الذهب يتلألأ عالميا.. 8 أسابيع متتالية من المكاسب مع تجاوز حاجز 4.000 دولار للأوقية    البامية ب100 جنيه والفاصوليا ب40.. ارتفاع كبير في أسعار الخضروات بأسواق قنا    من بروكسل.. وزيرة التخطيط تُدشّن النسخة الإنجليزية من الملخص التنفيذي ل«السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» بمنتدى البوابة العالمية    اسعار الدينار الكويتي اليوم السبت 11اكتوبر 2025 فى بداية التعاملات    وزير الرى يلتقى المدير التنفيذى لإدارة مصادر المياه بمنظمة التعاون الإسلامى    وزير الزراعة: نستهدف زراعة ما لا يقل عن 3.5 مليون فدان من القمح    استقرار وانخفاض طفيف في أسعار الحديد بأسواق المنيا السبت 11 أكتوبر 2025    إعلام إسرائيلي عن مصادر: الكشف النهائي للأسرى الفلسطينيين يضم فقط 195 أسيرا محكوما بالمؤبد    إصابة واعتقالات خلال اقتحام الاحتلال للخليل وبلداتها    أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسى منعت انزلاق المنطقة إلى فوضى جديدة    فرنسا ضد أذربيجان.. ديشامب يثير قلق ريال مدريد بشأن إصابة مبابي قبل الكلاسيكو    نجم تونس: علاء عبد العال مدرب كبير.. ومبارياتنا مع الأهلي والزمالك "عرس كروي"    عماد النحاس مديرا فنيا للزوراء العراقي    ختام منافسات الكبار والناشئين فى بطولة العالم للسباحة بالزعانف بالعلمين    إصابة 14 شخصا إثر حادث انقلاب سيارة ميكروباص بطنطا    عم أطفال دلجا: ننتظر حكم الإعدام اليوم    تحرير 164 مخالفة تموينية.. وضبط أسمدة وسلع مدعمة في حملات بالمنيا    اضطراب الملاحة بجنوب سيناء بسبب نشاط الرياح وارتفاع الأمواج    عرض جثث 3 أطفال شقيقات غرقن بالبانيو نتيجة تسرب الغاز بالمنوفية على الطب الشرعى    مصرع شخص أسفل عجلات القطار فى طنطا    من هو زوج إيناس الدغيدي؟ الكشف هوية العريس الجديد؟    عيد ميلاد الهضبة.. عمرو دياب ال بابا الذى لا يشيخ فى عالم الموسيقى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    هل فيتامين سي الحل السحري لنزلات البرد؟.. خبراء يكشفون الحقيقة    فوز الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام وإهدائها ل ترامب    قتلى ومفقودين| انفجار مصنع متفجرات يورد منتجات للجيش الأمريكي بولاية تينيسي    الصين تعتزم فرض قيود شاملة على تصدير المعادن الأرضية النادرة    بالأرقام.. ننشر نتيجة انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء بقنا    أسعار اللحوم اليوم السبت في شمال سيناء    غدًا.. ثقافة العريش تنظم معرض «تجربة شخصية» لفناني سيناء    الجمعية المصرية للأدباء والفنانين تحتفل بذكرى نصر أكتوبر في حدث استثنائي    مواقيت الصلاه اليوم السبت 11اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    إصابة 14 شخص في انقلاب سيارة ميكروباص علي طريق طنطا - كفر الزيات    تعرف على فضل صلاة الفجر حاضر    30 دقيقة تأخر على خط «القاهرة - الإسكندرية».. السبت 11 أكتوبر 2025    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    «علي كلاي» يجمع درة وأحمد العوضي في أول تعاون خلال موسم رمضان 2026    فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    ملك زاهر: ذهبت لطبيب نفسي بسبب «مريم»| حوار    «الوزراء» يوافق على إنشاء جامعتين ب«العاصمة الإدارية» ومجمع مدارس أزهرية بالقاهرة    تصفيات كأس العالم 2026| مبابي يقود فرنسا للفوز بثلاثية على أذربيجان    استعداداً لمواجهة البحرين.. منتخب مصر الثاني يواصل تدريباته    أولياء أمور يطالبون بدرجات حافز فنى للرسم والنحت    رسمياً.. التعليم تعلن آلية سداد مصروفات المدارس الرسمية والمتميزة للغات 2025/ 2026    محمد سامي ل مي عمر: «بعت ساعة عشان أكمل ثمن العربية» (صور)    برد ولا كورونا؟.. كيف تفرق بين الأمراض المتشابهة؟    