«التَوَحد» أصعب أنواع الإعاقة.. 805 هيئات متخصصة لرعاية وتأهيل ذوى الهمم

التضامن: حقهم محفوظ واستثناؤهم من الحجز على منظومة الصحة لاستخراج بطاقات الخدمات المتكاملة

اضطراب طيف التوحد ليس مشكلة صحة عقلية، بل هو اضطراب فى النمو يؤثر على كيفية فهم الأشخاص للعالم حولهم، وكيفية تفاعلهم مع الآخرين. ومثل أى شخص آخر ، قد يتمتع الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد بصحة عقلية جيدة أو قد يكون لديهم مشاكل نفسية .وتؤكد وزارة التضامن الاجتماعى أن الأشخاص ذوى الإعاقة ومنهم أطفال ذوى التوحد حقهم محفوظ بل وينالون كل رعاية ودعم من القيادة السياسية وتؤكد على أهمية نشر التوعية بالتوحد والحاجة الماسة لتحسين نوعية الحياة لهم ودمجهم داخل المجتمع واستغلال قدراتهم وتمكينهم بالشكل الأمثل .. ويعد طيف التوحد من أصعب أنواع الإعاقة لأنه ليس ظاهرًا، وقد يتأخر اكتشافه، مشيرة إلى أهمية الاهتمام مجتمعياً وإعلامياً بشكل أكبر بالأطفال ذوى الإعاقة عموماً، وضرورة وحتمية التوعية بطبيعة الإصابة وطرق التعامل الأفضل مع كل إعاقة.
◄ تنمية العمليات المعرفية التى يستخدمها الطفل فى حياته اليومية
■ نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي
أكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ، أن الوزارة انطلاقاً من دورها كان لها العديد من الجهود والبرامج التى تعمل على رعاية وتأهيل الأشخاص ذوى التوحد، بالتنسيق مع مختلف مؤسسات الدولة فى إطار التأكيد على حقوقهم بالمجتمع؛ حيث تم استثناء الأشخاص ذوى التوحد من الحجز على منظومة وزارة الصحة لاستخراج بطاقات إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة والاكتفاء بتقديمهم تقرير طبى معتمد من مستشفى حكومي أو جامعي، أو أحد مستشفيات الشرطة أو أحد مستشفيات القوات المسلحة، كما تتم رعايتهم من خلال برنامج الدعم النقدى كرامة، الذى يستفيد منه مليون و185 ألفاً من الأشخاص ذوى الإعاقة بإجمالى 543 مليون جنيه تقريباً شهرياً.
وقالت من خلال 30 وحدة تضامن اجتماعي داخل الجامعات المصرية الحكومية يتم رصد الطلاب ذوى الإعاقة وتقديم فرص الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادى لهم، كما يتم عبر المنصات الإلكترونية «شغلني وفرصنا» توفير فرص عمل لائقة تتناسب مع نوع الإعاقة ، وقد تم توقيع بروتوكول بين وزارة التضامن ووزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و القوى العاملة لتشغيل الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوى الإعاقة «منصة تأهيل»، لدعم التمكين الاقتصادي للشباب ذوي الإعاقة وتوجيههم نحو فرص العمل، أو فرص التدريب لإثقال مهارات العمل لتحسين فرص تشغيلهم فى قطاع الأعمال، كما يتم توجيههم للاستفادة من المشروعات الصغيرة، ومشروعات الأسر المنتجة التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي.
وقالت وزيرة التضامن إنه من خلال 805 هيئات تأهيلية يتم تقديم الخدمات المتخصصة لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوى الإعاقة - ومنهم الأشخاص ذوى التوحد-مثل خدمات التشخيص والتدخل المبكر، علاج مشاكل التخاطب، تنمية المهارات الذهنية، التأهيل الشامل، الإقامة الداخلية، وغيرها من الخدمات.
◄ اقرأ أيضًا | القومى للأشخاص ذوى الإعاقة ينظم ورشة تدريبية لموظفيه
وأشارت إلى ضرورة الاكتشاف والتدخل المبكر لتحسين فرص تطورهم ومساعدتهم للوصول لأقصى طاقاتهم، وتثقيف الآباء والأمهات حول أفضل وسائل التعامل مع الطفل المعاق.
