الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
سعر الذهب اليوم الجمعة 31-10-2025 بعد الانخفاض الكبير.. عيار 21 الآن بالمصنعية
إعلام أمريكي: إعلان ترامب استئناف التجارب النووية فاجأ مستشاريه وأربك إدارته
بعد إعلان ترامب.. «فانس» يدافع عن التجارب النووية وبيان مهم ل الأمم المتحدة
«3 ساعات حذِرة» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس الآن : ترقبوا الطرق
«آخره السوبر.. مش هيروح بالزمالك أبعد من كدة».. أحمد عيد عبد الملك يوضح رأيه في فيريرا
موعد مباراة مصر وألمانيا في نهائي كأس العالم للناشئين لكرة اليد
أقرب محطة مترو للمتحف المصري الكبير 2025 وسعر تذكرة الدخول للمصريين والأجانب
بعد هبوط الأخضر في البنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه الجمعة 31-10-2025
باكستان وأفغانستان تتفقان على الحفاظ على وقف إطلاق النار
من "هل عندك شك" إلى الدبكة العراقية، كاظم الساهر يأسر قلوب جمهوره في موسم الرياض (فيديو)
كيف تسببت روبي في اعتذار إلهام عبدالبديع عن دور مع الزعيم عادل إمام؟
حبس 7 أشخاص لقيامهم بالتنقيب عن الآثار بمنطقة عابدين
كن نياما، مصرع 3 شقيقات أطفال وإصابة الرابعة في انهيار سقف منزل بقنا
موعد صلاة الجمعة اليوم في القاهرة والمحافظات بعد تغيير الساعة في مصر 2025
قوات الاحتلال تداهم عددًا من منازل المواطنين خلال اقتحام مخيم العزة في بيت لحم
هيجسيث يأمر الجيش بتوفير العشرات من المحامين لوزارة العدل الأمريكية
محمد رمضان يشعل زفاف هادي الباجوري مع نجوم الفن
مواعيد الصلاة بالتوقيت الشتوي 2025 بعد تأخير الساعة 60 دقيقة
الطيران ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف المصري
محافظ المنيا: ميدان النيل نموذج للتكامل بين التنمية والهوية البصرية
مواعيد المترو الجديدة بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 في مصر رسميًا
كان بيضربها بعد أيام من الزواج.. والدة فتاة بورسعيد ضحية تعدي طليقها عليها ل«أهل مصر»: سبّب لها عاهة بعد قصة حب كبيرة
هبوط اضطراري ل طائرة في «فلوريدا» ونقل الركاب إلى المستشفى
موعد وشروط مقابلات المتقدمين للعمل بمساجد النذور
رئيس مجلس الشيوخ يستقبل محافظ القاهرة لتهنئته بانتخابه لرئاسة المجلس
مصدر مقرب من حامد حمدان ل ستاد المحور: رغبة اللاعب الأولى الانتقال للزمالك
وفري فلوسك.. طريقة تحضير منعم ومعطر الأقمشة في المنزل بمكونين فقط
لا تهملي شكوى طفلك.. اكتشفي أسباب ألم الأذن وطرق التعامل بحكمة
محمد مكي مديرًا فنيًا ل السكة الحديد بدوري المحترفين
عاجل- الهيئة القومية لسكك حديد مصر تُعلن بدء العمل بالتوقيت الشتوي 2025
جنون بعد التسعين.. أهلي جدة يتعادل مع الرياض
إصابة 12 شخصاً في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بقنا
تفاصيل بلاغ رحمة محسن ضد طليقها بتهمة الابتزاز والتهديد
مفاجأة الكالتشيو، بيزا العائد للدوري الإيطالي يتعادل مع لاتسيو قاهر "يوفنتوس"
مندوب الإمارات أمام مجلس الأمن: الجيش السوداني والدعم السريع أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان
ندوة «كلمة سواء».. حوار راقٍ في القيم الإنسانية المشتركة بالفيوم
علاء عز: خصومات البلاك فرايدي تتراوح بين 40% و75%
سقوط هايدى خالد أثناء رقصها مع عريسها هادى الباجورى ومحمد رمضان يشعل الحفل
حتى 100 جنيه.. وزير المالية يكشف تفاصيل إصدار عملات تذكارية ذهبية وفضية لافتتاح المتحف الكبير
مواقيت الصلاة فى الشرقية الجمعة حسب التوقيت الشتوي
د.حماد عبدالله يكتب: "حسبنا الله ونعم الوكيل" !!
