يُعدُّ مذنب هالي أحد أشهر المذنبات في التاريخ، ويعتبر أحد أقرب المذنبات إلى الأرض وهو مذنب ذو دورة مدارية قصيرة، و يحتاج حوالي 76 عامًا لاكتمال دورة كاملة حول الشمس. اقرأ أيضاً| أبرز المذنبات خلال العام 2023 تم اكتشاف مذنب هالي في العام 1705 من قبل عالم الفلك الإنجليزي إدموند هالي، الذي لاحظ أن بعض المذنبات التي شاهدها في الماضي تظهر بشكل دوري كل 76 عامًا تقريبًا، وأدرك أن هذه المذنبات هي في الواقع نفس المذنب، وقد كانت هذه النظرية مثيرة للجدل في ذلك الوقت، ولكن تمكّنت الملاحظات المتعددة التي جمعها هالي من تحديد دورة المذنب بدقة وتوقع مروره في السنوات اللاحقة. ويمر مذنب هالي بالقرب من الأرض بشكل متكرر بفضل دورته المدارية القصيرة، حيث يتوقع مروره مرة كل 76 عامًا تقريبًا. ويعتبر المرور الأخير للمذنب هالي بالقرب من الأرض كان في العام 1986، وكانت هذه المرة الأولى التي تم فيها زيارة المذنب بواسطة مهمة فضائية، حيث أرسلت وكالة ناسا مسبار يدعى "أيسوندري" لدراسة المذنب وجمع البيانات عنه. ويعتبر مذنب هالي من المذنبات الذين يثير اهتمام الناس بشكل كبير، حيث يمكن رؤيته بالعين المجردة عندما يمر بالقرب من الأرض، ويعدّ الظهور الأخير للمذنب هالي في العام 1986 من أهم الأحداث الفلكية في القرن العشرين. وتمكن العلماء في ذلك الوقت من الحصول على العديد من البيانات والمعلومات عن المذنب، وتم تحليلها ودراستها بعناية لفهم أكثر عن هذا الجسم الفلكي الغامض. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن رؤية مذنب هالي بشكل منتظم كل 76 عامًا تقريبًا، وتمكن العلماء في السنوات الأخيرة مندراسة المذنب باستخدام التكنولوجيا الحديثة ومراقبته باستخدام التلسكوبات الفضائية والأرضية، مما أدى إلى تحليل أكثر دقة للبيانات والمعلومات المتعلقة به. ومن المتوقع أن يمر مذنب هالي بالقرب من الأرض مرة أخرى في العام 2061، ومن المحتمل أن يتم إطلاق مهمات فضائية جديدة لدراسة المذنب في ذلك الوقت. هذا ويعتبر مذنب هالي أحد أهم المذنبات في تاريخ الفلك، حيث قدمت دراساته ومراقبته إسهامات كبيرة في فهم الكون وتطوره. ومن خلال متابعة المذنب ودراسته، يمكن الحصول على معلومات أكثر دقة حول تكوين النظام الشمسي وتأثير الجسم الفلكي على الأرض والحياة عليها، مما يساعد على فهم أفضل للظواهر الفلكية والتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل.
