فتحي سند يكتب: اغتراف «عينى.. عينك»!

«هلت.. ليالى البرد القارص.. التى لا يخفف من قسوتها فى ملحق الانتقالات الشتوية الا الموجة الثانية المعروفة بالميركاتو الصيفي.. حيث استكمال الفصل الثانى من عمليات «الاغتراف.. عينى.. عينك».. دون رقابة أو حساب!.
أتكلم.. عن الفئات المستفيدة من « انحراف.. الاحتراف».. وهم معروفون.. «يهبرون» ولا يرحمون.. يتوهمون أن البشر عن «فضايحهم».. لا يعرفون.. ليظل السؤال «الساذج».. مطروحا: «متى.. يذبحون؟».
لا يوجد الا معنى واحد للاندية التى افرطت فى عمليات شراء لاعبين فى الصيف.. ومعظمها لم يقصر فى الاستعانة بأعداد وصلت إلى 12و22 لاعبا.. ثم تفاجأ بأن تتكلم هذه الأندية بعد شهرين عن دعم جديد..! طبعا.. المعنى واضح.. لا يحتاج إلى «فذلكة»!.
عندما تدخل الأجهزة الرقابية ساحة كرة القدم المصرية بعد انتهاء الموسم الحالى لتقف على المصروفات والايرادات.. وحجم الإنفاق على الانتقالات «الخزعبلية».. والتعاقدات «الجهنمية» مع لاعبين «نص.. لبه»..وكذلك التعرف على ما يتقاضاه لاعبون ومدربون من مرتبات خيالية.. عندما يتم اتخاذ هذه الخطوة.. سيتم اكتشاف «البلاوى الكاملة» للاغتراف الذى أوقف «المراكب السايرة» للاحتراف الذى لم يدخل مصر بعد.
سألتنى المتألقة لميس الحديدى فى برنامجها.. «كلمة أخيرة».. عن اسباب عدم اهتمام الأندية بقاعدة الناشئين.. فلم تخرج اجابتى عما يردده الكثيرون.. وهو أن عمليات الكشف عن المواهب تحتاج إلى دقة فى الاختيار والى أمانة فى اجراء الاختبار.. والى خبرة فى قياس قدرات الناشئ.. وهذه كلها أمور لم تعد موجودة فى قاموس اللعبة ليحل محلها اهداف اخرى اكبر من الفوز بمجموعة مواهب تضيف إلى مستقبل الفرق.. مكاسب مالية ضخمة.. من بيع استمارات الالتحاق بالاختبارات تقدر بالملايين.. «عليه العوض»!.
عدم سؤال مدير فنى فشل عن أسباب فشله.. أو لاعب حصل على اكثر من حقه «وبلطج».. أو مسئول تولى رئاسة ناد «وعمل لاعضائه وجماهيره البحر طحينة».. ثم «خلع».. عدم سؤال كل هؤلاء وغيرهم ليس له الا معنى واحد: فساد.. «واستعباط».. ولامؤاخذة!.