مايسة أحمد عاشت الفنانة فايزة كمال على الشاشة بنفس سماتها في الحقيقة، لم تقدم أدوارا تخجل منها، ولم تتنازل عن أخلاقها وقيمها طمعا في نجومية زائفة.. وعندما نفتش في رصيدها الفني سنكتشف أنها قدمت أعمالا اجتماعية جادة، وكانت تؤمن بأن الفن رسالة وليس مجرد وسيلة للمتعة. بالرغم من أن فايزة كانت محبة للفن والتمثيل منذ الصغر إلا أن والدها رفض فكرة عملها بالفن وعارضت أسرتها دخولها المجال، لكنها أصرت على حلمها، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ولكن تخصصت في مجال الديكور إرضاء لوالدها فلا يمكن أن يسمح لابنته بدراسة التمثيل، حتى استطاع أستاذها الفنان سعد أردش، إقناعه؛ لتتلمذ على يده وتخرجت بتفوق. لم تعتمد الفتاة على جمالها من أجل فرصة، وراحت تعمل في أدوار صغيرة أملا في عمل جيد، وبعد مجهود كبير رشحها الفنان الكبير سعد أردش للمشاركة في مسلسل بعنوان "العدل والتفاح" أمام الفنانة مديحة كامل. الأزهر يدعمها نجحت فايزة في استثمار الفرصة بشكل رائع، واستطاعت أن تجذب أنظار المنتجين لها بقدرتها التمثيلية قبل الجمال العابر للقلوب. ومن أبرز الأعمال التى شاركت بها "المال والبنون" و"أم الصابرين"، و"الإمام الشافعي" و"ملكة في المنفى" "الإمام الغزالي"، "حكايات البنات"، و"أولاد الأكابر"، "نافذة على العالم". وفي حين أن الأزهر الشريف يرفض تجسيد الأنبياء وآل البيت، حتي لا يخلط المشاهد بين شخصية الفنان والدور الذي يقوم به، لكن الأزهر وافق علي تمثيل فايزة لدور لشخصية "السيدة نفيسة" في مسلسل "عصر الأئمة"، لأنها صاحبة وجه ملائكي وأخلاقها عالية على المستوى الشخصى ولم تقدم أبدا أدوار غير لائقة. المطرب أم المخرج ومن أجمل العروض التي قدمتها على خشبة المسرح "الملك هو الملك"، بجوار صلاح السعدني والمطرب محمد منير. ووقعت فايزة في حب المخرج المسرحي الشهير مراد منير، وأتفقا معا على الزواج سريعا. وإذا عدنا عدة أشهر قبل الزواج، نجد العديد من المفارقات، فقال منير: "في بداية عملنا في مسرحية (الملك هو الملك)، راهني صلاح السعدني أنها ستكون أسوأ ما في العرض.. لكنني كان لدي تأكيد على موهبتها وقدراتها الفنية، وكسبت الرهان وكان عبارة عن زجاجتي (ويسكي)، وفي البداية تحدث معي الفنان صلاح السعدني، وأقترح زواجها من الفنان محمد منير، وعندما عرضنا الأمر على منير قال: (مينفعش دي بنت ناس وأنا بتاع بنات)، ولما عرضنا الفكرة على فايزة وقلنا لها تتجوزي محمد منير، قالت: (أنا بحب منير جدًا وبحب صوته، لكن مش لدرجة أنى أتجوزه)". وأضاف: "كانت البداية لا تبشر بالحب والزواج، لأني بقدر ما كانت فايزة موهوبة، لكني كنت أراها لحوحة وأتجنبها خلال البروفات وحدث بيننا أكثر من مشادة، حتى توفت والدتها وذهبت لأعزيها ورأيتها إنسانة أخرى، وقررت مساندتها، وبعد فترة بدأت أشعر أن أرواحنا تتقارب ولا يوجد أنسب منها لتكون شريكة حياتي، فقمت أنا بالزواج منها في حضور السعدني ومنير، واكتملت سعادتنا بعدما رزقنا الله بطفلين هما يوسف وليلى". غرام وإنتقام ومن المواقف التي حكى عنها زوجها، أن أحد كبار المنتجين العرب قدم لفايزة عرض بأن تتعاقد على عدة أعمال فنية، وأهدى لها أيضا عقد شقة تبلغ مساحتها 600 متر، كل ذلك في مقابل أن تقضي معه بعض الوقت، لكنها نهرته بشدة، وقالت له: "أنا متزوجة وأرفض أن أعمل معك"، وبعد هذه الواقعة أراد المنتج الإنتقام منها وطلب من زملائه المنتجين عدم الإستعانة بها في جميع الأعمال الفنية، لكنها لم تهتم لذلك وفضلت الإبتعاد والحفاظ على قيمها وأخلاقها. أمنيتها الأخيرة وأوضح المخرج مراد منير أن الفنانة الراحلة طلبت رؤية "الكينج" منير قبل وفاتها عندما أشتد بها المرض، لكنه لم يزرها ولم يحضر عزائها، وعلق زوجها قائلًا: "هو مجاش عزاء فايزة، لكن أعتقد أنه مقدرش لأنه كان بيعزها جدا جدا وكانوا أصدقاء.. هي كانت عاوزة تشوفه قبل وفاتها وكلمته، وهي في المستشفى، وقالت له: "أنا حاسة إني ماشية". وأضاف: "وأعتقد إنه خاف ولم يتحمل لأن أنا لو صاحبي كلمني وقاللي أنا حاسس إني همشي، هخاف أشوفه، ومنير قلبه رهيف جدا قلب عصفور وده بيظهر في صدق غناه". وكانت فايزه قد تعرضت لأزمة صحية نقلت على أثرها إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى "قصر العيني"، حيث تبين بعد خضوعها لعدد من الفحوصات والأشعة، إصابتها بسرطان الكبد.. ونصحها الأطباء بالبقاء في المستشفى، بعد فشل جراحة أجريت لها، ما جعلها تصاب بمضاعفات كثيرة وسريعة، دخلت على أثرها العناية المركزة والتي لم تستمر بها كثيرا حتى توفاها الله. اقرأ أيضا| «هيرموني في الشارع».. التفاصيل الكاملة لطرد مراد منير من شقته