محافظ أسوان يشهد حفل التخرج السنوي لمدارس النيل المصرية الدولية    أسامة الأزهري: وجدان المصريين السني رفض محاولة المد الشيعي    مدبولي مهنئا السيسي بعيد الأضحى: أعاهدكم على استكمال مسيرة التنمية والبناء    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    12 يونيو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 12 يونيو 2024    البورصة المصرية تطلق مؤشر الشريعة "EGX33 Shariah Index"    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    محافظ الفيوم يوجه بتشكيل لجنة للمرور على كافة المصانع    إسرائيل تهاجم لجنة تحقيق أممية اتهمتها بارتكاب جرائم حرب في غزة    أ ف ب: لجنة تحقيق أممية تتهم إسرائيل و7مجموعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب    الكويت: أكثر من 30 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق جنوب العاصمة    رئيس الوزراء اليوناني: تيار الوسط الأوروبي لديه الزخم للتغيير بعد انتخابات البرلمان الأوروبي    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    أيمن يونس: الموهبة في الزمالك بزيادة.. ولدينا عباقرة في المدربين    سر البند التاسع.. لماذا أصبح رمضان صبحي مهددا بالإيقاف 4 سنوات؟    بيراميدز يرد على مطالب نادي النجوم بقيمة صفقة محمود صابر    خلال 24 ساعة.. تحرير 562 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    تشديدات أمنية مكثفة قبل بدء أولى جلسات محاكمة سفاح التجمع| صور    إصابة 34 راكبا إثر انقلاب أتوبيس برأس سدر    الذروة 3 أيام.. الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد في عيد الأضحى    مناسك (6).. الوقوف بعرفات ركن الحج الأعظم    والدة طالب الثانوية الذي مُنع من دخول امتحان الدين ببورسعيد: «ذاكروا بدري وبلاش تسهروا»    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العمرانية    حسام حبيب يُهنئ شيرين وخطيبها ويهديها أغنية    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    ترتيب مجموعات أفريقيا في تصفيات كأس العالم بعد الجولة الرابعة    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    بدأ مشوار الشهرة ب«شرارة».. محمد عوض «فيلسوف» جذبه الفن (فيديو)    طفرة تعليمية بمعايير عالمية    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    دار الإفتاء: يجوز للحاج التوجه إلى عرفات فى الثامن من ذى الحجة يوم التروية    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    مصطفى مدبولى يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى المبارك    احذري تعرض طفلك لأشعة الشمس أكثر من 20 دقيقة.. تهدد بسرطان الجلد    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    «الزمالك بيبص ورا».. تعليق ناري من حازم إمام على أزمة لقب نادي القرن    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق الدعاية السوداء