سنن يوم الجمعة.. أدعية الأنبياء من القرآن الكريم
البنك المركزي المصري يتوقع نمو الناتج المحلي إلى 5.1% خلال 2027/2026
واشنطن بوست: ترامب أراد هدية واحدة في آسيا ولم يحصل عليها هي لقاء كيم جونج
مش هتغير لونها.. طريقة تفريز الجوافة لحفظها طازجة طوال العام
التخلص من دهون البوتاجاز.. طريقة سهلة وفعّالة لتنظيفه وإعادته كالجديد
«لو منك أبطل».. رضا عبدالعال يفتح النار على نجم الزمالك بعد التعادل مع البنك الأهلي
هزمت السرطان وتحدت الأطباء بالإنجاب.. 25 معلومة عن شريهان النجمة المحتملة لافتتاح المتحف المصري الكبير
أخبار × 24 ساعة.. بدء صرف المعاشات غدًا السبت 1 نوفمبر 2025
بعد معاناة المذيعة ربى حبشي.. أعراض وأسباب سرطان الغدد الليمفاوية
اختتام فعاليات مبادرة «أنا أيضًا مسؤول» لتأهيل وتمكين شباب الجامعات بأسوان
انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة الإمام الطيب للقرآن للطلاب الوافدين
لا فرق بين «الطلاق المبكر» والاستقالات السريعة داخل الأحزاب
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر
إعلاميون بالصدفة!
بث مباشر.. مشاهدة مباراة بيراميدز والتأمين الإثيوبي في دوري أبطال إفريقيا 2025
مبادئ الميثاق الذى وضعته روزاليوسف منذ 100 عام!
عندما قادت «روزا» معركة الدولة المدنية
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أحمد الشهاوى يكتب: حجابُ السَّاحر 
أخبار الأدب
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 10 - 09 - 2022
لن أذهبَ إلى نظريةٍ ما لأكتبَها أو أحكى قصَّتَها، فالشَّكل الكتابى أمرٌ فضفاضٌ وواسعٌ، وأنا أحبُّ ألَّا أكونَ مُمِّلا، أو أجعلَ من يقرؤنى يلتفتُ عنى من فرط الملل والاستطراد والاستغراق فى الدقائق والهوامش الصَّغيرة المُغرية لأى كاتبٍ أو قارئٍ، فالتفاصيل كثيرةٌ والأسرارُ أكثر.
لم أذهب إلى الكتابةِ إلَّا لإدخال البهجة على نفسى أولا، ليمتلئَ قلبى مسرَّةً وفرحًا، فمثلى يبْتَهِجُ بِالتَّأمُّلِ والنَّظر عميقًا نحو ما لا يراهُ الآخرون، ساعيًا نحو تسجيل أو خلْق عالمٍ موازٍ لحياة شمس حمدى، التى هى من أحسن النساء.
ولم تأتِ امرأةٌ منذ حواء أفتن منها وأجمل، وحفظ تاريخها من الاندثار والنسيان، حتى لا يضمحلَّ ذِكْرُها، فهى دائمًا ما تقولُ لي: «لِكُلِّ شَىء آفَة، وَآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ»؛ وكى تقرأ هى روايتها فى حياتها، قبل أن تذهبَ إلى عالمها السرى والغامض، حيثُ تعيشُ ما تبقَّى من عُمرها فى رحاب ربَّاتٍ قديماتٍ يحيين فى غُرفتها، تتقدمُهن سخمت الإلهة اللبؤة، التى تُلقَّب بالمُنتقِمَة من المُخْطِئِين، ويركبن سيارتَها الجديدة التى أسهم أبوها الثرى فى شرائها.
«لن أنسى ما لا يُنسَى فى حياتى، فالإنسان لا يَنْسى آلامَه وأوجاعَه، وعلامات العطَب فى رُوحه، وشواهد الموت التى ازدحمتْ فى قلبهِ، ولكم تمنيتُ أن يتحقَّق لى نَسْى الْمَتَاعِ، مَا سَقَطَ وَتُرِكَ مِنْهُ لِرَذَالَتِهِ، لكن للأسف جَعبتى حُبلى بما أكرهُ، فلم أحب الاقتتالَ أبدًا.
