علاء عابد يكتب: عندما يصطف المصريون «كتفًا بكتف»

أواخر أكتوبر الماضى، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مداخلة تليفزيونية، المواطنين إلى «التكاتف» للعبور بالبلاد من الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، قائلًا: «إن تكاتف المجتمع المصرى لحل المشاكل ضرورة».
وفى استجابة من مؤسسات المجتمع المدنى، انطلقت واحدة من أكبر مبادرات الحماية الاجتماعية، وهى «كتف بكتف»، بتوجيهات من الرئيس السيسي، لتوفير 4 ملايين صندوق مواد غذائية للأسر الأولى بالرعاية، بجميع المحافظات، خلال شهر رمضان الكريم.
ويكفى الصندوق الواحد أسرة من 5 أفراد لمدة شهر تقريبًا، كما أن وجود قاعدة بيانات للمستفيدين، يضع إطارا مؤسسيا للمبادرة، ويضمن زيادة المستفيدين من هذه المبادرة غير المسبوقة فى تاريخ مصر.
وتعتمد المبادرة التى ينفذها «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي»، الذى يضم 32 مؤسسة اجتماعية، بالتعاون مع مبادرة «حياة كريمة»، على إزكاء مفهوم «التكاتف»، بما يعد استثمارًا ناجحًا لجهود المجتمع المدني، وترسيخ دوره كشريك فى التنمية القائمة فى البلاد منذ عام 2014.
ويضم «التحالف الوطني»، الذى تم تدشينه فور إعلان الرئيس السيسى عام 2022 «عامًا للمجتمع المدنى»، أكبر عدد من رواد العمل المجتمعى، تحت مظلة واحدة، لذلك نجح فى تقديم خدماته لأكثر من 30 مليون مستفيد خلال عام واحد، ما يعد محطة فارقة فى تاريخ العمل الأهلى المصري.
وتبلغ تكلفة برامج «الحماية الاجتماعية» الداعمة للفئات المتضررة من الإصلاح الاقتصادى، 8.5 مليار جنيه، تتحملها الخزانة العامة، بالإضافة إلى 2.4 مليار تقدمها منظمات «التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي»، وهو ما يؤكد أن دور «التحالف» فى تعزيز برامج الحماية لا يستهان به.
ولا جدال أن بناء «الجمهورية الجديدة»، يستند إلى النهج التشاركى، بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، ويرسخ التكافل الاجتماعى الذى يميز المجتمع المصرى بين كافة شعوب العالم .
غير أن الهدف الأساسى لعمل «التحالف» ليس تقديم المساعدات فقط، وإنما مراعاة حقوق الفئات الأولى بالرعاية، ودعم المشروعات الصغيرة، بفتح ورش عمل والمشاركة فى سوق العمل.
ولدى «التحالف الوطني» الذى ينفذ مبادرة «كتف بكتف»، أكثر من 251 ألف متطوع من مختلف المحافظات، مما يظهر دور الشباب، ويضمن انتشار المبادرة فى جميع أنحاء الجمهورية.
إن مبادرة «كتف بكتف» التى بدأ تنفيذها بالفعل فى 16 محافظة، ستصبح نقطة مضيئة فى تاريخ العمل الأهلى ولا يقتصر عملها على تقديم المساعدات العينية والمواد الغذائية فحسب، بل نظمت «هيئة قصور الثقافة» عددًا من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية التى تناولت أهمية العمل التطوعى، وضرورة التكاتف الاجتماعى بين المصريين.
ونحن إذ نثمن الجهود المبذولة بمبادرة «كتف بكتف»، التى يستحق المساهمون فيها كل المساندة والتقدير، نتمنى ألا يقتصر عملها على شهر رمضان الكريم فقط، وأن يستمر هذا العمل على مدار السنة.
وتؤكد هذه المبادرة للعالم أن مصر العظيمة لا تتخلى عن أبنائها وقت الأزمات، وهى كما قال الرئيس السيسى: «لن تضيع، ولا بد أن نتناسى رغبتنا وأهواءنا حتى تعبر البلاد ما تمر به، وسنعبر حسب جهدنا وتضحياتنا».