محمود خرج بحثًا عن لقمة عيشه على التوك توك.. وعاد جثة هامدة

الغربية - ‬محمد ‬عوف
شهدت ‬قرية ‬الكرسة ‬التابعة ‬لمركز ‬طنطا ‬بمحافظة ‬الغربية ‬جريمة ‬قتل ‬بشعة ‬حيث ‬عثر ‬أهالي ‬القرية ‬على ‬جثة ‬طالب ‬سائق ‬توك ‬توك ‬مذبوحًا ‬وملقاة ‬في ‬الطريق ‬، ‬وسرقة ‬التوك ‬توك ‬بعد ‬تغيبه ‬عن ‬منزله ‬لمدة ‬ثلاثة ‬أيام، ‬وتمكنت ‬الأجهزة ‬الأمنية ‬بالغربية ‬من ‬ضبط ‬المتهم ‬وإحالته ‬للنيابة ‬لتتولى ‬التحقيقز
لم ‬يكن ‬يعلم ‬والد ‬الشاب ‬محمود ‬محمد ‬ميرة ‬الذي ‬لم ‬يتجاوز ‬عمره ‬17 ‬عامًا ‬أن ‬نهاية ‬عمر ‬نجله ‬ستكون ‬بسبب ‬التوك ‬توك ‬الذي ‬اشتراه ‬له ‬منذ ‬أسابيع ‬لكي ‬يعمل ‬عليه ‬خلال ‬فترة ‬أجازة ‬الصيف ‬ويكون ‬مستقبله ‬رغم ‬أنه ‬مازال ‬طالبًا ‬في ‬المرحلة ‬الثانوية، ‬فقد ‬ألح ‬عليه ‬ابنه ‬كثيرًا ‬على ‬شراء ‬التوك ‬توك ‬لكي ‬يكون ‬مصدر ‬رزق ‬له، ‬ورغم ‬رفضه ‬في ‬بادئ ‬الأمر ‬لخوفه ‬عليه ‬لكن ‬وافق ‬واشتراه ‬له، ‬وفرح ‬الابن ‬فرحًا ‬شديدًا، ‬فهو ‬لديه ‬خبرة ‬في ‬العمل ‬على ‬التوك ‬توك ‬حيث ‬اعتاد ‬قيادته ‬والعمل ‬عليه ‬وآن ‬الآوان ‬لكي ‬يكون ‬له ‬توك ‬توك ‬خاص ‬به، ‬وبالفعل ‬خرج ‬الشاب ‬بحثًا ‬عن ‬لقمة ‬عيشه ‬، ‬وتربص ‬به ‬أحد ‬الأشخاص ‬واستوقفه ‬وطلب ‬منه ‬توصيله ‬من ‬قرية ‬الكرسة ‬مسقط ‬رأسه ‬إلى ‬قرية ‬برما ‬المجاورة ‬مقابل ‬مبلغ ‬اتفق ‬معه ‬عليه ‬وانطلق ‬الشاب ‬في ‬طريقه ‬حتى ‬ابتعد ‬عن ‬أعين ‬أهالي ‬قريته ‬واختفى ‬عن ‬الأنظار، ‬وتبدو ‬الأجواء ‬عادية ‬للغاية ‬فالكل ‬منشغل ‬في ‬عمله ‬وارتباطاته ‬، ‬ويمضي ‬الوقت ‬لكن ‬لم ‬يعد ‬الشاب ‬إلى ‬منزله، ‬وبدأ ‬القلق ‬يتسلل ‬إلى ‬قلب ‬والده ‬ووالدته ‬وخرج ‬الأب ‬يبحث ‬عنه ‬في ‬كل ‬مكان ‬بعد ‬أن ‬اتصل ‬به ‬عبر ‬الهاتف ‬المحمول ‬كثيرًا ‬بلا ‬جدوى ‬إذ ‬أن ‬الهاتف ‬غير ‬متاح، ‬وازداد ‬القلق ‬عليه ‬أكثر ‬بعد ‬أن ‬حل ‬الظلام ‬في ‬القرية ‬وليس ‬له ‬أي ‬أثر، ‬فأسرع ‬والده ‬بالتوجه ‬لمركز ‬الشرطة ‬لتحرير ‬محضر ‬غياب ‬له، ‬ولم ‬يكف ‬عن ‬البحث ‬عنه ‬في ‬كل ‬مكان ‬أملاً ‬في ‬العثور ‬عليه ‬لكن ‬سرعان ‬ما ‬تضاءل ‬الأمل ‬مع ‬انقضاء ‬الليل ‬وقدوم ‬النهار ‬حتى ‬مضت ‬ثلاث ‬ليالِ ‬وجاءه ‬الخبر ‬المشؤوم ‬بعدها ‬بالعثور ‬على ‬جثة ‬شاب ‬تتوافق ‬مواصفاته ‬مع ‬نفس ‬مواصفات ‬نجله ‬وتوجه ‬للمشرحة ‬ليلقى ‬نظرة ‬على ‬الجثة ‬والتعرف ‬عليها ‬وكله ‬امل ‬ألا ‬تكون ‬جثة ‬ابنه ‬لكنها ‬الصاعقة ‬فقد ‬تأكد ‬يقينًا ‬أنها ‬جثة ‬ابنه.‬