ولا أريدُ لمصباح عقلى أن يبقى مُسرَجًا طَوال الوقت، أريدُ أن أرتاحَ، أنا التى ازدوجتُ وتكاثرتُ، وراودتنى الأشباحُ عن نفسى كل ليلة، ولن يتحقَّقَ لى ذلك بذاكرةٍ مُكوَّنةٍ من طبقاتٍ، فيها الحوادث تتكرَّرُ، ومكتُوب فى خريطتها أنها مُقاوِمَة للنسيان. 
أحتاجُ أن أجتازَ حدُودى كى لا أسقطَ فى الهاوية، وأضيعَ أكثر ممَّا أنا فيه من تيهٍ وخذلان، وابتعاد عمَّن اختاره قلبى حبيبًا، أشعرُ كل ليلة – حيثُ ينقصُ من عُمرى يومٌ - أنَّنى امرأةٌ يلقفُها ثعبانٌ ضخمٌ، وأحيانًا أرانى يُضَحَّى بى، قُرب مَعْبَدٍ مجهُولٍ لم أتثبَّت من اسمه.
وأنَّنى أعيشُ فى لا مكانٍ ولا زمان ولا منطق، بين يقظةٍ وحُلمٍ، واختلط ماضِى بحاضرى، وكثيرًا ما أرى الغيبَ نائمًا على مِخدَّتى، يتربَّصُ بى، كأنَّنى ملكةٌ أو ربَّةٌ مغلوبةٌ على أمرها، مطلُوبة إلى المذبح على الرغم من مكانتها وتاريخها، تحاولُ الهُرُوب مع حلُول الليل، لكنَّ البابَّ لا يُفتَحُ على الرغم من تكرار المُحاولات. قالت شمس.
وقد أتدخَّلُ قليلا فى النسْجِ والتضفير، ليس على طريقة كُل مُتوقعٍ آتٍ ؛ لأنَّ عالمَها أكثر غنًى ودفْقًا من الخيال، وطبعًا لا بُدَّ أن أذكُرَ لكُم أنَّها مدَّتنى ببعض النُّور كى أكتبَ، وكانت صريحةً معى إلى الحد الذى لم أجده عند غيرها من النساء اللواتى عرفتُ أو صادفتُ، إذْ تتمتَّعُ بقدرٍ كبيرٍ من الصدق والذكاء.
وفى كثيرٍ من الحالات أجدها مسكينةً وقليلةَ الحيلة، أحيانًا أراها ماهرةً فى تدبير أمرها، والخُرُوج من المآزق بيُسرٍ وسُهولةٍ، وأحيانًا أراها لا قُدْرَةَ لها، ولاَ اسْتِطَاعَةَ فى عمل ما يلزم، كأن لَمْ تَبْقَ فِى يَدِهِا حِيلَةٌ، واسْتَنْفَدَت كُلَّ الوَسَائِلِ وَالإِمْكَاناتِ.
وأعْيَتْها الحِيَلُ التى تكون مُتاحةً، لكنَّها غيرُ قادرةٍ على الرؤيةِ، كأنَّها من «الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً، وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا»، وكُنتُ أقولُ لها دائمًا يا شمسى: «إذا لَمْ يَكُنْ للأمرِ عِندَكِ حِيلَةٌ.. وَلم تَجدِى شَيئًا سوَى الصّبرِ فاصْبرِى». 
لن أرتِّبَ شيئًا.
ولن أحجُبَ عنِّى وعنها ما أراهُ ماثلًا فى جيْب مُخيِّلتى، أو دماغى، ولن ألجأ إلى الشَّرحِ والتفسيرِ، فأنا من أهل الكشْفِ والتأويلِ، والتدبُّرِ والتأمُّلِ، والمعنى الباطنى، والتخيُّل والشَّطْح فى التوَهُّم، والحقائق غير الظاهرة، وسأدعُ الحوادثَ تقدِّمُ نفسَها من دُون تدخُّلٍ كبيرٍ منِّى، فكتابة شمس حمدى تجعلُ من ذِكْرِها معنًى يُتدَاولُ، وتأخذُه الناسُ عِبْرةً ودرْسًا، وليس مُجرَّد قصَّة تُرْوَى يَتَسَلَّون بها.
