منسق عملية السلام في الشرق الأوسط يدعو إلى التحلي بالقيادة والعمل لتحقيق السلام

شدد منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط على ضرورة معالجة التحديات الكامنة في كافة المجالات ومنها السياسية والأمنية والاقتصادية، وإنهاء التدابير الأحادية والاستفزازية والتحريضية التي تُمكّن العنف وتمنع تحقيق تقدم نحو حل الصراع وإنهاء الاحتلال.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، التي استعرض خلالها أحدث تقارير الأمين العام عن الوضع، أعرب المنسق الأممي تور وينسلاند عن القلق البالغ بشأن العنف والأعمال الاستفزازية خلال الأسابيع الأخيرة وخاصة المواجهات العنيفة داخل المسجد الأقصى.
وحث مجددا على احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس بما يتماشى مع دور الوصاية الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية.
وأدان الإطلاق العشوائي للصواريخ باتجاه المراكز السكنية الإسرائيلية. وجدد القول إن أعمال الإرهاب واستهداف المدنيين أمر مشين يتعين إدانته ورفضه من الجميع.
وشدد على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي أعمال العنف وتقديمهم إلى العدالة بشكل عاجل، وعلى وجوب التزام قوات الأمن بأقصى درجات ضبط النفس وألا تستخدم القوة المميتة إلا في الحالات التي لا يمكن تجنبها للدفاع عن الحياة.
واستنكر تور وينسلاند استمرار وقوع الأطفال ضحية للعنف. وقال "يجب ألا يكون الأطفال أبدا أهدافا للعنف أو أن يتم استخدامهم أو تعريضهم للضرر".
خسائر بشرية
في الفترة التي يغطيها تقرير الأمين العام، قُتل 17 فلسطينيا- من بينهم طفلان- وأصيب 200 منهم 4 نساء و38 طفلا بجراح بيد قوات الأمن الإسرائيلية "أثناء مظاهرات واشتباكات وعمليات بحث واعتقال وهجمات واعتداءات مزعومة ضد إسرائيليين وغيرها من الحوادث".
وأصيب 39 فلسطينيا، من بينهم 3 نساء و4 أطفال، بيد مستوطنين إسرائيليين ومدنيين آخرين في هجمات بإطلاق الرصاص وإلقاء الحجارة من بين حوادث أخرى.
وقُتل 4 مدنيين إسرائيليين، منهم امرأتان وطفل، وأصيب 31 بجراح بما في ذلك امرأتان وطفل و12 من أفراد قوات الأمن الإسرائيلية، بيد فلسطينيين في حوادث إطلاق نار واعتداءات بالتصادم واشتباكات وقذف حجارة وقذائف هاون وغير ذلك من حوادث.
بالإضافة إلى ذلك قُتل شخص أجنبي وأصيب 7 بجراح.
العقبة وشرم الشيخ
وأشار وينسلاند، في إحاطته، إلى لقاء مسؤولين رفيعي المستوى من مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين والولايات المتحدة الأمريكية في شرم الشيخ المصرية في السابع عشر من الشهر الماضي لبحث التفاهمات التي تم التوصل إليها في العقبة في الأردن في الثالث والعشرين من فبراير.
وحث المسؤول الأممي جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تفاقم الوضع، والقيام بخطوات حاسمة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في العقبة وشرم الشيخ.
وأكد أنه على تواصل وثيق مع الأطراف المعنية لتهدئة التوترات ورسم طريق سياسي للتحرك قدما.
الاستيطان
في الثاني والعشرين من الشهر الماضي أعلنت السلطات الإسرائيلية عطاءات لإنشاء 940 وحدة سكنية في مستوطنات في المنطقة جيم من الضفة الغربية المحتلة، و89 وحدة في القدس الشرقية.
وقال المنسق الأممي إن وزراء حكوميين إسرائيليين وأعضاء في الكنيست انضموا إلى 15 ألف مستوطن وغيرهم من المدنيين الإسرائيليين في مسيرة، تحت حراسة مشددة، توجهت إلى بؤرة إفياتار الاستيطانية غير القانونية بشمال الضفة الغربية، داعين الحكومة إلى إضفاء الشرعية عليها وفق القانون الإسرائيلي.
وأكد وينسلاند أن جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتمثل عقبة كبيرة أمام السلام.
ودعا كل الأطراف إلى تجنب التدابير الأحادية والاستفزازات، مثل تلك المسيرة، التي قد تزيد التوترات.
إنهاء الاحتلال وحل الدولتين
وحث المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط الإسرائيليين والفلسطينيين ودول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره، على إبداء القيادة وإعادة الانخراط والعمل بشكل مشترك سعيا لتحقيق السلام.
وأشار إلى أن الهدف هو إنهاء الاحتلال وحل الصراع بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقات السابقة لتحقيق حل الدولتين: إسرائيل ودولة فلسطين المستقلة الديمقراطية المتصلة جغرافيا وذات السيادة والقادرة على الحياة.
وأضاف أن الدولتين يجب أن تتمكنا من العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود آمنة ومعترف بها على أساس حدود ما قبل عام 1967 وأن تكون القدس عاصمة للدولتين.