‬منذ ‬تأسيس ‬الدولة ‬الوطنية ‬المصرية ‬وهى ‬تتعرض ‬لحملات ‬ممنهجة ‬من ‬الدعاية ‬السوداء ‬وبتعريف ‬بسيط ‬لمفهوم ‬هذه ‬الدعاية ‬فهى ‬أحد ‬أفرع ‬الحرب ‬النفسية ‬وتعمل ‬على ‬نشر ‬الشائعات ‬والأكاذيب ‬والتشكيك ‬وتكمن ‬قوة ‬هذه ‬الدعاية ‬فى ‬إيهام ‬المتلقى ‬أن ‬ما ‬يعرض ‬عليه ‬حقيقة ‬مؤكدة ‬لا ‬تقبل ‬الاحتمالات ‬رغم ‬أنها ‬إفك ‬محض ‬و ‬مجهولة ‬المصدر. ‬
تهدف ‬هذه ‬الدعاية ‬الشريرة ‬ومن ‬يحركها ‬إلى ‬تحقيق ‬عدد ‬من ‬الأغراض ‬بعضها ‬ثابت ‬والآخر ‬متغير ‬حسب ‬وقت ‬بث ‬هذه ‬الدعاية، ‬غرضها ‬الثابت ‬الذى ‬تعمل ‬عليه ‬دائمًا ‬هو ‬التشكيك ‬فى ‬مفهوم ‬وجود ‬الدولة ‬الوطنية ‬فى ‬حد ‬ذاته ‬فتتجه ‬إلى ‬اختراع ‬مفاهيم ‬جديدة ‬لتنظيم ‬حركة ‬المجتمع ‬أو ‬استدعاء ‬مصطلحات ‬تاريخية ‬انتهى ‬مفعولها، ‬بالنسبة ‬للجديد ‬تبث ‬مفاهيم ‬الليبرالية ‬والحريات ‬بلا ‬حدود ‬وأن ‬من ‬يقف ‬أمام ‬تحقق ‬هذه ‬الحرية ‬المزعومة ‬هو ‬وجود ‬الدولة ‬التى ‬تمثل ‬عقبة ‬رئيسية ‬أمام ‬ليبرالية ‬المجتمع ‬وحريته ‬المنشودة.‬
الحقيقة ‬أن ‬الغرض ‬الذى ‬تبحث ‬عنه ‬الدعاية ‬السوداء ‬ومن ‬يصنعها ‬ليس ‬الحرية ‬والليبرالية ‬بل ‬هو ‬الفوضى ‬التى ‬ستكشف ‬عن ‬وجهها ‬القبيح ‬بمجرد ‬صدام ‬المجتمع ‬المسحور ‬بأوهام ‬الحرية ‬مع ‬الدولة ‬التى ‬تنظم ‬حركة ‬هذا ‬المجتمع، ‬وظيفة ‬الدعاية ‬السوداء ‬هنا ‬تقديم ‬سموم ‬الفوضى ‬إلى ‬المجتمع ‬المستهدف ‬فى ‬كأس ‬الحرية ‬المزعومة ‬فيتناوله ‬غافلا ‬عن ‬السم .‬
يمكن ‬لنفس ‬الدعاية ‬السوداء ‬استدعاء ‬مصطلحات ‬تاريخية ‬سياسية ‬وتغليفها ‬بدعاية ‬دينية ‬والدين ‬منها ‬براء ‬مثل ‬الخلافة ‬ومن ‬أجل ‬هذه ‬الخلافة ‬يجب ‬أن ‬يتوارى ‬مفهوم ‬الدولة ‬الوطنية. ‬
يبقى ‬الهجوم ‬من ‬الدعاية ‬السوداء ‬ومحركيها ‬على ‬مفهوم ‬الدولة ‬هو ‬الثابت ‬أما ‬المتغير ‬فيرتبط ‬بأى ‬منجز ‬تقوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬بإنجازه ‬لمجتمعها ‬فتتوالى ‬حملات ‬التشكيك ‬ونشر ‬الشائعات ‬حول ‬هذا ‬المنجز ‬من ‬خلق ‬حالة ‬من ‬عدم ‬الثقة ‬وعدم ‬الاستقرار ‬بين ‬الدولة ‬والمجتمع،لاتتوقف ‬حملات ‬الدعاية ‬السوداء ‬مادامت ‬الدولة ‬الوطنية ‬موجودة ‬وتحقق ‬النجاح.‬
