لو كان الكيان الصهيونى قد عُوقب على جريمة واحدة من آلاف الجرائم التى ارتكبها ضد فلسطين والعرب والإنسانية، لما كان يتعامل فى جريمة قتل شيرين أبو عاقلة وغيرها من شهداء القدس على أساس أنه خارج المحاسبة وفوق القانون!! العالم كله صُدم بجريمة القتل العمد من جانب إسرائيل للشهيدة شيرين، والتى تابعها الجميع على الهواء وبكل تفاصيلها. ومع ذلك قادت أمريكا التى تحمل شيرين جنسيتها إلى جانب الجنسية الفلسطينية الجهود لقطع الطريق على تحقيق دولى مستقل، مع تكرار الحديث من جانب كبار المسئولين فى واشنطون عن الثقة الكاملة فى أن التحقيق الذى أعلن جيش إسرائيل أنه يقوم به سيكون شاملًا وشفافًا!! بعد أيام من المراوغة، وبعد ما شاهده العالم من عدوان همجى من جنود إسرائيل على جنازة الشهيدة شيرين ثم على جنازة شهيد آخر فى القدس الأسيرة، جاء الإعلان عن أن جيش إسرائيل لن يُجرى تحقيقًا فى قتل شيرين؛ لأنه لا يرى أى شبهة لعمل إجرامى(!!).. ومع ذلك ظل حديث المسئولين الأمريكيين عن "التحقيق المنتظر"، الذى يقوم فيه القاتل بمساءلة نفسه (!!) ربما على أمل أن تمر العاصفة، وأن تنضم شيرين إلى خمسة وخمسين صحفيًا عربيًا قتلتهم رصاصات الاحتلال الإسرائيلى.. دون حساب أو محاكمة لأحد من القتلة!! لكن الوضع يختلف هذه المرة، وجرائم الاحتلال الإسرائيلى أصبحت أكبر من محاولات استمرار الصمت الدولى عليها. كل المنظمات الدولية المدافعة عن الحريات تُواصل تحركها لإدانة إسرائيل.. وداخل أمريكا يتصاعد الغضب على "التساهل" فى قتل مواطنة أمريكية وبسلاح قد يكون من بين الهدايا الأمريكية التى تدعم ترسانة السلاح للكيان الصهيونى(!!) أكثر من خمسين عضوًا فى الكونجرس طلبوا أن تقوم المباحث الفيدرالية الأمريكية بالتحقيق بنفسها فى جريمة إسرائيل والحديث عن فرض عقوبات رادعة لم يعد مستبعدًا كما كان الأمر على مدى سنين من إرهاب احتلال عنصرى حتى ظن أنه سيظل فوق القانون للأبد! يبقى أن تمضى السلطة الفلسطينية فى توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلى والذهاب للمحكمة الجنائية الدولية وحشد الرأى العام العالمى من أجل عقاب إسرائيل وإنهاء الاحتلال الذى يمثل السكوت عليه وصمة عار للمجتمع الدولى كله.