حياة شمس حمدى خصبةٌ، وثريَّةٌ فى تنوُّعها، فهى امرأةٌ تظهرُ كلَّ ليلةٍ وكلَّ نهارٍ فى شأنٍ، إنَّها نساءٌ عديداتٌ، وليستْ امرأةً واحدةً تُكَرِّرُ نفسها، إذْ هى تامة تعجبُ كلَّ أحدٍ، تأخذ بصرَكَ جُملةً، وقد تعلَّمتُ منها أنَّ الإنسانَ إذا ما أراد إزالةَ جبلٍ ضخمٍ، سيُزيلُه بفضل ثقتِه فيمن يُحب.
اسمُها شمس، لكنَّها فى الحقيقة شموسٌ كثيراتٌ من فرط فرادتها وخُصُوصيتها، ففى النهار تقرأ ساعةً أو ساعتيْن فى كتاب «الخرُوج إلى النهار» المعْرُوف باسم «كتاب الموتى»، ثم تتبعُهُ بساعةٍ أخرى أو أكثر من القراءة فى كتاب «متُون الأهرام أو نصوص الأهرام»، فلم تعُد تعرفُ أهى شمس حمدى، أم إيزيس، أم سِخْمت، أم هُنَّ جميعًا امرأةٌ واحدةٌ، تعيشُ فى داخلها إلهةٌ أتتْ لتخلِّص الناس من الشُّرور والآثام؟
«هدفى أن أساعدَ نفسى فى العالم الآخر بهذه القراءة المُتتالية يوميًّا، منذ وعيتُ ما الكتاب، وما القراءة؟ التى أراها طُقُوسًا وشعائرَ وأورادًا وتراتيلَ وتعاويذَ وصلواتٍ دينيةً، كما أنَّ وجودَها فى الأهرام، يجعلنى مُنجذبةً دائمًا نحو مُطالعتها وتمثُّلها، فأنا بها أدرِكُ عقلى.
وأحاولُ أن أعرفَ من أكونُ، وأفك بها غمُوضى واضطرابى الشديديْن، اللذين يرافقاننى وأنا أعبُرُ العوالمَ والأبوابَ الغريبة، وكهُوفَ الأسرار، علَّنى أجدُ السَّعَادة التى لم أذقْها فى حياتى مع بشرٍ يُسيئون فهمى، ولا يدركون من أكون؟ 
على الرغم من أنَّنى كُلَّما قرأتُها، وجدت حولى مئات من الثعابين والأفاعى، التى يمكنُ أن أجدَها فى قبرى يومًا ما، لكنَّها تنظرُ إلى فى أسىً، وتتركُنى من دُون شرٍّ أو أذى أو خطر، فأنا أرانى سأبقى حيةً فى العالم الآخر، ولن يمُوتَ سوى أعدائى الذين حدَّدتُهم فى حياتى.
وكتبتُ أسماءَهُم فى ورقةٍ وطويتُها طياتٍ كثيرةً؛ كى لا تلفت الانتباه، وجعلتُ اسمَه فى أوَّل القائمة، يليه اثنان أحدهما من أهلى، والثانى من أوساخ حركة اليسار فى مصر، ووضعتُها فى مكانٍ سرى لا يعرفُه سواى، ورُبَّما يعثرُ عليه أحدٌ يومًا ما بعد ذهابى إلى عالمى.
وهم ليسوا كثرة، لأنَّنى بطبيعتى أكرهُ أن يكُونَ لى أعداءٌ، فأنا سافرتُ إلى العالم الآخر حيَّةً من دُون موتٍ؛ كى يمكننى أن أعيشَ أبدًا، وإذا مِتُّ سأحيا مرةً ثانيةً فى ملكُوت السَّماء ؛ لأنَّنى عادةً ما أفرُّ من الموت، فأنا ضد العتَمَة والسُّكُون، أرانى فى مملكةٍ بعيدةٍ على هيئة نَجمٍ طالع لا يغربُ ولا يغيبُ.
ولا يفنى بالطبع، كأنَّنى فى آخرةٍ نجمية، وأرانى أيضًا كإلهَةٍ للشَّمس كأنَّنى فى آخرةٍ شمسية، طائرًا مُرتفعًا فوق أعداء الهواء، أجتازُ بلدانَ السَّماء بصفتى إلهةً أبديةً، صاعدةً على سُلَّمٍ تصنعُه لى أشعةُ الشَّمس يتدلَّى من السَّماء، أحملُ هيبتى على رأسى.