وأضافت من خلال أول صندوق استثمار خيرى لدعم ذوى الإعاقة وهو صندوق عطاء ببنك ناصر الاجتماعى يأتى مشروع قدرات بلا حدود بالتعاون مع الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوى الإعاقة والتوحدADVANCE والذى نجح فى رفع كفاءة 23 جمعية أهلية على مستوى 9 محافظات تعد الأكثر استعداداً لخدمة الأطفال ذوى الإعاقة الذهنية والاضطرابات النمائية وطيف التوحد وذلك من خلال تنمية القدرات الإكلينيكية للإخصائيين بمجال رعاية هؤلاء الأطفال لتأهيلهم وتدريبهم على اكتساب المهارات والاستعداد للدمج المدرسى والدمج المجتمعى وتحقيق مختلف مكتسبات المهارات الحياتية.
وتم من خلال المشروع إنتاج 3 أدلة تدريبية معتمدة و تدريب 166 إخصائياً بالجمعيات المشار إليها واعتمادهم بعد اجتياز تأهيل 1287 طفلاً من ذوى اضطراب طيف التوحد والإعاقات النمائية المماثلة وتدريب 1625 إخصائياً و1485 من أولياء الأمور.
مركز رعاية وتأهيل أطفال التوحد بالمطرية يقدم خدمات مختلفة للتأهيل الاجتماعى والنفسى والطبى
لأن أطفال التوحد إحدى فئات ذوى الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى الرعاية والتأهيل، حيث إن التأهيل الاجتماعى والنفسى والطبى يساعد طفل التوحد على التكيف مع المجتمع ويوفر له فرصاً أكثر فاعلية لخفض شدة أعراض الاضطراب .تم إشهار مركز رعاية وتأهيل أطفال التوحد فى منطقة المطرية بالقاهرة 2018 ويقدم خدمات تأهيل الأطفال ذوى اضطراب التوحد فى البرامج المختلفة وهى العلاج الوظائفى، التربية نفس حركية، التكامل الحسي، تنمية المهارات، المهارات الأكاديمية، التخاطب، العلاج المائي، الإرشاد الأسري، وكذلك عمل اختبارات الذكاء، الاختبارات التشخيصية.
يقول اللواء عبد الحكيم حمودة المدير التنفيذى للمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع المشرف على المراكز التابعة إن الهدف من إقامة المركز هو توفير بيئة علاجية آمنة لإعادة تأهيل طفل ذوى اضطراب التوحد ..وتوضيح وشرح مفصل عما يخص اضطراب التوحد لولى أمره وتشخيص الطفل وتقييمه بأحدث المقاييس تحت إشراف فريق متخصص ومؤهل للعمل مع اضطراب التوحد وتوجيه وإرشاد أسرة الطفل من ذوى اضطراب التوحد بكيفية التعامل مع الاضطراب وتعزيز واجبات الأسرة اتجاه الطفل وتوفير كافة الوسائل العلاجية للطفل ، أما عن الرؤية التى يتطلع إليها فيقول أولها تحقيق استقلال ذوى اضطراب التوحد وتيسير سبل تعاملهم مع الآخرين والتكيف مع المجتمع من خلال رسالة المركز الذى يعمل على تقديم أفضل البرامج التربوية والخدمات التعليمية لدعم وتنمية القدرات الذاتية لذوى اضطراب التوحد لتمكينهم من خدمة أنفسهم وتحقيق استقلاليتهم ودمجهم فى المجتمع، ومساعدة أسرهم ودعمهم تدريباً وتأهيلاً ليكونوا أعضاء فعالين فى المجتمع لتحقيق ذواتهم.
