ما بين الحين والآخر مازالت القرية المصرية تضرب أروع الأمثلة فى قهر الصعاب وهزيمة البطالة ..وتقدم أجمل النماذج فى التكاتف وتوفير فرص العمل لأبنائها من خلال زراعات وصناعات بمواصفات عالمية تتهافت الدول الأجنبية للحصول على هذه المنتجات عالية الجودة.. «بحرى والصعيد» يضع بعض القرى فى دائرة الضوء، اشتهرت منتجاتها فى الأسواق الأجنبية بفضل سواعد شباب رفعت أسماء القرى المصرية إلى عنان السماء. تحظى محافظة الشرقية بعدد من القرى النموذجية التى استطاعت أن تكتسب شهرة عالمية بفضل سواعد أبنائها وإبداعاتهم الخلاقة والذين أيقنوا منذ سنوات بعيدة أن التنمية الشاملة لن تتحقق إلا بسواعدهم وأن عليهم ممارسة العمل الحر وعدم انتظار الوظيفة الميرى لتحقيق ذاتهم والخروج من لائحة القرى الأكثر فقرا. ■ فول سودانى الشرقية بجودة عالمية وقد تحولت تلك القرى إلى خلايا نحل منتجة لا يوجد بها عاطل وبدأت تغزو الأسواق العربية والأوروبية بمنتجاتها وتحقق المنافسة المطلوبة. وخلال السطور القادمة نقدم نماذج من تلك القرى التى يجب أن يحتذى بها لتحقيق التنمية المستدامة. من القرى النموذجية التى ذاع صيتها فى دول العالم هى (قرية سماكين الشرق) وهى إحدى قرى الوحدة المحلية بالأخيوة بمركز الحسينية وتبلغ مساحتها 1942فدانا يتم زراعة 1500 فدان منها والباقى منشآت ويبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة وهى تشتهر بزراعة نباتات الزينة والفول السودانى وتصديره للخارج. ◄ اقرأ أيضًا | حزب «مصر 2000»: حياة كريمة أضخم مشروع تنموي وحضاري لتحديث القرية المصرية وقصة زراعة نباتات الزينة بقرية سماكين الشرق يرويها لنا المهندس هانى الشاذلى مدير مزرعة عامر للإنتاج الزراعى يقول: لقد بدأت زراعة نباتات الزينة بالقرية عام 1987عقب عودة ابن القرية أحمد عامر من عمله بدولة ألمانيا وبحوزته كمية من شتلات نباتات الزينة وتم زراعتها فى تربة صناعية على مساحة 4 أفدنة داخل صوب زراعية مزودة بتقنيات حديثة للتحكم فى درجات الحرارة ونسب الرطوبة والإضاءة وتم تصدير شتلات تلك النباتات للعديد من الدول العربية والأوروبية وكان الإقبال شديدا على نبات الجارونيا بصفة خاصة الذى يتميز بألوانه الزاهية التى تصل إلى 90لونا ورائحته الذكية.. فتم التوسع فى تلك الزراعات لتمتد الى مساحة 250 فدانا لتشمل نبات الجارونيا وأشجار النخيل والنباتات الحولية. وقد انتشرت 25صوبة زراعية فى القرية تسع الواحدة منها 100ألف نبات بأحجام مختلفة وتبلغ إنتاجية الفدان ما بين 2000 الى 6000شتلة .. وأشار المهندس هانى الشاذلى الى أنه يتم زراعة نباتات الزينة فى أواخر أشهر الخريف وبداية الربيع ويتم زراعتها مرة واحدة وقص الشتلات بعد مرور ثلاثة أشهر من تاريخ الزراعات. لافتا إلى أن المشروع وفر 250 فرصة عمل ويتم تصدير كميات تتراوح ما بين 20 الى 25 مليون شتلة إلى الدول الأوروبية والعربية وهى ألمانيا وإسبانيا وهولندا والسعودية والإمارات والبحرين والأردن. ويقول المهندس سامي معجل رئيس مركز ومدينة الحسينية إنه تم إنشاء مدرسة عامر للتعليم المزدوج الزراعية عام 2017 لقبول الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية لإكسابهم مهارات زراعة نباتات الزينة، حيث تشمل المدرسة تخصصا واحدا فنى انتاج بساتين ويتم الدراسة بها