رغم ‬وضوح ‬هذه ‬الحرب ‬العلنية ‬فى ‬فعلها ‬وأغراضها ‬والسرية ‬فى ‬تفاصيل ‬من ‬يحركها ‬ومجهولية ‬مصادرها ‬إلا ‬أن ‬هناك ‬من ‬لا ‬يصدق ‬فى ‬وجودها ‬من ‬الأساس ‬معتبرًا ‬أنها ‬مبالغات ‬فلا ‬توجد ‬دعاية ‬سوداء ‬أو ‬محركين ‬لها ‬بل ‬هى ‬أوهام ‬تدور ‬فى ‬مخيلة ‬المقتنعين ‬بوجودها.‬
أعتقد ‬أن ‬المشككين ‬فى ‬وجود ‬حروب ‬الدعاية ‬السوداء ‬عندما ‬يطلعون ‬على ‬التقرير ‬الذى ‬نشرته ‬الجارديان ‬البريطانية ‬قبل ‬أسبوع ‬سيغيرون ‬رأيهم ‬لأن ‬حروب ‬الدعاية ‬السوداء ‬موجودة ‬وبالوثائق. ‬
ارتبط ‬التقرير ‬الذى ‬نشرته ‬الجارديان ‬بعمل ‬بحثى ‬كان ‬يقوم ‬به ‬دكتور ‬رورى ‬كورماك ‬أستاذ ‬العلاقات ‬الدولية ‬بجامعة ‬نوتنجهام ‬من ‬أجل ‬كتابه ‬الجديد ‬وأثناء ‬بحثه ‬عثر ‬على ‬عديد ‬من ‬الوثائق ‬البريطانية ‬تم ‬أتاحتها ‬ورفعت ‬السرية ‬عنها ‬ولكن ‬لم ‬يتم ‬دراستها ‬بشكل ‬مفصل ‬وعندما ‬بدأ ‬هذه ‬الدراسة ‬اكتشف ‬حجم ‬عمليات ‬الدعاية ‬السوداء ‬التى ‬صنعتها ‬الحكومة ‬البريطانية ‬ووجهتها ‬إلى ‬الشرق ‬الأوسط ‬وإفريقيا ‬وبعض ‬دول ‬أسيا ‬وكان ‬غرض ‬هذه ‬الدعاية ‬زعزعة ‬الاستقرار ‬من ‬خلال ‬تشجيع ‬التوترات ‬العرقية ‬والطائفية ‬وبث ‬الفوضى ‬والتحريض ‬على ‬العنف ‬فى ‬الدول ‬المستهدفة ‬ولم ‬تكتف ‬هذه ‬العمليات ‬بماسبق ‬فقد ‬كان ‬لها ‬غرض ‬رئيسى ‬آخر ‬وهو ‬نشر ‬الأفكار ‬المتطرفة ‬فى ‬البلاد ‬الأسلامية ‬وكان ‬لمصر ‬نصيبا ‬كبيرا ‬من ‬هذه ‬العمليات ‬التى ‬كشفتها ‬الوثائق. ‬
حسب ‬تقرير ‬الجارديان ‬وأبحاث ‬دكتور ‬كورماك ‬حول ‬الوثائق ‬المكتشفة ‬فعقب ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬أنشأت ‬حكومة ‬حزب ‬العمال ‬البريطانية ‬وحدة ‬أطلق ‬عليها ‬قسم ‬أبحاث ‬المعلومات ‬وعرفت ‬اختصارًا ‬ب (‬IRD) ‬وكان ‬غرض ‬هذه ‬الوحدة ‬مواجهة ‬الدعاية ‬الشيوعية ‬التى ‬يقوم ‬بها ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬ضد ‬الغرب ‬وتحديدًا ‬بريطانيا ‬ولم ‬تكتف ‬الوحدة ‬بمواجهة ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬ودعايته ‬بل ‬امتد ‬عملها ‬للدول ‬التى ‬ترى ‬أنها ‬خطرًا ‬على ‬المصالح ‬البريطانية ‬وتغطى ‬الوثائق ‬المكتشفة ‬الفترة ‬من ‬الخمسينات ‬حتى ‬السبعينات، ‬استخدمت ‬هذه ‬الوحدة ‬كافة ‬الاساليب ‬العجيبة ‬من ‬أجل ‬شن ‬حملات ‬الدعاية ‬السوداء ‬من ‬اختلاق ‬موضوعات ‬صحفية ‬مزيفة ‬واستخدام ‬صحفيين ‬لترويج ‬ماتريده ‬وإنشاء ‬منظمات ‬وهمية ‬تصدر ‬تقارير ‬تبدو ‬موثقة ‬ومراكز ‬بحثية ‬تنشر ‬دراسات ‬تؤكد ‬ماتريده ‬وكان ‬الأخطر ‬إنشاء ‬جماعات ‬دينية ‬واستخدام ‬جماعات ‬أخرى ‬وعلى ‬رأسها ‬جماعة ‬الإخوان ‬الفاشية ‬لنشر ‬دعايتها ‬السوداء ‬من ‬أجل ‬زعزعة ‬الاستقرار ‬والفوضى ‬فى ‬الدول ‬المستهدفة. ‬
