جمال الزهيري يكتب: ضجيج بلا طحن

بعد مشاهدة عميقة ونظرة فاحصة على ما نشاهده فى الدورى المصرى لكرة القدم.. وخاصة بعد ما شهدناه فى كأس العالم الاخيرة يؤسفنى ان اقول لكم اننا لا نشاهد كرة قدم بمعناها الحقيقى ولا يحزنون وينطبق عليها العبارة الشهيرة «ضجيج بلا طحن» يعنى دوشة دماغ بلا ناتج يجعلها تستحق وصفها من قبل البعض بأنها صناعة.. كرة القدم ابسط كثيرا مما يحاولون تصويرها حيث يحلو لبعض المتفلسفين وصفها بأنها اصبحت صناعة.. انها النغمة السائدة والاسطوانة التى اصبحت مشروخة بكل أسف.. نعم يمكن ان تكون صناعة فقط عندما تقودها الامكانيات والملاعب والفلوس لمستقبل افضل واحسن وتدر كثيرا من الارباح على من يديرونها.. ولكن الحقيقة ان الكرة قبل ان تكون صناعة وتجارة واقتصادا وقبل ان تكون عقودا بالملايين فهى موهبة واخلاص وعطاء وجهد عظيم وكفاح طويل واسألوا نجوما كبارا كان يشار لهم بالبنان كصالح سليم ومحمود الخطيب وحسن شحاتة والشاذلى وغيرهم ممن تركوا لنا هذه الامجاد الكروية وكانوا يحصلون على الملاليم ومثلهم كثيرون على مستوى العالم اعطوا اللعبة اكثر مما اخذوا منها .. واقولها ايضا بعلو صوتى ان من يشبع زيادة عن اللزوم لا يجد دافعا للتألق والاجادة فماذا تنتظرون من لاعبين يتقاضون الملايين رغم انهم زبائن دائمون لدكة البدلاء ولديهم مشاريع استثمارية ضخمة ولم يعد لديهم الدوافع للتألق والاجادة؟! كفانا سطحية فى تفسير الحالة المتردية للاعبين فى الدورى المصرى انتهت صلاحيتهم واصبحوا فى عداد الاموات وفشلت معهم كل محاولات الافاقة من جانب اداراتهم ومدربيهم الذين يروحون ويجيئون ضحايا لاهمال ولامبالاة هؤلاء اللاعبين ومع ذلك تتهافت الاندية لشرائهم.
والعجيب ان كل هذا الفشل يشارك فى تحليله عشرات المحللين الفنيين الذين احتاروا فى تفسير التراجع الشديد فى مستوى اللاعبين وعجزوا عن تشخيص العلاج لهذه الحالات المستعصية. ويظل نجوم الملايين «المستريحين» الذين اصبحوا اشبه بأغنياء الحرب... فلوس... فلوس... فلوس.. ولم يعد يؤثر فيهم نقد او استوديوهات تحليلية.. ضجيج بلا طحن فعلا.. هذا هو حال كرة القدم المصرية.. وعلى مستوى المنتخبات الوطنية من خرج ومن اقترب من الخروج حدث ولاحرج.
كل ما لدينا الآن محاولات غير منظمة لتحويل الكرة الى صناعة ولكنها لا تجد من يرسم لها الطريق لكى تصبح كذلك. لا مشروع ولا تنظيم جيد يقودنا للنتيجة المرجوة. نتمنى فى العام الجديد - كل عام وانتم بخير - ان تكون الكرة المصرية فى وضع افضل.