لمدة 3سنوات ويدرس الطالب عمليا 4 أيام ويومين نظرى. وقد تم قبول120طالبا وطالبة وتم تخريج الدفعة الأولى منها. كما تشتهر قرية سماكين الشرق بزراعة الفول السودانى وتعبئته وتغليفه وتصديره للدول العربية والأوروبية، حيث تنتشر زراعات الفول السودانى و30 مصنعا لفرز وتعبئة الفول السودانى. ويقول عبد العزيز أبو رواج صاحب شركة لزراعة وتصدير الفول السودانى: لقد انتشرت زراعة الفول السودانى فى القرية لتوافر التربة الصالحة لها والتى تحقق إنتاجية عالية وعائدا ماديا كبيرا وقد اكتسبت مهارة زراعة الفول السودانى من أجدادى وآبائى، حيث بدأت زراعة الفول السودانى فى مساحة 5 أفدنة ثم ارتفعت إلى2000 فدان. وأشار إلى أنه يتم زراعة تلك المساحات بتقاوى أمريكية من صنف (Nc) والتى يتم إكثارها داخل المشروع ويتم زراعة الفول السودانى أول ابريل والحصاد فى نهاية شهر سبتمبر وتروى تلك الزراعات بالرش المحورى والثابت ويتم تسميد الأرض بالسماد الكيميائى. وأشار إلى أنه عقب حصاد المحصول يتم فرزه وتنظيفه وتعبئته فى مصانع مزودة بمعدات حديثة لتصديره موضحا أن وزارة الزراعة والحجر الزراعى تقوم بفرز الكميات المقرر تصديرها للتأكد من خلوها من الأمراض وتوافر المواصفات المحددة التى تتمثل فى حجم الفول السودانى ولونه.. مشيرا إلى أنه يتم التصدير إلى دول ايطاليا وتركيا والأردن والسعودية والكويت والإمارات ويتم تصدير آلاف الأطنان سنويا. ويوفر هذا المشروع 500 فرصة عمل يومية و150فرصة عمل ثابتة. قرية سماكين الغرب هى إحدى قرى مركز الحسينية وتضم 23 تابعا وعدد سكانها 16 ألفا و784 نسمة ومساحتها الكلية 4500فدان وقد ذاع صيتها بصناعة الرنجة التى يتزايد الإقبال عليها فى عيد الربيع والفطر المبارك وتضم القرية 7 مصانع للأسماك المدخنة وتصدر ما يقرب من 100طن سنويا للدول الأوروبية والعربية. وعن طريقة تصنيع الرنجة يقول المحاسب شوقى البحراوى صاحب أحد مصانع الرنجة بالقرية إن صناعة الأسماك المدخنة تعتمد على أساليب بسيطة وغير معقدة وهى من المشاريع المناسبة للشباب الذين لا يملكون رأس مال كبيرا، حيث إنها قليلة التكاليف وجميع متطلباتها متوافرة فى السوق المحلى علاوة على تحقيقها عائد مجز ويستطرد قائلا: لقد اكتسبت مهارة وخبرات صناعة الرنجة من أحد المصانع الشهيرة بالقاهرة الكبرى والتى يمتلكها أحد أقاربى ولذا قررت إنشاء مشروع لصناعة الرنجة فى قريتى (سماكين الغرب) بالتعاون مع اشقائى وأولاد عمى. وتم إقامة مصنع على مساحة 1200متر عام 1997 مكون من طابق واحد وعقب الانتهاء من إصدار تراخيص التشغيل واستيفاء اشتراطات السلامة والصحة المهنية بادرنا باستيراد أسماك (الهارنج) المخصصة لتلك الصناعة من دول هولندا والنرويج واسكتلندا وحفظها فى ثلاجات ليتم تصنيعها على مدار العام... وعندما تزايد الإقبال على منتجاتنا تم إنشاء مصنع جديد مكون من 4طوابق ومزود بالتقنيات الحديثة و45فرنا لتدخين الرنجة وثلاجة كبيرة ومصعد كهربائى لرفع ونقل أسماك الرنجة داخل أروقة المصنع. وقد وفر مصنعا الرنجة 3000 فرصة عمل لأبناء القرية بأجر شهرى يتراوح ما بين 3 آلاف و500 جنيه إلى 5 آلاف جنيه للعامل تزداد للفئات الأعلى ويقدر انتاجهما الشهرى ب300طن وترتفع إلى 400 طن خلال المواسم. مشيرا إلى أن المصنعين يخضعان لشروط السلامة والصحة المهنية.