بعد اطلاقها في مصر.. تعرف على تجربة المدارس المجتمعية في التعليم

بعد أن أطلقت مصر تجربة مراكز التعلم المجتمعي خلال فعاليات مؤتمر أسوان لمدن التعلم 2022، تحت رعاية معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة والمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة ووزارة التنمية المحلية، ليتم تدشين أول مركز للتعلم المجتمعي بمحافظة أسوان".
تنشر «بوابة اخبار اليوم»، تقريرا عن مدارس التعليم المجتمعي،بعدما اثبتت نجاحها في تحقيق اهدافها بالقضاء على الأمية والقضاء على ظاهرة الأطفال المتسربين من التعليم، و تتم تلك النوعية من المدارس بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة مصر الخير.
وتعد مدارس التعليم المجتمعي هي مدارس ذات طبيعة خاصة تؤدي دورا محوريا في المجتمع المصري، حيث تم تأسيس المدارس المجتمعية لتوفر بديل للتعليم العام في ريف و صعيد مصر ، لتعمل بالتوازي مع خدمة التعليم الاساسي التي تقدمها الحكومة، وتساهم هذه المدارس في رفع معدلات الالتحاق والتحصيل العلمي واتمام الدراسة ، وعادة ما يتم انشاء المدارس المجتمعية في المناطق التي لايتوافر فيها مدارس عامة او المناطق المحرومة من الخدمات التعليمية، والمناطق النائية.
وتقدم المدارس المجتمعية مساعدة شهرية مشروطة للاسر في هيئة تحويلات نقدية أو حصص غذائية لتشجيع الاطفال علي الانتظام في الدراسة ، فضلا عن بناء قدرات والمعلملين والموجهين ي و إعداد دلائل تدريبية وتوفير الموادالتعليمية ،و إعادة تأهيل المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة و مناسبة للطلاب ، مع التركيز علي المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
ويعتمد البرنامج القومي المصري لاصلاح التعليم علي استخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس والتعلم، تماشيا مع هذا الاتجاه للتحول الرقمي، يدعم برنامج األغذية العالمية ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني من خلال تحويل المدارس المجتمعية التقليدية إلى مدارس ذكية، تستفيد من التكنولوجيا الرقمية لتعزيز التعليم والتعلم علي مستوى المجتمع، إضافة لتعزيز التعلم الرقمي في مدارس المجتمعية من خلال تسهيل وصول المعلمين والطلاب الي الموارد عبر الانترنت ، بما في ذلك بنك المعرفة المصري EKB، (أكبر مكتبة وطنية عبر الانترنت للتعليم والبحث)، فضلا عن دعم نظام إدارة المعلومات في وزارة التعليم، بما في ذلك إنشاء لوحات ومنصات تحليلية Tableau، ومنصة Geospatial جغرافية، بالاضافة لتطبيق الكتروني لادارة الفصل، وإعدادا دورات تدريبية نت حول مواضيع محددة.
وقدمت وزارة التعليم والتعليم حلا مبتكرا لانشاء مساحات تكنولوجية متنقلة (مدارس ذكية)، لحل مشكلة الكثافة العالية في المدارس المجتمعية ،يمكن إعداد هذه المساحات المتنقلة في 48 ساعة بواسطة أربعة عمال لتجهيز فصل قادر علي استيعاب 42 طالبا،" المكان به مكيف وشاشات ذكية ووصلة انترنت، و يمكن أن تستوعب المساحة المتنقلة فصلين وحماما، وتكون مفيدة في المناطق النائية والمهمشة والمحافظات الحدودية التي تعاني من مشاكل أمنية.
وتبدو المساحات المتنقلة وكأنها لعبة اللجو Lego، يمكن تحويلها الي سينما للعائلات أو مساحة ألعاب للشباب ( العاب من تصميم وزارة التربية والتعليم ) إلى جانب ذلك يمكن استخدامها كمركز امتحانات ووحدة انترنت للبرمجة ومكتبة وعيادة دعم حملة 100 مليون صحة ومراكز تعلم للكبار، وبناء عليه ستصبح المدرسة مركزا للتنوير علي مستوي المحافظات والقري والمحليات.
وزارة التربية والتعليم اهتمت بهذة النوعية من المدارس باعتبارها الحل الاوحد والدستوري لتوفير الخدمة التعليمية في المناطق النائية المحرومة من التعليم، وتعيد المتسربين من التعليم إلى المنظومة التعليمية، مما يساعد على القضاء على الأمية في مهدها ، فلقد انشأت الوزارة 194 مدرسة تعليم مجتمعي بالمناطق النائية والمهمشة من خلال المجتمع المدني خلال الخمس سنوات الماضية.
كما قامت مؤسسة مصر الخير بالتدخل للاسهام فى حل مشكلة التسرب من التعليم، حيث بدأت بفتح 82 مدرسة عام 2010 ، ووصل عدد مدارس التعليم المجتمعي عام 2021 لنحو 1012 مدرسة، موزعين في 11 محافظة، تضم أكثر من 31 ألف طالب وطالبة 60 % منهم من الفتيات، إلى أن وصل عدد طلاب مدارس التعليم المجتمعي حتي عام 2020 م ، الي 133 الف طفلا في 4995 مدرسة مجتمعية.