وقال يضم المركز عدداً من الأقسام منها قسم التخاطب الذى يقدم أحدث الطرق العلاجية لكافة الأطفال من عمر سنتين بعد إجراء الاختبارات وتتمثل فى خدمات تشخيصية وتأهيلية وعلاجية فى شتى المجالات المتعلقة بإضطرابات النطق والكلام الناتجة عن اضطراب التوحد وعمل تقييم لغوى لكل طفل لتحديد عمره اللغوى و وضع برنامج علاجى لكل طفل مناسب لعمره اللغوى وطبيعة الحالة و الاتصال والتنسيق مع جميع الأقسام الأخرى (تكامل حسي- علاج وظيفي- تنمية مهارات- النفس حركي، مهارات الأكاديمية) ..وأهم ما يميزنا العمل كفريق واحد مع الأقسام الأخرى لتنفيذ البرامج بطريقة جيدة لخدمة الطفل وعمل ندوة تثقيفية للأهالى ذوى الاحتياجات الخاصة واكتسابهم الأساليب التربوية الحديثة فى تحقيق التدريب مع أطفالهم بالمنزل و يتم تقييم أهداف البرنامج بشكل مرحلى وسنوى لمعرفة مدى تقدم الطفل فى البرنامج.
◄ قسم العلاج الوظائفي
وقالت مرفت علاء الدين مدير المركز إن العلاج الوظائفى هو مهام طبية معاونة لذوى الاحتياجات الخاصة باستخدام التقنيات مع جميع الإعاقات والتى تساعد الإنسان حسب سنه للقيام بوظيفته ويعمل على علاج مشكلات الأطفال من ذوى اضطراب التوحد التالية: صعوبات التأزر وهى عدم التآزر بين الأصابع وعدم التآزر بين العين واليد وعدم التآزر بين اليدين و صعوبات التعلم وتنمية مهارات ما قبل الأكاديمى و توظيف البيئة للطفل ليقوم بوظيفته باستقلال وضعف السيادة المخية وعدم تحقيق الجانب المسيطر.
ويكشف عن نقاط الضعف فى التسلسل الهرمى للنمو والذى يعتمد على المراحل الآتية: ردود الأفعال الأولية للطفل ونمو الحركات الكبرى وتشكيل الحركات الكبرى والحركات الدقيقة واستخدام اليد فى أوضاع رأسية وأفقية، والقدرة على القيام بالقبضات وتطور مسكات القلم ، وبعد التقييم يتم وضع البرنامج للطفل حسب كل فئة من الفئات المستفادة مع وضع خطة شاملة لنقاط الضعف سواء بالحركات الكبرى أو الحركات الصغرى أو القدرات الحسية والتى تساعد على تنمية قدرات الطفل لتصل إلى أقصى إمكانياتها أو عدم تدهور الحالة الحالية له .حيث يعتمد البرنامج بالعلاج الوظائفى على نظرية كيفارت والتى تقدم العمليات الثلاثة لنمو الأنماط الحركية وهى التكامل الحركي، التمييز الحركى، التمييز الحسي
◄ التكامل الحسي
ويضيف محمد فتحى مدير إدارة الرعاية بالمؤسسة أن هناك قسم التكامل الحسى حيث تتعدد فروع العلاج الوظائفى ومنها التكامل الحسى والذى يعطى المؤشر الأولى عن وجود اضطراب بالحواس ومدى الاحتياج للتدخل الحسي، حيث يولد الطفل ذو النمو الطبيعى بنظام حسى دقيق ويبدأ تطور هذا النظام تدريجياً من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة ،وتحدد نظرية التكامل الحسى أن حواس الإنسان هى: الحواس الخارجية الخمس: وهى السمع والبصر والشم والتذوق واللمس بخلاف حواس داخلية وهى الحاسة الدهليزية والحس العميق ،
وتظهر أهمية التكامل الحسى حيث يؤدى التطور الطبيعى السابق إلى إدراك الطفل لأبعاد جسمه واكتمال ردود الأفعال الأولية و التآزر بين العين واليد والتحكم فى الحركات الدقيقة و فهم اللغة المسموعة والانتباه والإدراك والتركيز البصرى و تطور الإدراك المعرفى ونضج السلوك للطفل و التعلم الأكاديمي.
