رحل سمير صبري عن عمر يناهز 85 عاما مليئة بالنجاحات والازدهارات، وقد أراد صبري صاحب المواهب المتعددة أن يجمع حكاياته التي عاشها في حياته في كتاب أسماه «حكاية العمر كله»، وقد صدر منذ عامين تقريبًا. اقرأ أيضًا: كيف كان سمير صبري شاهدا على قصة حب «حليم والسندريلا»؟ وقد حكى سمير في هذا الكتاب ذكرياته مع 36 شخصية متنوعة بين نجوم الفن ورجال السياسة والثقافة والصحافة، ساردًا رحلة عمر جمعته مع عظماء، لما قدموه من عطاء كلٍ فى مجاله عبر عقود من الزمن. لقد بدأ سمير حكاياته من مدينة الثغر، الإسكندرية، مسقط رأسه، وحكى والديه ومدرسته «كلية فيكتوريا» التى تخرج منها عظماء فى الفن والسياسة. حكى عن أول مرة يقف فيها أمام الكاميرا ضمن مجاميع فيلم «حكاية حب» للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ إخراج حلمي حليم، وقد ظهر سمير أثناء تصوير أغنية «بحلم بيك»، خلال مشهد مع الإذاعية الكبيرة آمال فهمى، ثم قدمه العندليب بعد هذا المشهد إلى الفنانة لبنى عبدالعزيز، والتى كانت تقدم برنامج «ركن الطفل»، فى إذاعة البرنامج الأوروبى، لتبدأ رحلته مع الفن. حكى سمير عن شخصيات عديدة قابلها في حياته، تحدث عن ذكرياته مع كوكب الشرق أم كلثوم والسندريلا سعاد حسنى، وفريد الأطرش، وليلى مراد، وعادل إمام، وشادية، وعبدالحليم حافظ الذي قال عنه: «حليم كان مؤسسة.. مدرسة ذكاء وعشق للفن.. تعلمت منه الدقة والإتقان فى العمل.. تعلمت منه زواج الفنان الكاثوليكى لفنه». برع سمير صبري في تقديم أشهر البرامج الحوارية ك«البرنامج الدولى»، و«هذا المساء»، و«كان زمان»، و«مشوار»، وسجل فى رصيده 132 دورًا مختلفًا، كما أنتج 20 فيلمًا، وهو عدد كبير للغاية مقارنة بالنجوم الذين تحركوا وفق معادلة عدم المغامرة، لكن سمير صبري كان مغامرً لأقصى الحدود. اختيار سمير صبري لاسم «حكاية العمر كله» ليكون عنوانا لمذكراته، وهو اسم لفيلم بطولة فريد الأطرش وفاتن حمامة وأحمد رمزي، كان مدهشًا، لأنه لم يشترك في الفيلم، لكنه كان عنوانا موفقا للغاية. توفي سمير وترك «حكاية العمر كله» لتتحدث عنه بعد رحيله، وليتذكره الناس بكل خير وكل حب، كحبه للفن، وإخلاصه له.