وأحملُ أيضًا خيبتى التى لا يعرفُها إلَّاك، وفى رقبتى تعاويذى التى صنعتَها لى؛ لتحمينى أينما كنتُ، أرجُو ألا تتعجَّب، ولا تتهمنى بالتخريفِ والجنُون، فأنتَ الوحيد على هذه الأرض الذى يثق بى، ويحبُّنى بصدقٍ، ومنحنى الكثير، حتَّى كنتُ أقولُ لك دائمًا: إنكَ تستحقُّ امرأةً أفضل منى، لكنكَ تمسَّكْتَ بى، رغم التشويش الذى ضرب رُوحى، واحتملتَ عدم تجانسى، ولا اتساقى، وارتدتَ المجاهلَ معى.
وحاولتَ نزْحَ مياهِ الشُّرور من أرضى التى سقانى إياها الأعداء، وما زلتَ تحاولُ، وفى يدك مِحْبرةٌ من فِضَّةٍ كانت قد تركتْهَا لك جدتكَ، وقلمان قديمان تركهُما لك أبوك قبل موته المبكِّر، أحدهما للحبر الأسود الذى تُفضِّله وتكتبُ به، والثانى للحبر الأحمر لتُصحِّح به زلَّاتى وزلَّاتك وأخطاءَ الآخرين». 
فى الليل تنامُ شمس مع صديقاتها من الربَّات، حيثُ يجتمعن ويتحلَّقن حولها، ويمنحنها الكثير من النصائح. لا تُفوِّت ليلةً دُونما أن تهديَها ربَّةٌ إحدى جواهرها، خُصُوصًا الخواتم المُحلَّاة بفصُوصٍ من الجواهر الكريمة أو النقُوش المحفُورة، التى تعطيها القُدرةَ على قيادة الشَّياطين أو الجِن، والحديث مع الحيوانات والطيور، والهداهد منها على وجه التحديد.
والقُدرة على فتح الأبواب، والدخُول إلى المغاور وكشف الكُنوز، والدخُول إلى الفِردَوس، فلا يعُود يمتنعُ على شمس حمدى شىء فى البرِّ أو فى البحر، لأنَّ الخواتمَ مُرتبطةٌ بدوران الأفلاك، وحركات الكواكب وطوالع النجُوم والبرُوج، وهى من «لطائف بديع صُنع البارى ودلالةٌ من دلائل نظامه وحِكْمته».
وفيها مزايا رُوحية دالَّة على القوَّة والإجلال والعظَمَة. إنَّ كُلَّ حركةٍ أو إيماءةٍ تصدرُ من اليد التى تتزيَّنُ بخواتمِها تنبئُ بموقفٍ رُوحى مُعيَّن، وكلما كثُرتِ الخواتمُ ازدادت المواقف، كأنَّها رقصاتٌ تحاورُ الأرباب فى سمواتها، والخاتم - بشكلٍ عام - هو الطابعُ والعلامةُ والسِّمة، ويدلُّ على السُّلطة والشُّهرة والثروة، واليد اليُمنى تدلُّ على السُّلطة الرُّوحية وطريق السَّماء الذى يسعى إليه من فى الأرض، وإنْ كانت شمس حمدى قد اختِيرَتْ واصْطُفيَت كإلهةٍ بين البشر.
وخواتم المِزاج التى يحتوى الواحدُ منها على عُنصرٍ مُتلوِّن حراريًّا كالبلُّورة السَّائلة، بحيثُ يتغيرُ اللونُ على أساس درجة حرارة الإصبع، ويُصاحب الخاتم رسمٌ بيانى مُلونٌ، يشيرُ إلى المِزاج المُفترض لمن يرتديه على أساس لون الخاتم، وأهل مصر القديمة أوَّل من استخدمُوا الخواتمَ كرابطٍ بين قلبيْن تزاوجَا وامتزجَا.
وكان الذّهب هو المعدِن المُنتشر أكثر من الفِضّة، إذْ كان المصريون يستطيعُون بسُهولةٍ الوصُول إلى المعدِن المُشمس، كما أنَّ معدِن الفِضَّة كان أعلى ثمنًا من الذّهب المُطعَّم بالعقيقِ والفيروز.
