة والفرح، وفي ذات السياق استشهد بفيلم المصير عن قصة القاضي ابن رشد، الذي كان يستمع للغناء، والأغنية الرئيسية للفيلم كانت «علي صوتك بالغنا.. لسة الأغاني ممكنة.. أرقص.. غصب عني أرقص.. يتشبك حلمك بحلمي.. أرقص».
◄ ما المسموح من وجهة نظرك للفتاة أن تخرج به عبر تطبيقات البث المباشر وما هو غير المسموح؟
لسنا في بلد رجعي ولا في القرون الوسطى حتى نشغل بالنا بما ترتديه الفتيات، ونضع قائمة بالمباحات والمحظورات التي لا تليق سوى بأصحاب التسلط وعبّاد المفاهيم الرجعية البائدة.
◄ لو ظهرت الفتاة بطريقة رأيت أنها غير لائقة ولا تجوز.. أترضى عقوبتها بالسجن؟
عقابها أيًا كان، هو عودة لعصور محاكم التفتيش، والتي راحت ضحية لهذه العصور ملايين السيدات بدعوى مخالفة القيم، تم قتلهن وحرقهن وإغراقهن وحبسهن، واليوم نتذكر تلك المحاكمات كوصمة عار ضد من مارس التسلط على الفتيات.
◄ ما رأيك في قائمة الاتهامات التي توجه للفتاة التي تقوم بأفعال مخلة وتصرفات إباحية على مواقع التواصل الاجتماعي.. أتفضل تغليظ العقوبات أم تفضل إلغاءها؟
المجتمعات الفاشلة فقط هي من تتصيد للفتيات وتعلق المشانق لهن عوضًا عن اهتمامها بتطوير الثقافة والاقتصاد والعمل ورفع كفاءة الفرد، وللعجب أن تلك المجتماعات الفاشلة تتصدر المرتبة الأولى في الدخول والبحث على مواقع «البورنو» الصريحة، وللأسف تتصدر بعض الدول قائمة الأكثر تصفحًا للمواقع الجنسية والإباحية الصريحة.
◄ حدد لي أبرز وأغلظ العقوبات التي توجه للفتاة عبر إثبات نشرها لفيديوهات مخلة، وكيف ترى هذه العقوبات؟
الاتهامات المطاطة الفارغة ضد الفتيات عن مخالفة القيم والاعتداء على الأخلاق القويمة، للأسف تواجه بالحبس لمدة تبدأ من سنتين ل 6 سنوات، بنصوص تجريمية وعقابية تعود إلى القرون الوسطى، وبنصوص فارغة يتم تحويرها وفقًا لاتجاهات ذكورية.
وهنا أستشهد بحكم تاريخي للمحكمة الدستورية العليا التي تصدت فيه لتلك النصوص المطاطة الفارغة التي تُحاكم بها الفتيات عندما أعلنت في أحكامها أنه يجب أن تُصاغ النصوص العقابية بطريقة واضحة محددة لا خفاء فيها أو غموض، ولا أن تكون هذه النصوص شبكًا أو شراكًا يلقيها المشرع متصيدًا باتساعها أو بخفائها من يقعون تحتها، أو يخطئون مواقعها، وبالتالي علينا أن نعلن كود الملابس الخاص بنا، ونختار إما كود المجتماعات المتخلفة أو كود المجتمعات الغربية الأكثر تحضرًا وحداثة، ولا تلقي بالاتهامات جزافًا.
◄ ما التصرف السليم برأيك حيال هذه الأفعال، أتترك دون إجراء قانوني أم يجب محاربتها؟
أقول أنه يجب التصدي للقيم الذكورية الرجعية، وإعلاء قيم الحريات والحداثة، والاهتمام بما يفيد وينفع عوضًا عن التسلط على الفتيات، وأقول أنه يجب إلغاء تلك القوانين الفاسدة الرجعية التي تتصيد الفتيات.
