سيئ الذكر «نتنياهو» مازال يعتقد أنه يملك «الفيتو» على قيام دولة فلسطين التى يعترف بها بالفعل 140 دولة، وتدرك الآن باقى الدول «بما فيها أمريكا وبريطانيا»، أن قيامها والاعتراف بها شرط أساسى لأمن وسلام المنطقة. بعد أن أطلق حلفاءه من زعماء عصابات التطرف والوزراء الأساسيين فى حكومة الإرهاب يواصلون حملة الكراهية ضد شعب فلسطين ويتمسكون بحرب الإبادة والتهجير. خرج ليلخص موقف إسرائيل من الدولة الفلسطينية مؤكداً مرة أخرى أن حكومته لن ترضخ لأى ضغوط للاعتراف بدولة فلسطين وأنها ترفض ما سماه «الإملاءات الدولية» لإنشاء هذه الدولة!! تصريحات تتوافق تماماً مع توجهات نتنياهو الثابتة وهو الذى أعلن أن أعظم ما يفخر به فى حياته السياسية على مدى ثلاثين عاما هو أنه منع قيام الدولة الفلسطينية«!!» وهو الذى أكد أن سلطة إسرائيل لابد أن تمتد لكل الأرض غرب الأردن من أجل ضمان أمنها«!!».. وهو أيضاً الذى طالب قبل أيام ليس فقط بمعارضة قيام الدولة الفلسطينية بل ب«اجتثاث»، فكرة هذه الدولة من أساسها!! المثير هنا أن نتنياهو الذى قامت دولته بالإرهاب، ونشأت رسمياً بقرار دولي.. يتناسى أن هذا القرار كان يتضمن أيضاً إنشاء الدولة الفلسطينية، ويتحجج الآن بأن إسرائيل ترفض القرارات الدولية بهذا الشأن «وهى التى يسميها إملاءات»، ثم يتحجج أكثر حين يطلب ترك الأمر للتفاوض بين الطرفين «الإسرائيلى والفلسطيني» دون شروط مسبقة!! وكأنه يريد ثلاثين عاماً أخرى ل«اجتثاث»، فكرة الدولة، ولاستمرار الاحتلال، وبناء المستعمرات وتهويد القدس كما حدث منذ «أوسلو» وحتى الآن!! الدولة الفلسطينية المستقلة هى حق طبيعى لشعب فلسطين وليست منحة من أحد.. يكفى ما تحمله شعب فلسطين من محن وما قدمه من تضحيات لأن قوى كبرى دعمت الإرهاب الصهيوني، ولأن من لا يملك أعطى من لا يستحق، ولأن كل محاولات تجاوز القضية الفلسطينية قد باءت بالفشل لتبقى الحقيقة الأساسية أنه لا أمن ولا استقرار للمنطقة إلا باستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وأولها دولة مستقلة على كامل حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس العربية.. علماً بأن القبول بهذه الحدود كان أقصى ما يمكن تقديمه من تنازل فلسطينى من أجل السلام!! لكن الإرهاب الإسرائيلى يبقى كما هو.. ومجرم الحرب نتنياهو يريد «اجتثاث» فكرة الدولة الفلسطينية، وهو أمر ليس غريباً عن الذى يشن حرب الإبادة ولا يفكر إلا فى قتل الفلسطينيين أو تهجيرهم!!