اقرأ أيضا | بمشاركة 3 محافظين.. وزير التنمية المحلية يفتتح مؤتمر أسوان لمدن التعلم
وتشمل خريطة مدارس التعليم المجتمعي في المحافظات التالي ،( 171 مدرسة في محافظة الجيزة تضم 5 الالاف طالبا - أكثر من 90 مدرسة بمحافظة القاهرة تضم 3 الالاف طالبا - 61 مدرسة بمحافظة أسوان تضم 1640 طالبًا وطالبة - 75 مدرسة في محافظة الأقصر تضم 2125 طالبًا وطالبة - 99 مدرسة في محافظة قنا تضم 2809 طلاب - 177 مدرسة في محافظة سوهاج تضم 5231 طالبًا وطالبة - 187 مدرسة في محافظة أسيوط تضم 6147 طالبًا وطالبة - 91 مدرسة في محافظة المنيا تضم 2673 طالبًا وطالبة - 87 مدرسة في محافظة بني سويف تضم 2583 طالبًا وطالبة - 82 مدرسة في محافظة الفيوم تضم نحو 2498 طالبًا وطالبة - 54 مدرسة في محافظة كفر الشيخ تضم 2015 طالبًا وطالبة - مدرسة في محافظة الغربية تضم 35 طالبًا وطالبة - 98 مدرسة في مطروح تضم 3956 طالبًا وطالبة) .
وتقبل هذه المدارس الطلاب من سن 9 سنوات إلى سن 14 عاما من المتسربين من التعليم العام المفصولين، كما يتم قبول التلاميذ من سن 6 سنوات في المدارس التي تبعد 2 كيلو متر عن المدرسة العامة، وفي غير ذلك لا يقبل، وتقوم المنظومة التعليمية للتعليم المجتمعى على تأهيل وتدريب المدرسين، وتوفير الأدوات المدرسية اللازمة للطلاب طوال العام الدراسى.
ويقوم بعملية التدريس داخل مدارس التعليم المجتمعي "ميسرات" ،و هو اللقب الذي يطلق على المعلمات داخل فصول التعليم المجتمعي، وليس معلمات كما هو معتاد، وذلك لأن دورهم يقتضي تيسير العملية التعليمية داخل الفصول، فهم ليسوا مجرد ملقنين للمعلومة التي يتم نقلها للطلبة، بل يتم تبسيط العملية التعليمية من خلال الأنشطة التعليمية والتدريبية المختلفة، للتأكد من حصول الطلبة على الاستفادة القصوى من تلك الأنشطة، خاصة أن هؤلاء الأطفال يتم إدراجهم تحت فئة المتسربين من التعليم.
وكانت قد اكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ،أن الوزارة بدأت في عام 2020 م ، بتنفيذ خطة قومية لتحويل المدارس المجتمعية إلي مدارس ذكية عبر استخدام سبورات ذكية تتيح لطلاب الوصول إلي مصادر المعرفة المختلفة.
وأشارت ، إلى أنه بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ، قامت الوزارة بتوفير شبكات انترنت للفصول التي توجد في المناطق الريفية و المحافظات النائية التي لا توجد بها مدرسة عامة ، موضحة أن تلك الخطة تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية للحكومة 2030 ، التي تركز علي توفير الاتاحة لجميع الطلاب والحد من ظاهرة التسرب من التعليم ، وفِي نفس الوقت جودة العملية التعليمية.
وقالت وزارة التعليم، اإن مدارس التعليم المجتمعي ، تضم اكثر من 133 ألف طالب وطالبة، موزعين على 4995 مدرسة.
وأوضحت الوزارة، أن اعمار الطلاب في تلك المدارس يتراوح بين 6 و14 سنة، مضيفة أن تلك المدارس لا تهتم بالتعليم العام فقط، بل تهتم بالتعليم المهني وخاصة الطلابات.
ولفتت وزارة التعليم، إلى أن مدرسة الإمام الحسينى المجتمعية الذكية، والتى تتبع مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، هى واحدة من ضمن المدارس المجتمعية الذكية، التى تدعمها وزارة التعليم وبرنامج الأغذية العالمي من خلال مجموعة من الأنشطة التعليمية والتوعوية المجتمعية،مشيرة إلى أن هذه المدرسة الذكية تضم (طالبين بنين و32 طالبة و4 معلمين).
وأوضحت وزارة التعليم، أنها تسعى من خلال المدارس المجتمعية لتعزيز أنظمة دعم القرار وإدارة المعلومات في المؤسسات ذات المهام الرئيسية في مجال الحماية الإجتماعية والتعليم والأمن الغذائي، مشيرة إلى أن تقديم الوزارة برامج وأنظمة تعزز فرص كسب العيش المبتكرة للأطفال والمراهقين والشباب والنساء.
وأوضحت الوزارة، أن برنامج إصلاح التعليم في مصر يعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس والتعلم، مشيرةً إلى أن برنامج الأغذية العالمي يقدم الدعم لمعلمى المدارس المجتمعية ووزارة التعليم والتعليم الفنى والطلاب، ويوفر لهم إمكانية الوصول إلى المصادر التعليمية عبر الإنترنت.