ضوابط الوداع!!

نهار

بيان نقابة المهن التمثيلية بمنع الصحفيين والإعلاميين والمراسلين، من حضور عزاء الفنان صلاح السعدني(بناء على رغبة الأسرة) وقصر العزاء على الأقارب والزملاء!!...للأسف بيان هزيل جدا، يفتقد الى الكثير من الوعى والمسئولية...الوعى بدور ومهمة الصحافة والإعلام، والوعى أيضا بمكانة الفنان، تأثيره وعلاقته بجمهوره!!....
صحيح أن التلصص والفضول والحشرية والفرجة على أوجاع وأحزان الآخر، وإقتحام الخصوصية، والتزاحم والفوضي...هى آفات إجتماعية مخجلة!!...لكن أيضا المنع والعزل وبناء الأسوار،وإبعادالناس(إبعاد حتى عيونهم المتلصصة)ليس حلا مقبولا...أن يسرق البعض أحذية المصلين، لا يعنى أن نمنع الناس من دخول المساجد، ولا أن ننشر قوات الأمن لحراسة الأحذية!!...كثير من الجنازات الشعبية الضخمة لرؤساء وقادة ومبدعين، سارت وراء نعوش خالية،تحاشيا للعبث والفوضي..لكن لا أحد يمنع الناس من وداع محبيها!!
منع الصحفيين من تغطية الجنازات وحضور العزاءات، ليس فقط فعلا قاصرا....لكن أيضا عدوان على الذاكرة، التى علينا صيانتها..ماذا لو منعت الصحافة من تسجيل جنازة عبد الناصر،أو جنازة أم كلثوم أو عبدالحليم حافظ أو غيرهم من الشخصيات العامة ؟!
متابعة الصحافة والإعلام لجنازات الفنانين والكتاب والمشاهير،ليست فعلا إستهلاكيا..هى فعل واجب، دور ومسئولية، وتقدير وأهمية ومكانة الشخصية العامة...الإعتراض بالتأكيد على كيفية التغطية الإعلامية، طبيعة تصوير وتسجيل الحدث...على الصحفى احترام دوره وواجبه المهنى والإنساني، فما يقوم به واجب ومسئولية، وليس بحثا عن (ترند) ولا الحصول على أعلى نسبة مشاهدة...وأن الأمر ليس تجارة ولا استهلاكا وامتهانا لكل شيء!!.. تجاوزات لا تعالج بالمنع..لكن بوضع ضوابط وميثاق شرف للعمل الصحفي، وحدود وأطر التغطية الإعلامية والنشر، ومعاقبة المخالفين والمتجاوزين.