مدت ‬أجهزة ‬الاستخبارات ‬البريطانية ‬هذه ‬الوحدة ‬بالمعلومات ‬التى ‬تستطيع ‬من ‬خلالها ‬صناعة ‬الزيف ‬وبدأت ‬تشرف ‬على ‬عملها ‬الذى ‬لا ‬يتوقف ‬فى ‬نشر ‬سموم ‬الدعاية ‬السوداء، ‬أخطر ‬ما ‬قامت ‬به ‬هذه ‬الدعاية ‬استخدام ‬الدين ‬لتحريض ‬المجتمعات ‬ضد ‬الدولة ‬وتشغل ‬مصر ‬الجزء ‬الأكبر ‬فى ‬هذه ‬النقطة ‬وحسب ‬الوثائق ‬المكتشفة ‬كانت ‬هذه ‬الدعاية ‬الموجهة ‬إلى ‬مصر ‬عقب ‬حرب ‬1967 ‬وامتدت ‬بعدها ‬ويأتى ‬وصف ‬ماقامت ‬به ‬هذه ‬الوحدة ‬ودعايتها ‬ضد ‬مصر ‬فى ‬الجارديان ‬‮«‬ ‬انتشرت ‬مثل ‬هذه ‬الدعايات ‬على ‬نطاق ‬واسع ‬بمصر ‬فى ‬السنوات ‬التالية ‬حيث ‬اكتسحت ‬فكرة ‬عودة ‬الدين ‬الدولة ‬الاستراتيجية ‬الرئيسية ‬‮»‬.‬
هناك ‬عملية ‬دعائية ‬كشفتها ‬هذه ‬الوثائق ‬وتقدم ‬دليلا ‬واضحًا ‬على ‬حجم ‬الزيف ‬الذى ‬يمكن ‬أن ‬تصنعه ‬الدعاية ‬السوداء ‬فقد ‬أنشأت ‬هذه ‬الوحدة ‬تنظيمًا ‬دينيًا ‬متطرفًا ‬وهميًا ‬باسم ‬‮«‬ ‬رابطة ‬المؤمنين ‬‮«‬ ‬وكان ‬أغلب ‬ما ‬يوجهه ‬هذا ‬التنظيم ‬المصنوع ‬فى ‬بريطانيا ‬إلى ‬مصر ‬متهمًا ‬المجتمع ‬بالابتعاد ‬عن ‬الدين ‬وأن ‬كل ‬المصائب ‬التى ‬حلت ‬بالأمة ‬نتيجة ‬العلاقة ‬بالاتحاد ‬السوفيتى ‬الملحد ‬وأنه ‬يجب ‬عودة ‬حكم ‬الدين ‬ومن ‬ناحية ‬أخرى ‬فالأجهزة ‬الاستخباراتية ‬البريطانية ‬لم ‬تكتف ‬بالتنظيم ‬المتطرف ‬الوهمى ‬الذى ‬يبث ‬دعايته ‬ولكن ‬كان ‬هناك ‬عمل ‬على ‬الأرض ‬من ‬أجل ‬إطلاق ‬تنظيمات ‬دينية ‬متطرفة ‬حقيقية ‬غرضها ‬تقويض ‬استقرار ‬الدولة ‬وإن ‬كانت ‬الوثائق ‬اقتصرت ‬تغطيتها ‬على ‬عمليات ‬الدعاية. ‬
بالتأكيد ‬هذا ‬التحريض ‬كان ‬الغرض ‬منه ‬إخراج ‬السوفيت ‬من ‬الشرق ‬الأوسط ‬ولامانع ‬من ‬استخدام ‬أى ‬وسيلة ‬حتى ‬لوكان ‬الدين ‬لهذا ‬الغرض ‬بل ‬أن ‬هذه ‬الدعاية ‬عملت ‬على ‬نشر ‬الخرافة ‬وتغييب ‬العقل ‬النقدى ‬حتى ‬لا ‬يبحث ‬المجتمع ‬بعقلانية ‬فى ‬أسباب ‬تعرضه ‬لانتكاسة ‬بل ‬فتحت ‬أمامه ‬الطريق ‬للتطرف ‬وهنا ‬تحقق ‬غرضين ‬مطاردة ‬أعدائها ‬من ‬السوفيت ‬والعمل ‬على ‬نشر ‬الفوضى ‬فى ‬المجتمع ‬المصرى. ‬
