تسعى الصين جاهدة لطمأنة الاتحاد الأوروبي والغرب من أجل مواصلة العمل مع إيطاليا في مبادرة الحزام والطريق التي تقودها بكين لإعادة اكتشاف طريق الحرير مجددًا حاولت الصين على مدى الأعوام الستة الماضية أن تبعث برسائل طمأنة مستمرة للعديد من البلدان في أوروبا بشأن مبادرتها لإحياء طريق الحرير، والتي تُعرف عالميًا ب"طريق واحد حزام واحد"، خاصة أن الاتحاد الأوروبي كان له تحفظه الخاص تجاه النوايا السياسية لبكين من وراء ذلك. ومع مساعي الصين في الحصول على موافقة أول دولة غربية للانضمام إلى مبادرتها، وصلت مؤشرات القلق داخل أوروبا إلى مستويات ارتفعت معها وتيرة بكين الساعية لطمأنة الدول الأعضاء في اليورو، لا سيما أنها ربما لن تكتفي بالحصول على موطئ قدم واحد لها في أوروبا. ورأى التليفزيون الألماني "دويتشه فيله"، أن الصين عازمة على طمأنة أوروبا بعد أن بات من المؤكد انضمام إيطاليا بشكل رسمي لمبادرة الحزام والطريق الضخمة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الرسمية الجارية لروما، والتي التقى خلالها نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وناقش الجانبان إمكانية التعاون في مبادرة ورأى التليفزيون الألماني "دويتشه فيله"، أن الصين عازمة على طمأنة أوروبا بعد أن بات من المؤكد انضمام إيطاليا بشكل رسمي لمبادرة الحزام والطريق الضخمة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الرسمية الجارية لروما، والتي التقى خلالها نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وناقش الجانبان إمكانية التعاون في مبادرة "طريق الحرير" بين بلديهما. الصين تُنعش القارة السمراء باستثماراتها.. وإسقاط الديون فرصة ذهبية لإفريقيا وقال شي بعد الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الإيطالي: "بيننا لا يوجد تضارب أساسي في المصالح.. الصين تريد التبادلات التجارية أن تسير في الاتجاهين وأن يتدفق الاستثمار". وأضاف: "إن الصين تقدر رغبة إيطاليا في لعب دور إيجابي في تطوير علاقة صحية ومستقرة بين الصين وأوروبا، وتفانيها في دفع التواصل بين آسيا وأوروبا قدمًا". ولم تكن مهمة طمأنة أوروبا حكرًا على الرئيس الصيني، بعد أن سانده ماتاريلا بالتشديد على أن "طريق الحرير قديمًا كان بمثابة أداة للمعرفة بين الشعوب والمشاركة والاكتشافات المتبادلة"، مؤكدًا أن "الطريق الجديد ذو اتجاهين، لا تسافر عبره البضائع فحسب، بل أيضًا الأفكار والمواهب والمعرفة". وعلى الرغم من التحفظات التي أبداها حلفاؤها في الاتحاد الأوروبي، تمضي روما قدمًا في دعمها لمشروع الحزام والطريق في الصين، خاصة أنه يضمن لها برنامجًا أساسيًا لتنمية البنية التحتية عبر الاستثمارات الصينية الكبيرة في المواني والطرق والمطارات والسكك الحديدية، على غرار ما أسهمت به بكين في آسيا وإفريقيا وبعض الأجزاء من أوروبا. كيف استغلت الصين أزمة الروهينجا لصالحها؟ وأشار التليفزيون الألماني إلى أن الانتقادات لتلك الخطوة لم تكن فقط من خارج إيطاليا، حيث كان لدى الزعماء الشعبويين في البلاد ردود أفعال مختلفة على الصفقة. وقال نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو، وهو ينتمي لحركة النجوم الخمسة: "اليوم نقول إيطاليا أولًا في العلاقات التجارية، وسنبقى حلفاء للولايات المتحدة في الناتو وفي الاتحاد الأوروبي". ومن جانبه، قال ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء الإيطالي، وزعيم حزب ليجا اليميني المتطرف، إن إيطاليا "ليست مستعمرة لأحد"، وحذر من السماح لشركة هواوي العملاقة للاتصالات الصينية ببناء شبكة بيانات من الجيل الخامس داخل البلاد، وهو التحذير الذي أطلقته الولاياتالمتحدة قبل عدة أشهر لروما. ومنذ أن بدأت في عام 2013، كانت الانتقادات الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق، هي أنها دومًا ما تخلف وراءها ديونا ضخمة يصعب على الحكومات السيطرة عليها، وهو الأمر الذي يعزز النفوذ الصيني بداخلها، لدرجة أن العديد من الدول، مثل ماليزيا، قد انسحبت من خطط الانضمام لهذه الأسباب، حسب رؤية دويتشه فيله. «الحزام والطريق».. ممر الصين نحو الشرق الأوسط وعطفًا على المخاوف السياسية، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه أيضًا من أن مشاريع البناء الصينية تأتي من خلال ممارسات تجارية غير عادلة، حيث يتم دعم معظم الشركات المعنية من قبل الحكومة، وهو الأمر الذي لا يتوافق مع قوانين الاتحاد الأوروبي.