وشمس حمدى تُفضِّل حجرَ الزُّمُرد ؛ لأنَّ لهُ قُدراتٍ سحريةً، خُصُوصًا فى صُنْع الطلاسم والتعاويذ والحُرُوز، ومن يتختَّم به فصاحبه مُثابٌ ولا يرى مكْرُوهًا ، و«تُذَلُّ بين يديه الوحُوش»، ولا يردّ الله يدًا تختَّمتْ به خائبة، ويمنح الزُّمرد الأمانَ والثقةَ والقُدرةَ على التركيز.
وهو مُرتبطٌ بكوكب عطارد، ويقضى على الطاقة السلبية والكوابيس المُزعجة والأحلام السيِّئة، ويُوفِّر الحماية ضد «العين الشِّريرة»، ويجعل من يلبسه مُسترخيًا هادئًا، ويبْعِد التوتُّر والقلق، ويُحسِّن الذاكرةَ والقُدرةَ على التفكير، كما أنه يجنِّب لابسه لدغات الثعابين والعقارب.
ويُعتبرُ الحجرَ الإلهى للإلهة إيزيس؛ لأنه رمزٌ للحياة الأبدية ويُعْرَفُ باسم «الحجر الشَّافى»؛ لأنه يحقِّقُ التوازُنَ العاطفى والجسدى والرُّوحى لمن يلبسه، ويُقوِّى الاستبصارَ والإيمانَ، ويُعتقد أنّه يساعد على الإلهام، ويمنح الهدُوء للنفس، ويُساعد على الاسترخاء، وله فوائدُ علاجيةٌ لمن يعانى من الأرق والربو والقُرحة والمُشكلات التى تضربُ القلب.
ومنذ قرأتْ شمس حمدى تعاليم بتاح حُتب وهى مُهتمة بالزُّمرُد، ولا تنسى حكمته التى تقول إنَّ:) الكلامُ الجميلُ أنْوَرُ من الزُّمُرد الذى نعثرُ عليه بين الحَصَى)، وهذه التعاليم هى مجمُوعةٌ من الأحكام والنصائح المُوجَّهة من بتاح حتب لابنه، وهى «كلمات الآلهة «، ومِمَّا كانت تكرِّرهُ شمس كُلَّما خلت برُوحها فى غُرفتها أو سيارتها، أو مكتب عملها فى الحى الشعبى بالقاهرة، كأنها تذكِّرُ حالها بما هى فيه.
هؤلاء الذين يشتهُون النساءَ دائمًا، لن ينجحُوا بشىء مِمَّا يُخطِّطُون له. وعند هذه الحكمة تصرخُ عاليًا: «اسمعنى يا غازى، السَّاعة اقتربتْ، والدور عليك الآن يا كلب».وكانت الربَّات - اللواتى يؤمن بقوة الجواهر والرّموز السّحريّة للتّأثير على حياتهن - قد أهدتْ شمس حمدى القلائد المستديرة والمُسطَّحة والعريضة.
والتى تمتدُّ من نهاية الرقبة إلى الكتفيْن والصَّدر، والمُحْبكة حول العُنق، أو فى وسطها دلايَة على شكلٍ آدمى أو طائرٍ أو سمكة. والأقراط التى هى من أقدم العادات المعرُوفة عبر التاريخ لتزيين الجسد، والأساور المُخصَّصة لأعلى الذراع، أو ما يُسمَّى «سوار العضد»، وهو مُطعَّم باللازورد، والعقيق الأحمر، ومُزيَّن بأشكالٍ من الذهب المُطعَّم لأنثى العقاب لدَرْءِ الشرِّ، وأخرى يعلوها الإوز، ونقش على سطحها الداخلى خراطيش ونعُوت تخصُّ الربَّة إيزيس.
اقرأ ايضا | شيماء أحمد غنيم تكتب : الفقاعة
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
القارئة جيهان سيد محمد على: تكتب حيلة إيزيس لخداع الإله رع
«إيزيس» أصل الزمن والسحر
دعاء لراحة البال والقلب .. قصير مستجاب
جيش مصر الأبيض.. فى زمن الفراعنة!
دعاء الصبر على البلاء والشدائد .. أدعية تفرج الكرب وتشرح الصدور
أبلغ عن إشهار غير لائق