وصفة من قلب لندن.. طريقة تحضير «الإنجلش كيك» الكلاسيكية في المنزل    أحمد فايق يحذر من خطورة محتوى «السوشيال ميديا» على الأطفال    والدة مصطفى كامل تتعرض لأزمة صحية بسبب جرعة انسولين فاسدة    بمشاركة جراديشار.. سلوفينيا تتعادل ضد كوسوفو سلبيا في تصفيات كأس العالم    د. أشرف صبحي يوقع مذكرة تفاهم بين «الأنوكا» و«الأوكسا» والاتحاد الإفريقي السياسي    وزارة الشباب والرياضة| برنامج «المبادرات الشبابية» يرسخ تكافؤ الفرص بالمحافظات    من المسرح إلى اليوتيوب.. رحلة "دارك شوكليت" بين فصول السنة ومشاعر الصداقة    العراق: سنوقع قريبا فى بغداد مسودة الإتفاق الإطارى مع تركيا لإدارة المياه    وزارة الشباب والرياضة.. لقاءات حوارية حول «تعزيز الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد»    غادة عبد الرحيم تهنئ أسرة الشهيد محمد مبروك بزفاف كريمته    صحة الدقهلية: فحص أكثر من 65 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف: الخطاب الدينى كان مترهلاً قبل 2013 ويتناول قضايا لتصفية حسابات
خلال لقاء التسامح ومواجهة العنف لمنتدى حوار الهيئة القبطية الإنجيلية

الخطاب الدينى كان قبل 2013 مترهلاً وخطبة الجمعة تخضع لمعايير علمية وليس لدينا كتب صفراء
اندرية زكى :نموذج العيشِ المشتركِ يمتاز به الشعب المصريّ
أكد الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف أن قضية التسامح لا يقصد بها التسامح بين الأديان فقط، ولكنها تعنى منهجاً عاماً ومنهج حياة اى تسامح فى الأسرة بين الزوجين ، وبين الأبناء وبعضهم وبين الأباء والابناء وبين البائع والمشترى والقاضى والمتقاضى يعنى التسامح فى كل المعاملات وتشمل التسامح الدينى والوطنى والإنسانى .
وأوضح الوزير أن التسامح ليس قبول الآخر فقط ولكن يذهب لأبعد من ذلك وهو مراعاة مشاعر الآخر الى أعلى درجه .
- 4 وجبات خفيفة من الطعام والشراب قد تؤدي إلى مضاعفة فقدان الوزن
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقد تحت عنوان "التسامح ومواجهة العنف من المبدأ الي التطبيق" لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالعين السخنة بحضور الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الانجيلية ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية بمشاركة نخبة من قادة فكر المجتمع المصري، من مختلف المجالات بينهم علماء الدين الإسلامي والمسيحي، وعدد من القيادات الإعلامية، وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب وأعضاء التنسيقية، وممثلي المجتمع المدني.
وقال الوزير ان خطبة الجمعة في الوقت الراهن، تتم بناء على معايير علمية، وكل من يتجاوز أو يتفوه بلفظ غير منضبط على المنابر يحاسب فوراً، دون إبطاء، موضحا أن الدولة ترعى جيداً الخطاب الديني، وهو الآن في مرحلة ناضجة جداً، وتؤتي ثمارها، سواء على مستوى المساجد أو الكنائس.
ورد الوزير على النائبة نشوى الديب، بأن بعض المساجد بها خطباء يستخدمون كتباً صفراء قديمة من مئات السنين، قائلا: كل من في المساجد يلتزمون بتعليمات وزارة الأوقاف، وهم على درجة عالية من الوعي والإدراك، ويتم تدريبهم ورفع قدراتهم بشكل متطور بالتعاون مع عشرات الجهات العلمية.
