أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أوكرانيا بدأت في اتباع تكتيك عسكري يهدف إلى استعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أواخر فبراير من العام الماضي وهو تكتيك الخطوة تلو الأخرى الذي يهدف إلى إنهاك القوات الروسية قبل بداية هجوم مضاد تعتزم أوكرانيا القيام به خلال الأسابيع القليلة القادمة. وسلط كاتب المقال الصحفي لوك هاردنج الضوء على تصريحات كبار القيادات العسكرية الأوكرانية التي أوضحوا فيها أن العمليات التكتيكية قد بدأت بالفعل في أرض المعركة وألمحوا في نفس الوقت ببداية عملية عسكرية مضادة في القريب العاجل. وأوضح الكاتب أن الجانب الأوكراني بدأ في استهداف بعض المواقع الروسية في المناطق الواقعة تحت سيطرة موسكو مما أدي إلى تدمير عشرات الدبابات والعتاد العسكري، مشيرا في نفس الوقت، كما ذكر أحد القيادات الأوكرانية، أن تلك العمليات سوف تستمر على المستوى التكتيكي بالقرب من خطوط المواجهة والتي تمتد قرابة 900 ميل من شرق مدينة باخموت حتى الاقاليم الجنوبية عند مدينتي زابوريجيا وخيرسون. ويضيف الكاتب أن جميع التوقعات تشير إلى قيام كييف بضربة عسكرية مضادة واسعة النطاق في غضون الأيام القليلة القادمة بينما أعلن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي في وقت سابق أن قواته تحتاج لمزيد من الوقت لضمان نجاح العملية العسكرية المضادة. ويلقي المقال الضوء على تصريحات العقيد رومان كوستينكو، قائد القوات الخاصة الأوكرانية، التي يقول فيها أن العملية العسكرية المضادة بدأت تتكشف ملامحها رويدا رويدا وبدأت بتكيتك الخطوة تلو الأخرى من أجل تدمير القدرات العسكرية الروسية من خلال استهداف المواقع اللوجيستية ومخازن الأسلحة والذخيرة وخزانات الوقود . ويضيف القائد الأوكراني، كما يقول المقال، أن الخطوة التالية تتضمن استهداف مراكز القيادة والسيطرة لقطع وسائل الاتصال بين القادة والقوات في ساحة القتال وهو ما يسعى الجانب الأوكراني لتنفيذه في الوقت الحالي. ويلفت الكاتب إلى تصريحات كوستينكو التي يقول فيها أنه ليس من المحتمل أن تقوم القوات الأوكرانية بشن عملية عسكرية مباشرة على خطوط المواجهة قبل إنهاك القدرات العسكرية الروسية في ميدان المعركة، موضحا في نفس الوقت أن قواته لن تتقدم أي خطوة قبل الاستعداد التام لها لأن القوات الأوكرانية لن يمكنها إحراز أي انتصار على القوات الروسية المتفوقة عليها في العدد والعتاد ومصادر التمويل. ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن تلك التصريحات من جانب القائد الأوكراني تعطي انطباعا أن الحرب في أوكرانيا سوف يطول مداها على الأقل لنهاية العام الحالي وربما تمتد أكثر من ذلك. ويشير المقال في الختام إلى أن الجانب الأوكراني، طبقا لمعلومات وزارة الدفاع الأمريكية، تمكن في الفترة الأخيرة من الحصول على مساعدات ضخمة من الدول الغربية تشمل دبابات حديثة وغيرها من الاحتياجات التي تحتاجها القوات الأوكرانية في ساحة القتال لضمان نجاح العملية العسكرية المضادة التي تعتزم أوكرانيا القيام بها.
