لا يخلوا عالم الاقتصاد من الأزمات أو«المربكات» على حد تعبير د. محمود محيى الدين كما جاء بكتابه «فى التقدم مربكات ومسارات» .. تلك حقيقة مثلها مثل حقيقة أخرى تقول إن الأمم فى سباق مستمر نحوالتقدم بمزاجها أو رغما عنها، وهذا التقدم يحدث من خلال اختيار وإرادة ولا مجال للصدارة هنا لمن يتخاذل ، وفى السباق ربما تواجه مربكات كأن تتعرض للإرهاق وأنت فى الطريق داخل سيارة مثلا.. وقتها يجب إدراك أن التفكير فى تجاوز الإرهاق لا يجب أن يعطلك عن السباق ، عليك أن تنطلق ولا تنظر للوراء حتى لا يحدث مكروه لوشغلت نفسك بأى عطل ولم تنظر أمامك ، أنظروا إلى الأمام.. والمهم هوالمرونة فى التعامل مع المربكات واتخاذ نهج جديد للإصلاح فأنصاف الحلول تؤدى إلى أنصاف نتائج ، لابد من حلول جذرية بجانب قدر كبير من الرقابة والإشراف. ويرى صاحب الكتاب أن التقدم يتم من خلال بديهيات فى مقدمتها الاستثمار فى رأس المال البشرى والبنية الأساسية.. ومن المهم كذلك أن يكون لدى المجتمع نفس الاهتمام والثقافة التكنولوجية فلو افتقدت أحدها سوف تخرج من سباق التقدم.. صحيح إن كلامه مرعليه قرابة الشهر لكنه مازال عالقا فى الأذهان. الكتاب ناقشه د. محيى الدين مبعوث الأمين العام للامم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة ووزير الاستثمار الأسبق خلال لقاء نظمته جامعة النيل فى حضرة كل من د. طارق خليل مؤسس الجامعة ود. وائل عقل رئيس الجامعة ود. حسن يوسف على عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة ود. عمرو رجب أستاذ الاقتصاد بالجامعة ود. درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة . ولم ينس د. محيى الدين الإشارة إلى أحداث الحرب الروسية الأوكرانية مؤكدا أن هناك نوع من المبالغة فى التنبؤ بما سيحدث فى المستقيل وخاصة ما يتعلق بأوضاع الدولارالأمريكى واليوان الصينى وهنا أشار إلى نصيحة لوالده تقول إنه لابد من التفرقة بين أحلام اليقظة والطموح. كما لم ينس الإشارة إلى حديث لحكيم من حكماء سنغافورة كان وزيرا عندما قال له إن الفارق بينهم وبين العرب يتركز فى أنهم عندما يناقشون قضية ما ويختلفون على جوانب منها ويتفقون على جانب واحد يتم التركيز على هذا الجانب بينما العرب يركزون على نقاط الاختلاف ويتركون جوانب الاتفاق وتلك هى مشكلتهم !.. وبطبيعة الحال كانت هناك العديد من التساؤلات التى وجهت إلى د. محيى الدين وقد أجاب عن بعضها لكنه ترك الأخرى إلى حين لارتباطه بموعد وقال بأسلوب لا يخلو من سرعة البديهة : سألوا شيخ عن حكاية سيدنا يوسف فقال : تاه ولقيوه !