واوضح الوزير أن تجديد الخطاب الدينى يسير بشكل جيد وتغير للأفضل عما كان عليه قبل 2013 ، حيث كان مترهلاً ويتناول قضايا لتصفيه حسابات ودعاء على المخالفين فى العقيدة ،وانه سمع إمام أحد المساجد يقول "اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين واللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين"، وهو قول خاطئ ويدعو للتفرقة وعدم التسامح.
وأوضح وزير الأوقاف خلال مؤتمر "التسامح ومواجهة العنف.. المبدأ إلى التطبيق" بالعين السخنة، أن هذا الإمام معروف بوطنيته وتكلمت معه بأن كل مريض مصري يعود لنا وما المشكلة أن تدعو للجميع وتكسب ثواب الجميع، ولا يجب أن تدعو بمثل هذه
الدعوات التي تفرق ولا تجمع، ويجب مراعاة معنى الجمل التي تقال والتفكير في كل كلمة، تكتب أو تقال، فرجل الدين يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق وقال دعيت كل الأئمة لعمل دورات توعية لتخرج الخطبة لنسيج واحد وبوعي وفهم وطني صحيح للدين ونعمل في الأقاليم هو الحس الإنساني والديني والوطني.
وتناولت الجلسة الأولى التى قدمتها سميرة لوقا رئيس المنتدى وادارها الاعلامى نشأت الديهى عضو المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام كلمة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية ورئيس الهيئة القبطية اشاد فيها بجهود وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة في قضيةِ التسامحِ، والدورِ الكبيرِ الذي تقومُ بهِ وزارةُ الأوقاف وقال قد تَشاركنا معه في العديدِ منَ المؤتمراتِ حولَ قضايا العيشِ المشتركِ والتسامحِ. كمَا أنَّ المتابِع لمقالاتِه، ومؤلَّفاتِه، وتصريحاتِهِ الصحفيةِ والإعلاميةِ، يجدُ اهتمامًا كبيرًا بقضيةِ التسامحْ. ومَنْ يتابعَ عملَ وَزارةِ الأوقافِ يجدُ نشاطًا كبيرًا في إصدارِ المؤلفاتِ التي تهتمُّ بالقضايا الوطنيَّةِ كالمواطنةِ والعيشِ المشتَرَكِ، والتركيزِ على دورِ المؤسسةِ الدينيةِ في خدمةِ المجتمعِ، وتعزيزِ السلمِ المجتمعيِّ، ونشرِ القيمِ المجتمعيةِ الإيجابيةِ ومواجهةِ التشددِ والتطرفِ.
وأودُّ أيضًا أنْ أعبرَ عنْ تقديري للمجهودِ المبذولِ في كتابْ "التسامح منهج حياة"، وهو يضمُّ مجموعةً منَ الأبحاثِ تتناولُ قضيةَ التسامحِ منْ عدةِ جوانبْ، لنخبةٍ من العلماءِ والمفكرينَ منْ مصرَ وخارجِها، وتقديمٌ ومشاركةٌ مميزةٌ للأستاذِ الدكتور محمد مختار جمعةْ.
إنَّ قيمةَ التسامحِ ذاتَ قوةٍ كبيرةٍ، وهي ليستْ مجرَّدَ إطارٍ نظريٍّ للبحثِ والقراءةْ، بَلْ منهجٌ للحياةْ. وهذهِ هي الرؤيةُ التي نحتاجُها عندَ الحديثِ عنْ قيمةِ التسامحِ في المجتمعْ؛ أنْ يترسخَ ليصبحَ هو الأمرَ المألوفَ في المجتمعِ وليسَ بالأمرِ غيرِ الطبيعيِّ أو غيرِ الدارجْ، في التعاملِ معَ الآخرْ، في قبوله، احترامه، إنصافه، وكذلكَ في البيعِ والشراءِ وكافةِ الأنشطةِ والمعاملاتِ المجتمعيةْ. وهذهِ بالفعلِ هي المحاورُ الرئيسةُ في مفهومِ التسامحْ.