تلقى ‬اللواء ‬محمد ‬عمار ‬مدير ‬أمن ‬الغربية ‬إخطارًا ‬من ‬إدارة ‬شرطة ‬النجدة ‬يفيد ‬بورود ‬بلاغ ‬من ‬الأهالي ‬بالعثور ‬على ‬جثة ‬سائق ‬توك ‬بطريق ‬قرية ‬برما ‬دائرة ‬مركز ‬طنطا، ‬وعلى ‬الفور ‬انتقلت ‬الأجهزة ‬الأمنية ‬لمكان ‬الحادث ‬وتبين ‬أن ‬الجثة ‬لشاب ‬يدعى ‬‮«‬محمود ‬محمد‮»‬، ‬مقيم ‬بقرية ‬الكرسة ‬دائرة ‬مركز ‬طنطا ‬ومتغيب ‬عن ‬منزله ‬منذ ‬يوم ‬وتم ‬نقل ‬الجثة ‬لمشرحة ‬المستشفى ‬الجامعي ‬وإبلاغ ‬النيابة ‬العامة ‬والتي ‬انتقلت ‬لمكان ‬الواقعة ‬للمعاينة، ‬وكلفت ‬الطب ‬الشرعي ‬بتوقيع ‬الكشف ‬الطبي ‬على ‬الجثة ‬لمعرفة ‬سبب ‬الوفاة، ‬وكلفت ‬إدارة ‬البحث ‬الجنائي ‬بالتحري ‬حول ‬الواقعة ‬وملابساتها ‬وسرعة ‬ضبط ‬المتهم، ‬حيث ‬تم ‬تشكيل ‬فريق ‬بحث ‬بمشاركة ‬قطاع ‬الأمن ‬العام ‬ومديرية ‬أمن ‬الغربية ‬أسفرت ‬جهوده ‬عن ‬تحديد ‬هوية ‬المجنى ‬عليه ‬وتبين ‬أنه ‬طالب ‬وأن ‬وراء ‬ارتكاب ‬الواقعة ‬أحد ‬الأشخاص ‬مقيم ‬بمركز ‬طنطا ‬وعقب ‬تقنين ‬الإجراءات ‬تم ‬استهداف ‬المتهم ‬وضبطه، ‬وبمواجهته ‬اعترف ‬بارتكابه ‬الواقعة ‬بقصد ‬السرقة، ‬حيث ‬أقر ‬باستقلاله ‬مركبة ‬‮«‬التوك ‬توك‮»‬ ‬قيادة ‬المجنى ‬عليه ‬بزعم ‬توصيله ‬لإحدى ‬القرى ‬بدائرة ‬المركز، ‬وحال ‬وصولهما ‬لمحل ‬العثور ‬قام ‬بخنقه ‬باستخدام ‬قطعة ‬من ‬القماش ‬حتى ‬أودى ‬بحياته ‬وتركه ‬وقام ‬بسرقة (‬التوك ‬توك ‬والهاتف ‬المحمول) ‬الخاصين ‬بالمجنى ‬عليه ‬وأرشد ‬عن ‬الهاتف ‬المحمول ‬الخاص ‬بالمجنى ‬عليه، ‬كما ‬أرشد ‬عن ‬‮«‬التوك ‬توك‮»‬ ‬المستولى ‬عليها ‬لدى ‬عاطل ‬مُقيم ‬بمحافظة ‬كفر ‬الشيخ ‬وتم ‬ضبطه، ‬وبعرض ‬المتهم ‬على ‬النيابة ‬أمرت ‬بحبسه ‬4 ‬أيام ‬على ‬ذمة ‬التحقيق ‬وتم ‬تجديدهم ‬15 ‬يومًا ‬أخرى.‬
وشيع ‬أهالي ‬القرية ‬جثمان ‬المجني ‬عليه ‬وسادت ‬حالة ‬من ‬الحزن ‬بين ‬أفراد ‬أسرته ‬وجيرانه ‬على ‬فراقه ‬خاصة ‬أنه ‬كان ‬شابًا ‬طموحًا ‬وعصاميًا ‬ومكافحًا ‬ويحب ‬مساعدة ‬والده ‬في ‬مواجهة ‬أعباء ‬الحياة ‬وهو ‬ما ‬دفعه ‬للعمل ‬على ‬التوك ‬توك ‬لكنه ‬لم ‬يكن ‬يدري ‬ما ‬يخبئه ‬له ‬القدر.‬
اقرأ أيضًا :