كل عام وشعب مصر العظيم بكل خير. ..أيام قليلة ويهل علينا شهر البركة والرحمة والمغفرة والعتق من النار ..فى شهر رمضان الكريم يسعى الجميع إلى فعل الخير والسعى إلى التقرب من الله من خلال تقديم الزكاة والصدقات والبحث عن كل محتاج لتوفير احتياجات الشهر الفضيل وهى عادة مصرية تتوارث بين الأجيال ..تجد فى الشهر الكريم الحرص على التواصل وصلة الرحم بين أفراد الأسرة لأنه شهر الرحمة ويسعى الجميع إلى دعوة الأقارب والأصدقاء لتناول الإفطار .. شهر رمضان هذا العام يأتى فى ظروف بالغة الصعوبة نتيجة للأزمة العالمية الطاحنة والتى نتجت عن آثار الحرب الروسية -الأوكرانية وأدت إلى الارتفاع الجنوني فى الأسعار .. مفارقات غريبة تكتشفها فى السوق المصرى .. فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة بكل إمكانياتها لتخفيف الأعباء عن المواطن وعرض السلع بأسعار رخيصة تجد تجاراً أو الغالبية العظمى من تجار القطاع الخاص يبحثون عن حيل جديدة لرفع الأسعار لاستغلال الموسم وتحميل المواطن أعباء إضافية قد لا تساعد الظروف على تحملها ..استوقفتنى لافتة يرفعها مواطن أمام أحد محلات الياميش مكتوب عليها ..مش عاوزين ياميش بعد أن وصل سعر الكيلو لأكثر من 500 جنيه .. لو توقفنا للحظات وقمنا بترتيب احتياجات البيت فى الشهر الكريم سنجد أنه يمكننا الاستغناء عن العديد من السلع غير الأساسية ..الظروف الحالية تتطلب من الجميع إعادة صياغة ثقافة الاستهلاك فى الشهر الكريم حتى لا نمنح تجار المواسم والأزمات الفرصة لتحقيق مكاسب إضافية على حساب المواطن ..لم ولن نتأثر لو قاطعنا الياميش هذا العام أو على الأقل أن نجبر التجار على بيعه بالسعر العادل .. ما ينطبق على الياميش ينطبق على الحلويات والتى أصبحت تباع بأسعار خيالية ..فى هذه الأيام المباركة أطالب القادرين على زيادة الصدقات والزكاة والبحث عن كل محتاج لأننا فى شهر الرحمة ..التجار الذين يستغلون الظروف ويرفعون الأسعار عليهم الاحتكام إلى الضمائر إن وجدت .. وعلى كل مواطن أن يبحث عن الأماكن التى تعرض السلع بأسعار عادلة ..منافذ أهلاً رمضان وأمان ومنافذ القوات المسلحة تحاول توصيل السلع بأقل الأسعار ولكن تجار الأزمات ما زالوا يستغلون الفرص لتحقيق المكاسب على حساب الشعب العظيم الذى صمد ومازال فى وجه الجشع والاستغلال ..دعونا نتكاتف فى الشهر الكريم لننال رحمة الله ونخرج من الأزمات بأقل المكاسب بشرط أن نخلص النوايا فى التعامل مع الله ..وتحيا مصر