ولعلَّ ما رأيناهُ في حادثِ كنيسةِ أبي سيفينْ في منطقةِ الورَّاق، يبرزُ هذا المفهومَ لدى المصريين، فرأَيْنا مَن تسارعوا للكنيسةِ لإنقاذِ المصلِّينَ الذينَ كانوا بالداخلِ مِن مُنطَلَقٍ إنسانيٍّ طبيعيّ، يتميزُ بهِ نموذجُ العيشِ المشتركِ في مِصرَنَا الحبيبةْ، ويَمتازُ به الشعبُ المصريُّ، الذي لديهِ مخزونٌ حضاريٌّ عريقٌ، يدركُ قيمةَ سيادةِ روحِ التسامحِ والمحبةِ والعملِ معًا من أجلِ رفعةِ الوطنْ.
إنَّ نموذجَ العيشِ المشتركِ في مِصرَ، بكلِّ إيجابياته وما يُواجِهُه من تحدياتٍ، هو نموذجٌ فريدٌ من نوعِه، نشكرُ اللهَ عليهِ، ونفتخِرُ بهِ ونحرصُ على تدعيمِه وفي هذا الصددِ، يمكِنُنا الحديثُ عنْ تأصيلِ قيمةِ التسامحِ كمنهجٍ للحياةِ في عدةِ محاور:
1. تعريف المصطلحات
وهذهِ نقطةٌ رئيسةْ، وأوَّلُ خطوةٍ في دراسةِ أيِّ قضيةٍ؛ تعريفُ المصطلحِ بدقةْ، وإزالةُ الغموضِ عنهُ، والتعرُّف على ما يحتويهِ منْ مفاهيمْ. فيجبُ أولًا تعريفُ مصطلحاتٍ مثلَ "الالتزامْ، والتشدُّدْ، والتديُّن"... فالخلطُ بينَ بعضِ المصطلحاتِ قد يكونُ سببًا في نشأةِ أفكارٍ متشددةٍ بعيدةٍ عنِ التسامحْ.
وكذلكَ تعريفُ التسامحِ، باشتمالِهِ على الرحمةِ والسماحةِ والمغفرةِ والصُّلحِ واليُسرِ والاستواءِ، والكرمِ والرفقْ.
كما أنَّني أفهمُ التسامحَ بأنَّهُ المساحةُ التي تتجاوزُ المشتركَ إلى حقِّ الاختلافِ، وهنا يكونُ هناكَ مكانٌ للآخرِ المختلفْ.
لهذا، فإنَّ تعريفَ المصطلحِ بدقةٍ، هو خطوةٌ لمعرفةِ الذاتِ والآخرْ، والقواسمِ والأرضيةِ المشتركةِ بينَنَا وكيفَ نتعاونُ سويًّا.
2. التسامحُ في الأديانْ
وهو أمرٌ لا شكَّ فيه؛ إذ تؤكدُ كلُّ الأديانِ أنَّ الناسَ جميعًا أبناءُ العائلةِ الإنسانيةْ، وكلَّهم لهمُ الحقُّ في العيشِ والكرامةِ دونَ استثناءٍ أو تمييزْ؛ فالإنسانُ، هو خليقةُ اللهِ، وهو مكرَّمٌ في كلِّ الأديانْ، بصرفِ النظرِ عن جنسِهِ أو لونِهِ أو انتمائِه، وعليهِ مسؤوليةٌ في إعمارِ الأرضْ. هذا الإعمارُ لنْ يتحققَ إلا بسيادةِ مبدأ التسامحِ والتعاونِ والتكاملْ. فالاختلافُ لا يجبُ أنْ يكونَ سببًا للتنافرِ والعداوةْ، بل للتعارفِ والتلاقي على الخيرِ والمصلحةِ المشتركةْ.
والملاحَظُ هنا أن النصوصَ الدينيةَ لمختلفِ الأديانِ لم تعتَبِرِ التسامحَ مجرَّدَ نظريةٍ، بل ربطتْهُ بكافةِ أوجهِ الحياةْ.
