رئيس الوزراء: نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في انتخابات النواب    وزير التعليم العالي يؤكد ضرورة توجيه البحث العلمي لخدمة التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب    مجلس كنائس مصر: مؤتمر الكهنة والرعاة جسد رسالة الكنسية في خدمة الإنسان والمجتمع    لتوفير 1500 فرصة عمل.. 12 شركة في الملتقى التوظيفي الأول بجامعة حلوان (تفاصيل)    مجلس الوزراء في اجتماعه ال63 برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي يوافق على حزمة قرارات لدعم الصناعة والإسكان والسياحة والنقل    تركيب 1662 وصلة مياه مجانية للأسر الاولى بالرعاية بالفيوم    مصر تدعو لتمثيل عادل للدول الإفريقية بالمؤسسات الدولية والبنوك الإنمائية    الشركة المصرية لمستحضرات التجميل (ECC) تفتتح أحدث خطوط الإنتاج للمكملات الغذائية باستثمارات 200 مليون جنيه    الكرملين: بوتين لن يحضر قمة مجموعة العشرين    تحركات الرئيس السيسي تؤكد توجه الدولة نحو التنمية الشاملة وتعزيز الاستقرار الإقليمي    الخارجية الروسية: تحضيرات القمة بين بوتين وترامب مستمرة    رئيس الوفد البرلماني الدنماركي: خطة السلام بغزة لم تكن لتنجح دون الجهود المصرية    اعتماد تنظيم الكونغرس الأول للإعلام الرياضي في ديسمبر 2026    رغم طلب نتنياهو سحب المقترح.. الكنيست يصدّق بالمناقشة التمهيدية على ضم الضفة    بث مباشر.. تعرف على موعد وكيفية مشاهدة مباراة ليفربول وآينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا 2026 والقنوات الناقلة    الشرقية تكرم رحاب رضوان لاعبة رفع الأثقال البارالمبي لحصولها على الميدالية الذهبية في بطولة العالم    طارق قنديل يتحدث عن حلم استاد الأهلي وميزانية النادي غير المسبوقة    «صديقه يتشبث بحذاء تزلج».. ضبط طفل بتهمة قيادة سيارة في القليوبية    الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في بنها    محافظ أسوان يتفقد طلاب جامعة بنها المصابين في حادث طريق أبو سمبل.. ويوجه بتقديم الرعاية الكاملة    محافظ قنا يبحث مع مسؤولي النقل والمرور حلولًا جذرية لأزمة المواصلات    حبس المتهم بإنشاء كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بمدينة نصر    الحبس 3 أشهر لمتهم بسب الإعلامية بسنت النبراوى    "القومي للترجمة" يحتفي بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    الحكومة تتابع اللمسات النهائية قبل افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا    أكرم القصاص ل اليوم : القمة المصرية الأوروبية تتويج لسياسة خارجية متوازنة وفاعلة    انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لمركز الكبد والجهاز الهضمي بدماص بالمنصورة.. غدًا    مرض الجدري المائي.. الأعراض وطرق الوقاية    تزامنًا مع تعامد الشمس على رمسيس الثاني.. رفع درجة الجاهزية القصوى بجميع منشآت الرعاية الصحية بأسوان    قائمة ريال مدريد - غياب 5 مدافعين ضد يوفنتوس.. وميندي يعود لأول مرة منذ 6 أشهر    الجبلاية توافق على رحيل أسامه نبيه وتبحث عن مدير فني للمنتخب الأولمبي    الوعي الوطني ومواجهة التحديات، ندوة مشتركة بين مجمع الإعلام وجامعة الفيوم    وكيل التعليم بالجيزة يستبعد مدير مدرسة خلال جولة مفاجئة في الهرم والعمرانية    الحكومة تقرر إتاحة خدمات السجل التجاري عبر مكاتب البريد المصري    أفضل 5 وجبات خفيفة صحية لا ترفع السكر في الدم    فئات ممنوعة من أداء مناسك الحج    الرقابة المالية تمد وقف تلقي طلبات التأسيس لنشاطي التمويل الاستهلاكي ومتناهي الصغر بالطرق التقليدية لمدة عام    النجم التركي كان أورجانجي أوغلو: أتطلع لزيارة الجمهور في منازلهم بمصر    محمد عبده يقبل يد المايسترو هاني فرحات : "ونكيد العوازل بقي "    تراجع ظاهرة السحابة السوداء بالشرقية    وزير الإسكان: تخصيص 408 قطع أراضٍ للمواطنين بمنطقة الرابية    الأقصر تتحرك لدعم موسم سياحي استثنائي.. لقاء موسع بمشاركة خبراء ومختصين    بيحبوا يكسروا الروتين.. 4 أبراج لا تخشى المخاطرة وتحب انتهاز الفرص    إحالة أوراق 3 متهمين بقتل شاب بسبب المخدرات في الشرقية للمفتي    البترول: مصر تُصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز    «مصر» ضمن المرشحين لجائزة أفضل منتخب إفريقي في 2025    القنوات الناقلة لمباراة بايرن ميونخ وكلوب بروج في دوري أبطال أوروبا    نائب وزير الصحة يتفقد جاهزية الخدمات الطبية والطوارئ بميناء رفح البري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    جوائز كاف - بيراميدز ينافس صنداونز على أفضل ناد.. وغياب الأهلي والزمالك    نائب ترامب: واشنطن تعمل على ضمان ألا تشكل حماس تهديدا مرة أخرى    دبلوماسي روسي سابق: النزاع مع أوكرانيا قائم على خلافات جوهرية    منال عوض: نسعى لحل مشاكل المواطنين والتواجد المستمر على أرض الواقع    مفتي الجمهورية: الله تولى بنفسه منصب الإفتاء وجعله من وظائف النبوة    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق الدعاية السوداء

