أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مقتل 5300 فلسطينى وإصابة 18000 آخرين منذ بدء الحرب فى قطاع غزة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد كثف غاراته ليلة أمس وواصل قصفه، بوتيرة وحشية، للمنازل ليدمرها على رؤوس سكانها وأغلبهم من النساء والأطفال الذين خاطروا بالبقاء داخلها بدلا من قضاء الليل فى الطرقات والشوارع. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح أمس قصف 400 هدف فى قطاع غزة زاعما تصفية 3 قادة من حركة حماس. ولقى أكثر من 135 شخصا مصرعهم بالقصف الإسرائيلى على قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، حسبما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر طبية فجر أمس. وتحدثت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على منازل فى البريج ودير البلح وسط قطاع غزة، ورفح، جنوبا وخان يونس. كما قصفت طائرات الاحتلال مسجد الإحسان فى جباليا البلد شمال القطاع ودمرته بالكامل. وحسبما ذكرت الصحة الفلسطينية صباح أمس، فقد خلفت الغارات الإسرائيلية خلال ال 24 ساعة الماضية 436 قتيلا بينهم 182 طفلا، فى غزة. وأوضحت الوزارة أن نسبة القتلى من الأطفال والسيدات والمسنين فى قطاع غزة والضفة الغربية وصلت إلى نحو 70%، وبلغ عدد القتلى من الأطفال 1903، ومن السيدات 1024، وعدد القتلى من المسنين 187 شخصا. وكانت الأممالمتحدة أعلنت مساء الاثنين أن 6 من موظفى الأونروا «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين»، قتلوا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوشا» فى بيان إن الحصيلة الإجمالية للقتلى فى صفوف الأونروا منذ 7 أكتوبر ارتفع إلى 35 قتيلا. من جانبها، قالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الجيش يستخدم قنابل مصممة لاختراق الأنفاق فى قصف غزة، وهى تسبب بما يشبه «الهزة الأرضية». وقالت القناة إن «الهزات الأرضية التى تحدث عنها الفلسطينيون ناتجة عن هذه القنابل التى تم تصميمها لتدمير الأنفاق تحت الأرض»، وأضافت: «القنابل الارتجاجية، هى فى الواقع قنابل تخترق المخابئ لعشرات الأمتار تحت الأرض ثم تنفجر فى العمق. ونتيجة هذا الانفجار يشعر السكان بالهزات فى المنطقة.. ولذلك يسميها الفلسطينيون القنابل الزلزالية». فى سياق اخر، حذر الطبيب البريطاني- الفلسطينى غسان أبو ستة، الذى يعمل فى مستشفى الشفاء بقطاع غزة، من أن المستشفى الأكبر فى غزة سيصبح «مقبرة جماعية» إذا نفد الوقود منه. وقال أبو ستة فى حديث لشبكة سى ان ان، أن «هناك حاليا 150 مريضا على أجهزة التنفس الصناعي، والأطباء غير قادرين على تشغيل غرف العمليات وأجهزة التخدير بسبب النقص»، مشيرا إلى أن المستشفى يضم حاليا «نحو 1700 جريح، أى ثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية». ومع انقطاع التيار الكهربائى لفترات أطول وأكثر تكرارا، أكد أبو ستة أن مستشفى الشفاء «عمليا... سيتوقف عن الوجود كمستشفى». كما سيؤثر كذلك على وحدات الأمومة وحديثى الولادة، وهى الأكبر فى غزة، حيث إن أكثر من 15 حاضنة «ستتوقف عن العمل» بمجرد انقطاع التيار الكهربائي. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) حذرت من أن ما لا يقل عن 130 من الأطفال الخدج الموجودين فى مستشفيات غزة معرضون لخطر الموت بسبب نقص الوقود فى القطاع الخاضع ل»حصار كامل». وقال جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسف، لوكالة «فرانس برس»: «يوجد حاليا 120 طفلا حديث الولادة فى الحاضنات، منهم 70 على التهوية الميكانيكية، وبالطبع نحن قلقون للغاية عليهم». وعلى الرغم من دخول بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة خلال نهاية الأسبوع، عبر معبر رفح الحدودي، إلا أن إسرائيل تواصل منع إمدادات الوقود والكهرباء إلى القطاع الفلسطيني، وهى ضرورية لتشغيل المستشفيات والخدمات الأساسية الأخرى. وصرح المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الوقود لدى الوكالة الأممية سينفد فى غضون ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن عدم وجود وقود سيفضى إلى المزيد من «خنق» الأطفال والنساء وسكان غزة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ما لا يقل عن 50 ألف امرأة حامل فى غزة لا تستطيع حاليا الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، فى حين أن نحو 5500 منهن سيلدن خلال الشهر المقبل.