وقال من خلال التشخيص الحسى المتخصص يتم تحديد نوع الاضطراب وشدته والذى تظهر أعراضه كالتالى فرط استجابة حسية والتألم من المثير الحسى و نقص استجابة حسية والرغبة فى المزيد من المثير الحسى و غلق أحد الحواس أثناء استخدام أخرى (الطفل أحادى الحاسة)
◄ قسم النفس حركي
ويقول مينا ناهر الإخصائى النفسى تعد التربية النفس حركية بمثابة إعادة التعلم فى المجالات المختلفة، فتأخذ بعين الاعتبار إدراك الطفل لجسمه، ونوعية الحركة التى يقوم بها الطفل، وهذا يحدث فى مكان وفى زمان، لذلك تهتم هذه البرامج بتنمية إدراك الطفل للمكان أو الفراغ المحيط به، والزمن الذى تحدث فيه.
ويتمثل القصور فى تطور المهارات النفس حركية لدى الأطفال ذوى التوحد فى عدة ملاحظات منها قصور فى التقليد الحركى ومشكلات فى التخطيط الحركى وقصور فى الوعى بالجسم ومشكلات فى الحفاظ على وضعية الجسم ولدى البعض منهم طريقة مميزة فى المشى (المشى على الأصابع) واضطرابات حسية.
صعوبة فى استيعاب المفاهيم الفراغية و فى استيعاب مفاهيم الزمن ، وتهدف البرامج النفس حركية على التأهيل المبكر والتحفيز النفس حركى والإحساس بالذات واكتشاف وتوظيف القدرات الجسدية والتعبير عن النفس والتواصل عبر الجسد وإعادة تأهيل اضطرابات النمو النفس حركى أو الاضطرابات الحركية المختلفة مثل:اضطرابات الوعى بالجسم وفى مفهوم الجانبية واضطرابات فى الوعى بالزمن اضطرابات فى الوعى بالمكان والوعى بالفراغ والإدراك البصرى ، اضطرابات التنسيق الحركى ،اضطرابات فرط الحركة وصعوبات القراءة والكتابة والحساب.
◄ قسم تنمية المهارات
يمثل استثمار القدرات المتاحة لدى الطفل حتى نستطيع الارتقاء بالكم الموجود لديه من قدرات ويتم ذلك من خلال برامج متخصصة مبنية على أسس علمية يقوم بتنفيذها إخصائيون مدربون ومتخصصون فى التعامل مع طفل التوحد.
ويهدف قسم تنمية المهارات على تحقيق الهدف العام من تعليم طفل التوحد مختلف المهارات هو أن يقوم بتلبية احتياجاته اليومية فى مختلف الجوانب بأقصى حد ممكن من الاستقلالية وبما يتواءم مع قدراته واحتياجاته.
المساعدة فى تكامل النمو فى جميع النواحى من خلال المجالات المختلفة المعرفية والاجتماعية والذاتية .
اكسابهم العادات السليمة وقواعد الأمن والسلامة، من خلال تنمية الاعتماد على الذات والتدريب على الحفاظ على مظهره مقبولا والمساعدة على استثمار أوقات الفراغ، من خلال تنمية المهارات الاجتماعية والتى تساعدهم على التقبل الاجتماعي.
◄ قسم المهارات الأكاديمية
وأخيراً قسم المهارات الأكاديمية ويعنى بتنمية قدرات طفل التوحد من خلال تنمية العمليات المعرفية مثل الانتباه والتركيز والإدراك وتنمية تكوين المفهوم وحل المشكلات وتنمية مهارات ما قبل الحساب وما قبل القراءة وما قبل الكتابة.
ويغطى برنامج المهارات الأكاديمية أبعاد المهارات الإدراكية والمهارات الحس حركية والمهارات المعرفية اللفظية والمهارات الأكاديمية الأساسية وذلك لدمج طفل التوحد بمدارس العاديين بدرجات متفاوتة .
تنمية المهارات الخاصة بالقراءة من خلال التعرف على الأشكال والمطابقة واستكمال الشكل الناقص والتسلسل وألعاب الذاكرة وتنمية المهارات الخاصة بالحساب من خلال التعرف على ديمومة الشىء وتوزيع شىء واحد لكل مفردة والفرز والتصنيف وتنمية المهارات الخاصة بالكتابة من خلال مسك القلم والسير على خطوط مختلفة.