‬منذ ‬تأسيس ‬الدولة ‬الوطنية ‬المصرية ‬وهى ‬تتعرض ‬لحملات ‬ممنهجة ‬من ‬الدعاية ‬السوداء ‬وبتعريف ‬بسيط ‬لمفهوم ‬هذه ‬الدعاية ‬فهى ‬أحد ‬أفرع ‬الحرب ‬النفسية ‬وتعمل ‬على ‬نشر ‬الشائعات ‬والأكاذيب ‬والتشكيك ‬وتكمن ‬قوة ‬هذه ‬الدعاية ‬فى ‬إيهام ‬المتلقى ‬أن ‬ما ‬يعرض ‬عليه ‬حقيقة ‬مؤكدة ‬لا ‬تقبل ‬الاحتمالات ‬رغم ‬أنها ‬إفك ‬محض ‬و ‬مجهولة ‬المصدر. ‬
تهدف ‬هذه ‬الدعاية ‬الشريرة ‬ومن ‬يحركها ‬إلى ‬تحقيق ‬عدد ‬من ‬الأغراض ‬بعضها ‬ثابت ‬والآخر ‬متغير ‬حسب ‬وقت ‬بث ‬هذه ‬الدعاية، ‬غرضها ‬الثابت ‬الذى ‬تعمل ‬عليه ‬دائمًا ‬هو ‬التشكيك ‬فى ‬مفهوم ‬وجود ‬الدولة ‬الوطنية ‬فى ‬حد ‬ذاته ‬فتتجه ‬إلى ‬اختراع ‬مفاهيم ‬جديدة ‬لتنظيم ‬حركة ‬المجتمع ‬أو ‬استدعاء ‬مصطلحات ‬تاريخية ‬انتهى ‬مفعولها، ‬بالنسبة ‬للجديد ‬تبث ‬مفاهيم ‬الليبرالية ‬والحريات ‬بلا ‬حدود ‬وأن ‬من ‬يقف ‬أمام ‬تحقق ‬هذه ‬الحرية ‬المزعومة ‬هو ‬وجود ‬الدولة ‬التى ‬تمثل ‬عقبة ‬رئيسية ‬أمام ‬ليبرالية ‬المجتمع ‬وحريته ‬المنشودة.‬
الحقيقة ‬أن ‬الغرض ‬الذى ‬تبحث ‬عنه ‬الدعاية ‬السوداء ‬ومن ‬يصنعها ‬ليس ‬الحرية ‬والليبرالية ‬بل ‬هو ‬الفوضى ‬التى ‬ستكشف ‬عن ‬وجهها ‬القبيح ‬بمجرد ‬صدام ‬المجتمع ‬المسحور ‬بأوهام ‬الحرية ‬مع ‬الدولة ‬التى ‬تنظم ‬حركة ‬هذا ‬المجتمع، ‬وظيفة ‬الدعاية ‬السوداء ‬هنا ‬تقديم ‬سموم ‬الفوضى ‬إلى ‬المجتمع ‬المستهدف ‬فى ‬كأس ‬الحرية ‬المزعومة ‬فيتناوله ‬غافلا ‬عن ‬السم .‬
يمكن ‬لنفس ‬الدعاية ‬السوداء ‬استدعاء ‬مصطلحات ‬تاريخية ‬سياسية ‬وتغليفها ‬بدعاية ‬دينية ‬والدين ‬منها ‬براء ‬مثل ‬الخلافة ‬ومن ‬أجل ‬هذه ‬الخلافة ‬يجب ‬أن ‬يتوارى ‬مفهوم ‬الدولة ‬الوطنية. ‬
يبقى ‬الهجوم ‬من ‬الدعاية ‬السوداء ‬ومحركيها ‬على ‬مفهوم ‬الدولة ‬هو ‬الثابت ‬أما ‬المتغير ‬فيرتبط ‬بأى ‬منجز ‬تقوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬بإنجازه ‬لمجتمعها ‬فتتوالى ‬حملات ‬التشكيك ‬ونشر ‬الشائعات ‬حول ‬هذا ‬المنجز ‬من ‬خلق ‬حالة ‬من ‬عدم ‬الثقة ‬وعدم ‬الاستقرار ‬بين ‬الدولة ‬والمجتمع،لاتتوقف ‬حملات ‬الدعاية ‬السوداء ‬مادامت ‬الدولة ‬الوطنية ‬موجودة ‬وتحقق ‬النجاح.‬
رغم ‬وضوح ‬هذه ‬الحرب ‬العلنية ‬فى ‬فعلها ‬وأغراضها ‬والسرية ‬فى ‬تفاصيل ‬من ‬يحركها ‬ومجهولية ‬مصادرها ‬إلا ‬أن ‬هناك ‬من ‬لا ‬يصدق ‬فى ‬وجودها ‬من ‬الأساس ‬معتبرًا ‬أنها ‬مبالغات ‬فلا ‬توجد ‬دعاية ‬سوداء ‬أو ‬محركين ‬لها ‬بل ‬هى ‬أوهام ‬تدور ‬فى ‬مخيلة ‬المقتنعين ‬بوجودها.‬
