الحادى عشر من سبتمبر... ذكرى أليمة للولايات المتحدة

فى أروقة السياسة

تحل ذكرى الحادى عشر من سبتمبر، كل عام، ليتذكر الشعب الأمريكى ثانى أكبر خسارة له فى تاريخه الحديث، بعد معركة بيرل هاربور، عندما قامت 4 طائرات مدنية، فى 2001، تقودها أربع فرق من عناصر تابعة لتنظيم القاعدة، تم توجيهها لأهداف محددة، فنجحت ثلاث منها فى الاصطدام بأهدافها، وهى: برجا التجارة العالمية، فى مانهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، بينما سقطت الرابعة، والتى كانت موجهة للبيت الأبيض، بعدما استطاع ركابها السيطرة عليها من يد الخاطفين، وغيروا اتجاهها، ولكنها انفجرت وسقطت.
تسبب هذا الحادث فى مقتل 2977 شخصاً، علاوة على 19 إرهابيا من تنظيم القاعدة، وخلف آلاف الجرحى والمصابين. كانت الطائرات الأربع قد غادرت من مطارات فى شمال شرق الولايات المتحدة، فاصطدمت الأولى بالبرج الشمالى من مركز التجارة العالمى، والثانية بالبرج الجنوبى، لينهار البرجان، المكونان من 110 طوابق، فى غضون ساعة و12 دقيقة، فقط، وتسبب الانفجار فى انهيار جزئى، أو كلى، لعشرات المبانى المجاورة. فى هذه الأثناء، توجهت الطائرة الرابعة لمبنى البنتاجون، وسقطت الطائرة الرابعة، بعد سيطرة الركاب عليها.
وكان أسامة بن لادن هو العقل المدبر للعملية، مبرراً إياها بالانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية جراء دعمها لإسرائيل، وبسبب وجود القوات الأمريكية فى السعودية. وبعدها بعشر سنوات، تمكنت الولايات المتحدة من القضاء على بن لادن، فى مايو 2011، كما تم تصفية أيمن الظواهرى، ساعده الأيمن، فى يوليو من العام الجارى، فى غارة أمريكية بطائرة مسيرة فى إسلام آباد.
وقد أفادت التحقيقات الأمريكية أن المجموعات المنفذة لذلك الهجوم قد تدربت على دروس الطيران، فى عدد من المعاهد الأمريكية الخاصة، وكان من بينهم: محمد عطا، صاحب الفكرة، والذى قاد الطائرة الأولى التى ارتطمت ببرج التجارة العالمى.
وجراء تلك الأحداث، نفذت أمريكا، لأول مرة فى تاريخها، «الخطة سكاتانا»، حيث تم إغلاق المجال الجوى، وتعليق كافة الرحلات الجوية، فى أنحاء البلاد، وأعادت أمريكا أكثر من 500 رحلة قادمة لها من الخارج. وتم إغلاق البورصة الأمريكية فى الفترة بين 11 إلى 17 سبتمبر، وعند افتتاحها شهدت أكبر انخفاض فى تاريخها الاقتصادى والمالى.
أقامت، بعدها، أمريكا نصباً تذكارياً، لضحاياها فى نيويورك، فى مقر مركز التجارة العالمى، وآخر لضحايا البنتاجون فى مقاطعة أرلنجتون.
ويظل الحادى عشر من سبتمبر صفحة سوداء فى التاريخ الأمريكى.