عندما ‬نأتى ‬لعلاقة ‬الفاشيست ‬الإخوان ‬بهذه ‬الحملات ‬الدعائية ‬السوداء ‬الموجهة ‬ضد ‬مصروهو ‬ما ‬كشفت ‬عنه ‬الوثائق ‬فالحقيقة ‬أن ‬هذه ‬العلاقة ‬لاتثير ‬الدهشة ‬بالنسبة ‬لأى ‬متابع ‬للتاريخ ‬الأسود ‬للفاشيست ‬وجماعتهم ‬فتاريخيًا ‬أسست ‬الاستخبارات ‬البريطانية ‬الجماعة ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬لغرضين ‬أولهم ‬خارجى ‬من ‬أجل ‬استخدام ‬الدين ‬لوقف ‬التمدد ‬السوفيتى ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬عقب ‬الثورة ‬البلشفية ‬فى ‬روسيا ‬ثم ‬تأسيس ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬فى ‬1922، ‬الغرض ‬الثانى ‬داخلى ‬خاص ‬بمصر ‬نتيجة ‬ثورة ‬1919 ‬وتشكل ‬الحركة ‬الوطنية ‬المصرية ‬وتمسكها ‬بمفهوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬فكانت ‬الجماعة ‬الفاشية ‬هى ‬المخلب ‬القذر ‬للاستعمار ‬بكل ‬أشكاله ‬من ‬أجل ‬زعزعة ‬استقرار ‬الدولة ‬الوطنية ‬المصرية. ‬
حسب ‬الوثائق ‬تم ‬استخدام ‬الفاشيست ‬الإخوان ‬وأسلوبهم ‬فى ‬عمليات ‬التحريض ‬ضد ‬الدولة ‬باسم ‬الدين ‬والدين ‬منهم ‬براء ‬وذلك ‬عقب ‬حرب ‬1967 ‬وقبلها ‬استخدمتهم ‬نفس ‬الدعاية ‬البريطانية ‬السوداء ‬أثناء ‬تواجد ‬القوات ‬المصرية ‬فى ‬اليمن ‬من ‬أجل ‬الضغط ‬على ‬القيادة ‬المصرية ‬لإخراج ‬هذه ‬القوات ‬وتستطيع ‬بريطانيا ‬بعدها ‬ممارسة ‬سطوتها ‬فى ‬الخليج ‬العربى ‬والتحكم ‬فى ‬منابع ‬البترول. ‬
يبقى ‬أمران ‬الأول ‬خاص ‬بالبحث ‬فما ‬قام ‬به ‬الباحث ‬البريطانى ‬الدكتور ‬كورماك ‬فى ‬النهاية ‬له ‬أهدافه ‬الخاصة ‬ببحثه ‬سواء ‬إصدار ‬كتاب ‬أو ‬عمل ‬دراسات ‬وهى ‬بالتأكيد ‬لن ‬يكون ‬محورها ‬الرئيسى ‬مصر ‬وماتعرضت ‬له ‬من ‬حملات ‬دعاية ‬سوداء ‬لذلك ‬يجب ‬أن ‬يكون ‬هناك ‬جهد ‬بحثى ‬مصرى ‬تقوم ‬به ‬المراكز ‬البحثية ‬الوطنية ‬المصرية ‬وما ‬أكثرها ‬فى ‬جامعاتنا ‬لدراسة ‬هذه ‬الوثائق ‬حتى ‬تكتشف ‬هذه ‬الأمة ‬حجم ‬حرب ‬الزيف ‬الشرسة ‬التى ‬واجهتها ‬طوال ‬تاريخها ‬ومازالت ‬تواجهها، ‬إن ‬دراسة ‬هذه ‬الوثائق ‬بطريقة ‬علمية ‬ودقيقة ‬ثم ‬نشر ‬ماتوصلنا ‬إليه ‬من ‬نتائج ‬ستجعلنا ‬نحصن ‬العقل ‬المصرى ‬أمام ‬حروب ‬الدعاية ‬السوداء ‬وما ‬تبثه ‬ليل ‬نهار ‬من ‬أكاذيب ‬وشائعات ‬خاصة ‬مع ‬ظهور ‬وسائط ‬السوشيال ‬ميديا ‬التى ‬مهدت ‬كل ‬الطرق ‬أمام ‬انتشار ‬هذه ‬الدعاية ‬الشريرة. ‬
يتعلق ‬الأمر ‬بالمدة ‬الزمنية ‬لهذه ‬الوثائق ‬وعمل ‬هذه ‬الوحدة ‬التى ‬يقال ‬أنها ‬توقفت ‬عن ‬العمل ‬فى ‬1977 ‬ولكن ‬تقرير ‬الجارديان ‬يقول ‬إنها ‬استمرت ‬فى ‬العمل ‬لأكثر ‬من ‬عقد ‬بعد ‬ذلك، ‬لكن ‬الحقيقة ‬أن ‬كافة ‬ما ‬نراه ‬حولنا ‬ونلمس ‬أثره ‬من ‬دعاية ‬سوداء ‬وأكاذيب ‬وشائعات ‬موجهة ‬لمفهوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬يؤكد ‬أن ‬هذه ‬الوحدة ‬مازالت ‬تعمل ‬وإن ‬تغيرت ‬الأسماء ‬والأساليب. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.