أعتقد ‬أن ‬المشككين ‬فى ‬وجود ‬حروب ‬الدعاية ‬السوداء ‬عندما ‬يطلعون ‬على ‬التقرير ‬الذى ‬نشرته ‬الجارديان ‬البريطانية ‬قبل ‬أسبوع ‬سيغيرون ‬رأيهم ‬لأن ‬حروب ‬الدعاية ‬السوداء ‬موجودة ‬وبالوثائق. ‬
ارتبط ‬التقرير ‬الذى ‬نشرته ‬الجارديان ‬بعمل ‬بحثى ‬كان ‬يقوم ‬به ‬دكتور ‬رورى ‬كورماك ‬أستاذ ‬العلاقات ‬الدولية ‬بجامعة ‬نوتنجهام ‬من ‬أجل ‬كتابه ‬الجديد ‬وأثناء ‬بحثه ‬عثر ‬على ‬عديد ‬من ‬الوثائق ‬البريطانية ‬تم ‬أتاحتها ‬ورفعت ‬السرية ‬عنها ‬ولكن ‬لم ‬يتم ‬دراستها ‬بشكل ‬مفصل ‬وعندما ‬بدأ ‬هذه ‬الدراسة ‬اكتشف ‬حجم ‬عمليات ‬الدعاية ‬السوداء ‬التى ‬صنعتها ‬الحكومة ‬البريطانية ‬ووجهتها ‬إلى ‬الشرق ‬الأوسط ‬وإفريقيا ‬وبعض ‬دول ‬أسيا ‬وكان ‬غرض ‬هذه ‬الدعاية ‬زعزعة ‬الاستقرار ‬من ‬خلال ‬تشجيع ‬التوترات ‬العرقية ‬والطائفية ‬وبث ‬الفوضى ‬والتحريض ‬على ‬العنف ‬فى ‬الدول ‬المستهدفة ‬ولم ‬تكتف ‬هذه ‬العمليات ‬بماسبق ‬فقد ‬كان ‬لها ‬غرض ‬رئيسى ‬آخر ‬وهو ‬نشر ‬الأفكار ‬المتطرفة ‬فى ‬البلاد ‬الأسلامية ‬وكان ‬لمصر ‬نصيبا ‬كبيرا ‬من ‬هذه ‬العمليات ‬التى ‬كشفتها ‬الوثائق. ‬
حسب ‬تقرير ‬الجارديان ‬وأبحاث ‬دكتور ‬كورماك ‬حول ‬الوثائق ‬المكتشفة ‬فعقب ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬أنشأت ‬حكومة ‬حزب ‬العمال ‬البريطانية ‬وحدة ‬أطلق ‬عليها ‬قسم ‬أبحاث ‬المعلومات ‬وعرفت ‬اختصارًا ‬ب (‬IRD) ‬وكان ‬غرض ‬هذه ‬الوحدة ‬مواجهة ‬الدعاية ‬الشيوعية ‬التى ‬يقوم ‬بها ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬ضد ‬الغرب ‬وتحديدًا ‬بريطانيا ‬ولم ‬تكتف ‬الوحدة ‬بمواجهة ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬ودعايته ‬بل ‬امتد ‬عملها ‬للدول ‬التى ‬ترى ‬أنها ‬خطرًا ‬على ‬المصالح ‬البريطانية ‬وتغطى ‬الوثائق ‬المكتشفة ‬الفترة ‬من ‬الخمسينات ‬حتى ‬السبعينات، ‬استخدمت ‬هذه ‬الوحدة ‬كافة ‬الاساليب ‬العجيبة ‬من ‬أجل ‬شن ‬حملات ‬الدعاية ‬السوداء ‬من ‬اختلاق ‬موضوعات ‬صحفية ‬مزيفة ‬واستخدام ‬صحفيين ‬لترويج ‬ماتريده ‬وإنشاء ‬منظمات ‬وهمية ‬تصدر ‬تقارير ‬تبدو ‬موثقة ‬ومراكز ‬بحثية ‬تنشر ‬دراسات ‬تؤكد ‬ماتريده ‬وكان ‬الأخطر ‬إنشاء ‬جماعات ‬دينية ‬واستخدام ‬جماعات ‬أخرى ‬وعلى ‬رأسها ‬جماعة ‬الإخوان ‬الفاشية ‬لنشر ‬دعايتها ‬السوداء ‬من ‬أجل ‬زعزعة ‬الاستقرار ‬والفوضى ‬فى ‬الدول ‬المستهدفة. ‬
