أخيرًا وبعد شهرين من حرب الإبادة وحصار التجويع من جانب إسرائيل، وافقت الولاياتالمتحدة على تمرير مشروع قرار فى مجلس الأمن يطلب عدم عرقلة وصول الإمدادات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى غزة. وحدث ذلك بعد مفاوضات شاقة، وبعد حذف الجزء الخاص بوقف إطلاق النار الفورى تجنبًا لاستخدام "الفيتو" الأمريكى الذى أصبح مخصصًا لحماية إسرائيل من أى عقوبات على جرائمها ضد الفلسطينيين وضد الإنسانية!! ولا أحد لا يرحب بتوفير بعض الطعام والدواء للفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم أمريكى كامل. ولعل تمرير أمريكا للقرار الأخير لمجلس الأمن يحملها وحدها مسئولية التنفيذ الكامل لبنود القرار، وإلزام حليفتها إسرائيل بعدم تعطيله وهو لا يمثل - حتى عند تطبيقه- إلا ما هو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب من المجتمع الدولى. ولعل الولاياتالمتحدة تدرك مغزى التصويت الأهم الذى حدث فى نفس جلسة مجلس الأمن على التعديل الروسى الذى أضاف لمشروع القرار فقرة هامة كانت فى القرار الأصلى قبل تعديله بسبب الموقف الأمريكى. وهى الفقرة الخاصة بالوقف الفورى للحرب.. حيث وقفت أمريكا -كالعادة- معزولة عن العالم تعارض مشروع القرار الذى أيدته عشر دول وامتنعت عن التصويت أربع، وأسقطه الفيتو الأمريكى!! العالم كله- فيما عدا أمريكا وإسرائيل - يدرك أن كل خطوة لإنقاذ شعب فلسطين من حرب الإبادة أمر مرحب به. لكن يبقى الهدف هو إيقاف إطلاق النار، ووضع نهاية للعدوان الصهيونى النازى. أمين الأممالمتحدة جوتيريش قال بعد صدور القرار الأخير إن المشكلة تبقى الحرب التى تشنها إسرائيل والتى لا تبقى مكانًا آمنًا واحدًا فى كل غزة. وهذه هى مهمة العالم الأساسية ومسئولية مجلس الأمن التى لا ينبغى أن تؤخرها المناورات لتعطيل الإرادة الدولية أو التخفيف من غضب الرأى العام العالمى من الإبادة الجماعية التى تقوم بها الصهيونية النازية بدعم ومشاركة قوى عالمية ترفض- حتى الآن- إنهاء المذبحة، وتعرف أنها تدفع الثمن عزلة متزايدة عن العالم، وعداء لشعوب عربية وإسلامية لا تريد إلا السلام الذى لن يتحقق إلا بوقف الجنون الصهيونى واستعادة الحق الفلسطينى كاملًا.