كشفت أرقام صادمة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مؤخراً، عن مدى الخسائر الفادحة التي مُني بها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه الغاشم على قطاع غزة في 7 أكتوبر. ووفقاً للصحيفة، فقد بلغ عدد الجنود الإسرائيليين الذين أُصيبوا خلال العداون ووصلوا إلى المشافي أكثر من 5000 جندي حتى الآن، من بينهم ما يزيد عن 2000 جندي تم الاعتراف رسمياً بإصابتهم وإعاقتهم، بالإضافة إلى 1000 آخرين من الجنود النظاميين مصابين بجروح خطيرة. كما نقلت الصحيفة عن ليمور لوريا، رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية، قولها إن أكثر من 58% من الجرحى يعانون من إصابات خطيرة في اليدين والقدمين بلغت حد البتر في بعض الحالات. كما أصيب العديد من الجنود بإصابات داخلية خطرة في أعضاء حيوية كالكلى والطحال، إلى جانب إصابات في الرأس أدت لفقدان البصر. ولفتت لوريا إلى أن نحو 7% من الجرحى يعانون من إصابات وصدمات نفسية وعقلية، متوقعةً ارتفاع هذا الرقم بشكل كبير مع ظهور المزيد من الحالات مستقبلاً. وتعكس هذه الأرقام والنسب المرتفعة للإصابات بين الجنود، مدى ضراوة وشراسة هذه الحرب غير المتكافئة التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي خلفت دماراً لا مثيل له طال البنى التحتية والممتلكات والأرواح. فوفقاً لإحصائيات فلسطينية رسمية، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي نحو 17 ألف و490 شهيدًا معظمهم من المدنيين، بينما وصل عدد الجرحى إلى 46 ألفاً و480 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال. كما تسبب قصف المنازل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية بكاملها تقريباً، في أسوأ كارثة إنسانية يشهدها القطاع منذ عقود، حسبما أكدت منظمات أممية وحقوقية. لكن وبالرغم من كل تلك الخسائر والدمار، ما زالت إسرائيل مستمرة في حملتها العسكرية دون كلل أو ملل، مواصلة قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين بشكل يومي، في ظل صمت دولي مُريب. وتُظهر هذه الممارسات اللاإنسانية مدى الوحشية والعنجهية التي يتعامل بها الاحتلال مع الشعب الفلسطيني، دون مراعاة لأي اعتبارات أخلاقية أو قانونية. لذا، تدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي سريعاً لوقف النزيف وإنقاذ ما تبقى من أرواح، ومحاسبة ومحاكمة القادة الإسرائيليين على تلك الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.