كيف توسعت السعودية في تسخير التقنية لخدمة الحجاج؟

توسعت المملكة العربية السعودية في تسخير التقنية لخدمة الحجاج، وذلك في إطار جهود أوسع، لتمكين التحول الرقمي، وتسخير التقنية لخدمة الإنسان وفق مستهدفات رؤية 2030.
وزارة الحج والعمرة، التي احتلت مراكز متقدّمة في جائزة "قياس التحول الرقمي الحكومي العاشر 2022"، بين 217 جهة حكومية متنافسة، اعتمدت حزمة من الأنظمة الذكية، التي تسهل على الحجاج مناسك الحج.
المسار الإلكتروني
تتمثل هذه الأنظمة في: نظام المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، وهو نظام متكامل منذ بداية عمل التعاقدات الالزامية من سكن ونقل وإعاشة، وحتى مغادرة الحجاج.
يوفر هذا المسار الشفافية والمقدرة الرقابية على متابعة التنفيذ ومدى التزام كل جهة بتنفيذ مسؤولياتها تحت إشراف وزارة الحج والعمرة.
وهناك مسار إلكتروني لحجاج الداخل، وهو عبارة عن أنظمة وبيانات في بوابة إلكترونية متطورة لعرض مختلف برامج الخدمة التي تعرضها شركات ومؤسسات حجاج الداخل، حيث تؤمن الوزارة للراغبين في الحج اختيار ما يناسبهم من برامج الحج، وتتيح لهم التعاقد إلكترونياً مع الشركات والمؤسسات على الخدمات المختلفة.
وتوفر الوزارة نظاما إلكترونيا لسداد قيمة العقود المبرمة لحماية حقوق الحجاج، كما تتيح من خلال البوابة الإلكترونية نقل طلبات تصاريح الحج بعد التعاقد إلى أنظمة وزارة الداخلية لاستصدار تصاريح الحج.
مبادرة طريق مكة
لتقديم أعلى جودة من الخدمات والراحة للحجاج في مسار رحلتهم، أطلقت وزارة الداخلية مبادرة تعرف بمبادرة طريق مكة في عدد من الدول، بهدف خدمة الحجاج بأعلى الإمكانيات التقنية واللوجستية والكوادر البشرية، من خلال تمكينهم من استكمال إجراءات دخولهم إلى المملكة من مطارات بلدانهم ونقلهم مباشرة إلى أماكن إقامتهم في مكة والمدينة.
تختصر هذه المبادرة على الحاج الوقت الذي يقضيه في المنافذ كزمن الإجراءات للدخول، وأيضاً خدمة الترميز والفرز التي تتيح استلام الأمتعة من المساكن للتسهيل والمباشرة في الوصول للمحطة الأخيرة في السفر المقرات.
الكاونتر المتنقل
لأول مرة في هذا العام، يتم استخدام "الكاونتر المتنقل" وهو عبارة عن جهاز "تابلت" يمكنه إنهاء إجراءات الحاج في أي موقع دون الحاجة إلى وجوده حول وأمام الكاونترات، وتم استخدامه في مبادرة طريق مكة والمطارات، وفقا لما كشفه قائد قوات الجوازات في الحج اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع، خلال مؤتمر أقيم السبت.
بطاقة الحاج
تتكون البطاقة من نسختين، الأولى: رقمية، تظهر للحاج في تطبيق "نسك"، وتحتوي على بياناته التفصيلية، مثل: مقر إقامته، وسِجله الصحي، وجدول تفويجه، وغيرها من الخدمات.
فيما تكون النسخة الثانية مطبوعة، يحملها الحاج، وتحتوي على بياناته ورقم هويته، وجنسيته، وعنوان شركة الحج التي يتبعها، إضافة إلى رمز استجابة QR، كما يمكن للعاملين في الحج الوصول لبيانات الحاج كاملة من خلال تطبيق خاص بهم؛ وذلك لمساعدة الحاج وإرشاده في حال الحاجة لذلك.
وأتاحت الوزارة من خلال هذه البطاقة خدمات رقمية عدة، أبرزها: عرض بطاقة الحاج، وبيانات باقته، وبياناته الصحية، وتقديم شكوى، وتقييم الخدمات، وإتاحة خريطة الحاج وأهم المواقع، وقد بدأت الوزارة قبل نحو أربعة أعوام في تطبيق مشروع بطاقات الحجاج الذكية، وفي كل عام يتم تطوير التجربة وتجويدها، وذلك في إطار التحول الرقمي؛ بما يضمن تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
المحفظة الرقمية
وأطلقت وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع البنك الأهلي السعودي، المحفظة الرقمية الدولية الأولى من نوعها في العالم لخدمة الحجاج والمعتمرين "Nusuk Wallet"، التي تعد وسيلة مريحة وآمنة لحفظ وإدارة أموال ومصروفات الحجاج مدعومة ببنية تحتية مصرفية فريدة ومتقدمة، مما يوفر لهم تجربة مالية سلسة وموثوقة وآمنة لإدارة أموالهم، دون الحاجة إلى حمل النقد.
وتستخدم المحفظة أحدث تقنيات التشفير لضمان أعلى معايير الأمان للمعاملات المالية للمستخدمين، وهي أول محفظة رقمية وبطاقة مصرفية دولية في العالم، تتيح للحجاج والمعتمرين إدارة أموالهم أثناء تأديتهم لمناسكهم.
وبحسب المدير التنفيذي لنسك أعمال ومدير التجربة الرقمية بوزارة الحج والعمرة، أحمد بن سليمان الميمان، يعد هذا الابتكار نقلة نوعية في مجال الخدمات التقنية، حيث جمعت المحفظة بين التقنية الحديثة وحاجات المستخدمين, وتكامل أحدث التقنيات كالذكاء الاصطناعي، والتشفير، والتحقق من الهوية البيومترية، بالإضافة إلى التقنيات المتقدمة مثل API وSDK المدمج.
كما أنها تُعد أول محفظة رقمية مضمنة مفتوحة المنظومة (open loop) داخل تطبيق في العالم, مصممة لتمكين الحجاج والمعتمرين من إدارة أموالهم خلال فترة إقامتهم وتأديتهم لمناسكهم.
ايضا:
شاشات رقمية داخل الحافلات بالمدينة المنورة تبثّ رسائل لتعزيز صحة الحجاج