ما ينطبق على جميع دول العالم ينطبق على مصر ..هناك موجة غلاء عالمية بدأت مع تفشى جائحة كورونا وازدادت بعد انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية ..جميع دول العالم بما فيها مصر تعانى من أزمة أسعار بعد ارتفاع أسعار السلع عالميا وتوقف أهم الدول المنتجة للحبوب عن التصدير الأمر الذى ترتب عليه ندرة فى المعروض مع زيادة الأسعار بطريقة غير مسبوقة ..أسعار البترول مازالت مرتفعة وأسعار النقل زادت بنسبة كبيرة جدا مع تأثر وتراجع قيمة جميع العملات العالمية تقريبا الأمر الذى جعل المواطن الغلبان مجبرا إلى أن يدفع فاتورة الغلاء لأننا من بين الدول التى تعتمد على الاستيراد بنسبة كبيرة فى السلع الغذائية .. حكومات دول العالم وتحديدا الحكومة المصرية تحاول الخروج بأقل الخسائر وتحميل المواطنين نسبة ضئيلة من الفاتورة وبطبيعة الحال الإجراءات التى تتخذ لحماية الفقراء تؤثر على عملية التنمية والنمو الإجمالى للدولة وهنا يجب أن يعرف الجميع أن متغيرات الأسعار والندرة والأزمات ليست من صنع الدول النامية ولكنها من صنع النظام العالمى الجديد الذى لا يهتم بحياة الشعوب بقدر ما يهتم بالدمار والخراب وإضعاف الدول حتى تستمر شعوب دول العالم النامى تحت ضغط ورحمة الأغنياء وموردى السلع الأساسية ..عندما تبحث عن الحلول تكتشف أن الدول التى كانت أقل تضررا من تداعيات الأزمة العالمية هى الدول التى تصنع الكم الأكبر من احتياجاتها والدول التى تزرع ما تستهلكه .. الغريب إننى مازلت أرى الفاكهة والخضراوات المستوردة مثل الأناناس والتفاح والموز والكيوى وغيرها من السلع تملأ محلات الفاكهة رغم أننا لسنا فى حاجة إلى هذه المنتجات على الأقل فى الوقت الحالى لأننا وبفضل الله لدينا محاصيل متنوعة طوال العام من الخضراوات والفاكهة تكفينا وتكفى أيضا للتصدير .. لسنا فى مرحلة تسمح لنا بالضغط على العملة الأجنبية لشراء سلع من الممكن الاستغناء عنها ولو مؤقتا..نحتاج فى هذه الأوقات تحديداً إلى أفكار من خارج الصندوق للحفاظ على ما تحقق من مكاسب اقتصادية خلال السنوات الماضية وعلى الدولة أن تبحث عن حلول جديدة لتحفيز الاستثمارات المحلية لنجد بعد فترة وجيزة اننا نسير على طريق الاكتفاء الذاتى أو تقليل الاعتماد على الاستيراد ..علينا أن نستفيد من الأزمة ونحولها إلى فرصة لشعب يعشق التحدى وتخطى الصعاب .. مع الأسف الجميع سيدفع فاتورة الغلاء وعلى التجار مراعاة الله وعدم الاستغلال بصورة مبالغ فيها لأن الجميع يعانى من الغلاء وعلى الحكومة أن تواصل العمل ليلا نهارا لإيجاد الحلول المناسبة لمساندة محدودى الدخل حتى نعبر هذه الأزمة المستوردة بسلام ..وتحيا مصر .