دقَّة التفسيرِ ودورُهُا في بناءِ التسامحْ
إذَن لا تنبعُ إشكاليةُ الكراهيةِ أو عدمِ التسامحِ أبدًا منَ النصِّ الدينيّ، فالنصوصُ الدينيةُ سمحةٌ بطبيعتِها، ولا جدالَ بشأنِها وتعاليمِها الساميةْ. لكن تأتي المشكلةُ في الأساسِ منْ بعضِ التفسيراتِ التي تحاولُ اختطافَ النصِّ وتأويلَهُ إلى حيثُ ما لا يَقصِدُ، فتستغلَّه في تأصيلِ دعاوَى الكراهيةِ افتراءً وزورًا.
والهدفُ من التفسيرِ هو محاولةُ إدراكِ المعنى الواضحِ للنصّ، ولكي تتمَّ عمليةُ التفسيرِ بشكلٍ موضوعيّ، فهي تقومُ على نقطتَيْنِ محوريَّتَيْن: هناكَ وفي ذلكَ العصرِ، وهُنا والآنَ. وتتمثلُ عمليةُ التفسيرِ في رحلةِ الذهابِ والعودةِ بينَ هاتَيْن النقطتَيْن.
وتشملُ دراسةُ سياقِ النصِّ أربعةَ عناصرَ رئيسةً: اللغةُ، التاريخُ، الجغرافيا، الحضارةْ. هذه العناصرُ يجبُ أنْ تُدرَسَ جيدًا، حتى نَفهمَ ماذا كانَ يعني هذا النصُّ للمتلقِّي الأولِ في سياقِهِ الحضاريّ والظروفِ التاريخيةِ والسياسيةِ التي مرَّ بها، والمنطقةِ الجغرافيةِ التي كُتِب فيها النصُّ.
بعد ذلك يأتي تطبيقُ ما تمَّتْ دراستُه على الحياةِ الحاليةْ، بطرحِ السؤال: ماذا يَعني هذا النصُّ بالنسبة لحياتِي، هنا والآنْ؟ وهذا هو المقصودُ منْ دورِ التفسيرِ في دعمِ العيشِ المشتركْ.
ربما بتفسيرٍ خاطئٍ ينقلبُ معنى النصِّ تمامًا ويخرجُ عنْ سياقِه، وهو ما تعتمدُ عليه التفسيراتُ المتشددةُ للنصوصِ الدينيةْ؛ فأحدُ الأساليبِ مثلًا، هو أخذُ النصِّ بحَرفيَّتِه، أو إغفالُ خلفيةِ النصِّ والظروفِ التي نزلَ فيهَا، أو اقتطاعُ جزءٍ من النصِّ وبناءُ فكرةٍ كاملةٍ عليهْ. خَطأُ التعميمِ أيضًا من الأخطاءِ الكبيرةِ في التفسيرْ... وهذهِ الأساليبُ هي ما تُولِّد فهمًا منقوصًا وخاطئًا للمعتقدْ، وربما تتركُ تأثيرًا سلبيًّا على المجتمعِ وتهدِّدُ سلامتَه.
4. التسامحُ بين النظريةِ والتطبيقْ
بدون تطبيقٍ عمليٍّ للقيمِ، تبقى هذه القيَمُ مجردَ كلماتٍ نبيلةٍ خاليةٍ من التأثيرِ ومنزوعةِ القوةْ. وفي هذا الإطارِ يتجلَّى دَورُ الوعيِ بأهميةِ ربطِ قيمةِ التسامحِ في الأديانِ مع المفاهيمِ الحديثةِ للمجتمعْ، بما تشتملُ عليهِ من حريةِ المعتقدِ والكرامةِ الإنسانيةْ، ومكانةِ المرأةِ وحقوقِها... فكلٌّ منْ النصِّ والتفسيرِ يحتاجانِ إلى عنصرِ التطبيقِ العمليّ داخلَ المجتمعِ، وهذا يأتي من خلالِ دراسةِ المجتمعِ وواقعِه، ثمَّ التركيزِ على معالجةِ السلوكياتِ السلبيةْ، والتشجيعِ على السلوكِ الإيجابيّ والتسامحْ.