◄ بعض الفتيات وجهت إليهن اتهامات بالإتجار في البشر بجانب اتهامات تتعلق بنشر الفسق والفجور.. ما السبب الذي يجعل النيابة العامة توجه مثل هذا الاتهام إلى الفتاة التي ألقي القبض عليها؟
واقعة الإتجار في البشر كما جاءت في الأوراق والاتهامات كانت لمجرد الظهور العادي مع طفل في احتفالات عديدة، ونشر هذه الفيديوهات، والتي تم اعتبارها إتجارًا في البشر، عن طريق تلقي أرباح إعلانات «السوشيال».
وهذا مفهوم خاطئ، ولو اعتبرنا أن هذا الكلام صحيحًا فيجب عقاب كل البرامج واللقاءات التي ينشرها التلفزيون الرسمي مع الأطفال، ويجب أن نقوم بالاعتذار عن فوازير فؤاد المهندس لظهور الأطفال بها.
ما أود قوله أنه يجب أن نعلم أن النصوص المطاطة، تستخدم من قبل الرجعين للتنكيل بالفتيات لا أكثر.
◄ تطبيقات البث المباشرة كثرت في الآونة الأخيرة.. برأيك ما السبب في هذا الرواج؟
الثورة العلمية هي التي أباحت الحياة الشخصية وليست مواقع وتطبيقات البث المباشر، يكفي أن نعلم أن في المدن الحديثة الكاميرات تلتقط كل التصرفات الشخصية في كل مكان تقريبًا، وكذلك أجهزة الاستعشار الذكي الموجودة في الهواتف والأجهزة التكنولوجية الذكية، وكل أعمالنا وتصرفاتنا تدخل في منظومة الحسابات العليمة والخوارزميات، وبالتالي تطبيقات البث المباشر ليست هي من أباحت الحياة الشخصية، بل الحداثة التكنولوجية بشكل عام.
◄ الذكوريون الرجعيون
◄ ما يقف خلف هذه التطبيقات يقولون إنها عصابات غرضها التربح على حساب الفتيات؟ هل هذا صحيح؟
غير صحيح بالمرة، هي مجرد شركات رسمية مسجلة، لها ميزانيات ومجالس إدارات ولها أسهم بالبورصات العالمية وتخضع للرقابة واقتصادياتها رابحة لأنها تستخدم الثورة التكنولوجية وتبدع في الاكتشافات العلمية واستخدام الحسابات الرياضية، وخاصة لضوابط الحقوق والحريات وحماية الناس من المخاطر الحقيقية، وليست الفقاعات الفارغة التي يروج لها الذكوريون والرجعيون.
◄ تطبيقات البث المباشر أباحت الحياة الشخصية وجعلتها مشاعًا، كيف ترى ذلك؟
الحداثة والتقدم التكنولوجي لا يمكن أحد ايقافه، مهما تم من محاكم تفتيش أو حظر أو حجب، الثورة العلمية التكنولوجية الحداثية لا يمكن إيقافها، هذا القطار قد انطلق ولا يمكن إيقافه شاء من شاء وأبى من أبى.
◄ هل ترى أن تطبيقات البث المباشر أصبحت النسخة الأحدث للدعارة والجنس؟
هذا كلام فارغ، مواقع الجنس الصريح و»البورنو» موجودة ومنتشرة، وليست بحاجة إلى تطبيقات البث الخاصة ب»السوشيال ميديا»، وأكثر متصفحي المواقع الجنسية من الدول المحافظة دينيًا، أو التي تدعى ذلك. ويجب أن نضع في اعتبارنا أن الشركات التي تقوم على تطبيقات البث المباشر تمنع التعري، وتوظف الذكاء الاصطناعي لحظره ومنع مشاهد العري، وأود أن أوضح هنا أن مفهوم العري يختلف، فبينما السلفيون يعتبرون كشف أعين المرأة جريمة، هناك من يعتبر أن هذا فن من ضمن الفنون الجميلة، وارى أن التطاول على فنون الرقص هو نوع من أنواع الازدراء للفنون، لذلك يجب أن نرتقي بالفكر ويجب أن لا نسمح للفكر الذكوري بالتغلغل إلى عقولنا وتوجهاتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.