مدت ‬أجهزة ‬الاستخبارات ‬البريطانية ‬هذه ‬الوحدة ‬بالمعلومات ‬التى ‬تستطيع ‬من ‬خلالها ‬صناعة ‬الزيف ‬وبدأت ‬تشرف ‬على ‬عملها ‬الذى ‬لا ‬يتوقف ‬فى ‬نشر ‬سموم ‬الدعاية ‬السوداء، ‬أخطر ‬ما ‬قامت ‬به ‬هذه ‬الدعاية ‬استخدام ‬الدين ‬لتحريض ‬المجتمعات ‬ضد ‬الدولة ‬وتشغل ‬مصر ‬الجزء ‬الأكبر ‬فى ‬هذه ‬النقطة ‬وحسب ‬الوثائق ‬المكتشفة ‬كانت ‬هذه ‬الدعاية ‬الموجهة ‬إلى ‬مصر ‬عقب ‬حرب ‬1967 ‬وامتدت ‬بعدها ‬ويأتى ‬وصف ‬ماقامت ‬به ‬هذه ‬الوحدة ‬ودعايتها ‬ضد ‬مصر ‬فى ‬الجارديان ‬‮«‬ ‬انتشرت ‬مثل ‬هذه ‬الدعايات ‬على ‬نطاق ‬واسع ‬بمصر ‬فى ‬السنوات ‬التالية ‬حيث ‬اكتسحت ‬فكرة ‬عودة ‬الدين ‬الدولة ‬الاستراتيجية ‬الرئيسية ‬‮»‬.‬
هناك ‬عملية ‬دعائية ‬كشفتها ‬هذه ‬الوثائق ‬وتقدم ‬دليلا ‬واضحًا ‬على ‬حجم ‬الزيف ‬الذى ‬يمكن ‬أن ‬تصنعه ‬الدعاية ‬السوداء ‬فقد ‬أنشأت ‬هذه ‬الوحدة ‬تنظيمًا ‬دينيًا ‬متطرفًا ‬وهميًا ‬باسم ‬‮«‬ ‬رابطة ‬المؤمنين ‬‮«‬ ‬وكان ‬أغلب ‬ما ‬يوجهه ‬هذا ‬التنظيم ‬المصنوع ‬فى ‬بريطانيا ‬إلى ‬مصر ‬متهمًا ‬المجتمع ‬بالابتعاد ‬عن ‬الدين ‬وأن ‬كل ‬المصائب ‬التى ‬حلت ‬بالأمة ‬نتيجة ‬العلاقة ‬بالاتحاد ‬السوفيتى ‬الملحد ‬وأنه ‬يجب ‬عودة ‬حكم ‬الدين ‬ومن ‬ناحية ‬أخرى ‬فالأجهزة ‬الاستخباراتية ‬البريطانية ‬لم ‬تكتف ‬بالتنظيم ‬المتطرف ‬الوهمى ‬الذى ‬يبث ‬دعايته ‬ولكن ‬كان ‬هناك ‬عمل ‬على ‬الأرض ‬من ‬أجل ‬إطلاق ‬تنظيمات ‬دينية ‬متطرفة ‬حقيقية ‬غرضها ‬تقويض ‬استقرار ‬الدولة ‬وإن ‬كانت ‬الوثائق ‬اقتصرت ‬تغطيتها ‬على ‬عمليات ‬الدعاية. ‬
بالتأكيد ‬هذا ‬التحريض ‬كان ‬الغرض ‬منه ‬إخراج ‬السوفيت ‬من ‬الشرق ‬الأوسط ‬ولامانع ‬من ‬استخدام ‬أى ‬وسيلة ‬حتى ‬لوكان ‬الدين ‬لهذا ‬الغرض ‬بل ‬أن ‬هذه ‬الدعاية ‬عملت ‬على ‬نشر ‬الخرافة ‬وتغييب ‬العقل ‬النقدى ‬حتى ‬لا ‬يبحث ‬المجتمع ‬بعقلانية ‬فى ‬أسباب ‬تعرضه ‬لانتكاسة ‬بل ‬فتحت ‬أمامه ‬الطريق ‬للتطرف ‬وهنا ‬تحقق ‬غرضين ‬مطاردة ‬أعدائها ‬من ‬السوفيت ‬والعمل ‬على ‬نشر ‬الفوضى ‬فى ‬المجتمع ‬المصرى. ‬
عندما ‬نأتى ‬لعلاقة ‬الفاشيست ‬الإخوان ‬بهذه ‬الحملات ‬الدعائية ‬السوداء ‬الموجهة ‬ضد ‬مصروهو ‬ما ‬كشفت ‬عنه ‬الوثائق ‬فالحقيقة ‬أن ‬هذه ‬العلاقة ‬لاتثير ‬الدهشة ‬بالنسبة ‬لأى ‬متابع ‬للتاريخ ‬الأسود ‬للفاشيست ‬وجماعتهم ‬فتاريخيًا ‬أسست ‬الاستخبارات ‬البريطانية ‬الجماعة ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬لغرضين ‬أولهم ‬خارجى ‬من ‬أجل ‬استخدام ‬الدين ‬لوقف ‬التمدد ‬السوفيتى ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬عقب ‬الثورة ‬البلشفية ‬فى ‬روسيا ‬ثم ‬تأسيس ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬فى ‬1922، ‬الغرض ‬الثانى ‬داخلى ‬خاص ‬بمصر ‬نتيجة ‬ثورة ‬1919 ‬وتشكل ‬الحركة ‬الوطنية ‬المصرية ‬وتمسكها ‬بمفهوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬فكانت ‬الجماعة ‬الفاشية ‬هى ‬المخلب ‬القذر ‬للاستعمار ‬بكل ‬أشكاله ‬من ‬أجل ‬زعزعة ‬استقرار ‬الدولة ‬الوطنية ‬المصرية. ‬
حسب ‬الوثائق ‬تم ‬استخدام ‬الفاشيست ‬الإخوان ‬وأسلوبهم ‬فى ‬عمليات ‬التحريض ‬ضد ‬الدولة ‬باسم ‬الدين ‬والدين ‬منهم ‬براء ‬وذلك ‬عقب ‬حرب ‬1967 ‬وقبلها ‬استخدمتهم ‬نفس ‬الدعاية ‬البريطانية ‬السوداء ‬أثناء ‬تواجد ‬القوات ‬المصرية ‬فى ‬اليمن ‬من ‬أجل ‬الضغط ‬على ‬القيادة ‬المصرية ‬لإخراج ‬هذه ‬القوات ‬وتستطيع ‬بريطانيا ‬بعدها ‬ممارسة ‬سطوتها ‬فى ‬الخليج ‬العربى ‬والتحكم ‬فى ‬منابع ‬البترول. ‬
يبقى ‬أمران ‬الأول ‬خاص ‬بالبحث ‬فما ‬قام ‬به ‬الباحث ‬البريطانى ‬الدكتور ‬كورماك ‬فى ‬النهاية ‬له ‬أهدافه ‬الخاصة ‬ببحثه ‬سواء ‬إصدار ‬كتاب ‬أو ‬عمل ‬دراسات ‬وهى ‬بالتأكيد ‬لن ‬يكون ‬محورها ‬الرئيسى ‬مصر ‬وماتعرضت ‬له ‬من ‬حملات ‬دعاية ‬سوداء ‬لذلك ‬يجب ‬أن ‬يكون ‬هناك ‬جهد ‬بحثى ‬مصرى ‬تقوم ‬به ‬المراكز ‬البحثية ‬الوطنية ‬المصرية ‬وما ‬أكثرها ‬فى ‬جامعاتنا ‬لدراسة ‬هذه ‬الوثائق ‬حتى ‬تكتشف ‬هذه ‬الأمة ‬حجم ‬حرب ‬الزيف ‬الشرسة ‬التى ‬واجهتها ‬طوال ‬تاريخها ‬ومازالت ‬تواجهها، ‬إن ‬دراسة ‬هذه ‬الوثائق ‬بطريقة ‬علمية ‬ودقيقة ‬ثم ‬نشر ‬ماتوصلنا ‬إليه ‬من ‬نتائج ‬ستجعلنا ‬نحصن ‬العقل ‬المصرى ‬أمام ‬حروب ‬الدعاية ‬السوداء ‬وما ‬تبثه ‬ليل ‬نهار ‬من ‬أكاذيب ‬وشائعات ‬خاصة ‬مع ‬ظهور ‬وسائط ‬السوشيال ‬ميديا ‬التى ‬مهدت ‬كل ‬الطرق ‬أمام ‬انتشار ‬هذه ‬الدعاية ‬الشريرة. ‬
يتعلق ‬الأمر ‬بالمدة ‬الزمنية ‬لهذه ‬الوثائق ‬وعمل ‬هذه ‬الوحدة ‬التى ‬يقال ‬أنها ‬توقفت ‬عن ‬العمل ‬فى ‬1977 ‬ولكن ‬تقرير ‬الجارديان ‬يقول ‬إنها ‬استمرت ‬فى ‬العمل ‬لأكثر ‬من ‬عقد ‬بعد ‬ذلك، ‬لكن ‬الحقيقة ‬أن ‬كافة ‬ما ‬نراه ‬حولنا ‬ونلمس ‬أثره ‬من ‬دعاية ‬سوداء ‬وأكاذيب ‬وشائعات ‬موجهة ‬لمفهوم ‬الدولة ‬الوطنية ‬يؤكد ‬أن ‬هذه ‬الوحدة ‬مازالت ‬تعمل ‬وإن ‬تغيرت ‬الأسماء ‬والأساليب. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.