أثارت تصريحات جيدو كروسيتو وزير الدفاع الإيطالي، الذي وصف انضمام بلاده لمبادرة الجزام والطريق الصينية، بأنها "مرتجلة وفظيعة"، عدة تساؤلات حول مستقبل المبادرة بين البلدين، في الوقت الذي تسعى فيه روما للتقارب مع واشنطن بعد زيارة خاصة من رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني الي واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن. أعرب كروسيتو خلال تصريحاته لمجلة كورييري ديلا سيرا، عن خيبة أمله وإحباطه إزاء قرار إيطاليا الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، مشيرة الى ان فوائد الصفقة كانت لصالح الصين بشكل غير متناسب. مبادرة الحزام والطريق تعد مبادرة الحزام والطريق الصينية هي استراتيجية شاملة للإنفاق على البنية التحتية، مصممة لربط الصين بآسيا وأوروبا وحتى أبعد من ذلك. واجهت المبادرة انتقادات عديدة، إذ اعتبرها الكثيرون أداة للصين لتوسيع نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي، على الرغم من هذه المخاوف، أصبحت إيطاليا، في ظل حكومة جوزيب كانتي عام 2019، الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، مما يجعلها الدولة الأولى في مجموعة السبع التي تقدم على هذا الخطوة، مما عرضها للكثير من الانتقادات من حلفاءها الغربيين. انتقاد لروما وأشار النقاد إلى أن قرار روما بدخول مبادرة بكين لم يحسن عجزها التجاري مع الصين، إذ زادت الصادرات الصينية إلى إيطاليا بنسبة 51 % من عام 2019 إلى عام 2022، بينما ارتفعت واردات الصين من إيطاليا بنسبة 26 % خلال نفس السنوات، وفقًا لوكالة التجارة الإيطالية. تقارب واشنطن بعد اجتماع أخير مع الرئيس الأمريكي، كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أن حكومتها لا تزال تتداول بشأن مبادرة الحزام والطريق، معلنة عن رحلة مقبلة إلى بكين، واصفة الولاياتالمتحدة بأنها "أهم شريك تجاري لنا خارج الاتحاد الأوروبي"، بحسب ما أشارت شبكة سي أن أن. مغادرة دون خسارة الصين وأشار رئيسة الوزراء الإيطالية خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز عقد اجتماعها مع الرئيس الأمريكي، الى أنه "من الممكن إقامة علاقات جيدة مع الصين حتى بدون مبادرة الحزام والطريق، وهو أمر في رأيي يجب مناقشته مع الحكومة الصينية وداخل الحكومة الإيطالية وفي البرلمان، سنتخذ قرارًا قبل ديسمبر". ومن المقرر تجديد المبادرة تلقائيًا في مارس 2024 ما لم تقدم إيطاليا طلبًا رسميًا بالانسحاب منه بحلول ديسمبر من هذا العام. تعاون ونتائج مفيدة للطرفين في وقت سابق من هذا الأسبوع، حثت بكينروما على البقاء في مبادرة "الحزام والطريق". قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج: "إن بناء الحزام والطريق قد وفر منصة جديدة للتعاون العملي وأنشأ نتائج مفيدة بالتبادل لكل من الصينوإيطاليا"، بحسب ما أشارت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا". انعكاسات القرار وبحسب ما أشارت شبكة بي أن أن، فإن لهذا الوضع انعكاسات كبيرة على السياسات التجارية المحلية والدولية لإيطاليا، كما أنه يثير تساؤلات حول فعالية وفوائد المبادرات العالمية الكبرى مثل مبادرة الحزام والطريق، بالنسبة للبلدان الأخرى التي تفكر في اتفاقيات مماثلة، فإن التجربة الإيطالية بمثابة قصة تحذيرية، إذ يسلط الضوء على أهمية التداول الدقيق والتحليل الشامل للمنافع والعيوب المحتملة قبل الالتزام بهذه الالتزامات الرئيسية. وتشير الشبكة الى انه بغض النظر عن النتيجة، يؤكد هذا السيناريو على أهمية التخطيط الدقيق والاستبصار الاستراتيجي والحوار المفتوح عند اتخاذ القرارات التي يمكن أن تشكل المستقبل الاقتصادي للبلد. بينما تتنقل الحكومة الإيطالية في هذا الوضع الصعب، سيراقب العالم، إذ قد يكون للقرار الذي تتخذه إيطاليا تداعيات كبيرة على علاقاتها التجارية، ليس فقط مع الصين، ولكن أيضًا مع لاعبين عالميين رئيسيين آخرين.