التسامحُ في معناهِ العمليّ يشتملُ على التعاملِ بينَ الشخصِ الأقوى والأضعفِ، ومعرفةِ الآخرْ، وقبولِ حقِّ الاختلافْ.
5. أهميَّةُ الحوارِ
الحوارُ هو البوابةُ الرئيسةُ للوعيِ والفهمِ والإدراكْ، وهي أعمدةٌ رئيسةٌ في بناءِ مفهومِ التسامحِ والعيشِ المشتركْ. فكيفَ أعيشُ معَ آخرَ مجهولٍ بالنسبةِ لي؟ يساهمُ الحوارُ في التعرفِ على الآخرِ وبناءِ الجسورِ معَهُ، وزيادةِ الاحترامِ المتبادَلِ بينَ أطرافِ الحوارْ، واحترامِ كلِّ طرفٍ لوجهةِ نظرِ الآخرْ، وبهذا المعنى، فالحوارُ منْ أهمِّ مظاهرِ التسامحِ ودعائمِهِ.
6. التركيزُ على التعليمِ ودورِه في بناءِ التسامحِ
الجهلُ واحدٌ منْ ألدِّ أعداءِ الإنسانْ، والتعليمُ هو سلاحُ الفردِ لمحاربةِ الجهلِ بشتَّى أنواعِه: الفكريةِ، والأدبيةِ، والنفسيةِ، والإنسانيةْ. يقفُ الجهلُ أمامَ الشعوبِ معرقلًا لكافةِ جهودِ التطورِ والحياةِ بسلامٍ. مما يفرضُ ضرورةَ تضمينِ القيمِ الإنسانيةِ النبيلةِ: كالتسامحِ والعيشِ المشتركِ وقبولِ الآخرِ المختلفِ، ضمنَ مناهجِ الجامعاتِ ومؤسَّساتِ التعليمِ العالي حولَ العالمْ. بلْ وأضيفُ على ذلكَ ضرورةَ تضمينِ هذهِ المفاهيمِ منذُ المراحلِ التعليميةِ الأولى بدءًا منْ رياضِ الأطفالِ والمدارسِ الابتدائيةْ، والتشجيعِ على العملِ المشتركِ بين الطلبةِ في مختلفِ المدارسِ، والعملِ على الدمجْ... ممَّا يخلقُ إطارًا عمليًّا لتعليمِ قيمةِ التسامحِ، ويصبحُ جزءًا رئيسًا من المكوِّن المعرفيِّ للفردِ منذ طفولتِهِ.
لقدْ أثبتَتِ العقودُ الماضيةُ أنَّ أيَّ إنجازٍ حقيقيٍّ في المجتمعِ على كلِّ المستوياتِ، لنْ يمكنَ التوصُّلُ إليهِ دونَ قيمةِ التسامحِ والعيشِ المشتركْ، وأنَّ أمنَ المجتمعاتِ وسلامَهَا وقدرتَهَا على التعافي منْ أيِّ ظروفٍ، سياسيةً كانتْ أو اقتصاديةً أو اجتماعيةً، يجبُ أن تنطلقَ من سيادةِ التسامحِ في النطاقِ العامِّ للمجتمعِ لخلقِ أجواءٍ صحيةٍ تمكِّنُ الجميعَ من العملِ والإنجازْ.
كانت الجلسة الاولى بعنوان التسامح منهج حياه بدأت بكلمه من سميرة لوقا رئيس الحوار ثم ترحيب من الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية ورئيس الهيئة والقى الدكتور محمد مختار جمعه وزير الاوقاف كلمه عن التسامح فى الإسلام قاد الجلسة الاعلامى نشأت الديهى عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
ويستكمل المؤتمر جلساته صباح غد بمناقشة عدد من القضايا الهامة حول التسامح ومواجهة العنف، وقيمة التسامح كمنهج حياتي، والجوانب الاجتماعية والثقافية للعنف، وآليات نشر ثقافة التسامح ومواجهة العنف، ودور الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي، ودور الثقافة في بناء الشخصية، وأهمية الشباب وبناء الوعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.