أزمة الثانوية العامة مرة أخرى (2)

سطور جريئة

أثار مقالى الأسبوع الماضى عن أزمة الثانوية العامة ردود فعل كبيرة، نظرا لخطورة القضية بعد أن اقترب عدد الطلاب الملتحقين بالقسم الأدبى إلى ما يقرب من 50% بدلا من 25% فى المعدلات العالمية، بعد أن كانت نسبة الملتحقين بالقسم العلمى بشعبتيه قبل ذلك تزيد عن 60% من إجمالى طلاب الثانوية العامة، وأصبح إجمالى من يلتحقون بالكليات الإنسانية بالجامعات من القسمين العلمى والأدبى حاليا 68% من إجمالى طلاب الثانوية العامة مما أثر على نسب القبول بالكليات العملية التطبيقية وعلى البحث العلمى فى مصر بعد أن إستسهل كثير من الطلاب الإلتحاق بالقسم الأدبى بهدف الحصول على شهادة قبل أن يفكر ما إذا كان سوق العمل فى حاجة إلى تخصصه أم لا مما زاد من نسبة البطالة بين خريجى كليات التجارة والحقوق والآداب والتربية والخدمة الإجتماعية والتربية النوعية وغيرها من الكليات النظرية وتسبب هذا فى عدم إستكمال كليات الجامعات الخاصة والأهلية بشكل خاص للأعداد المقررة لها نظرا لأن معظم كليات هذه الجامعات كليات تطبيقية، وسوف تزداد الأمور سوءا مع دخول ما يقرب من 12 جامعة أهلية جديدة لتنضم إلى قطاع التعليم الجامعى فى العام المقبل.
وكنت قد طرحت الأسبوع الماضى أن نبدأ فى إصلاح هذا الوضع بأن نغلق الحنفية من البداية وهى أن نقلل فصول القسم الأدبى مثلما كان فى أيامنا فى الستينيات وحتى منتصف السبعينيات وكانت هذه الفصول لاتزيد نسبتها على 25 إلى 30% من إجمالى فصول المدرسة الثانوية وليس العكس كما هو الآن .
إلا ان هناك آراء أخرى تقول إنه لابد من تعديل نظام الدراسة فى الثانوية العامة بكاملها بعد أن أصبح طلاب القسم الأدبى لا يدرسون أى شئ من الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء سوى فى السنة الأولى فقط مما يجعل طالب الأدبى غير ملم بعلمين أساسيين فى كل نظم التعليم العالمية وهما الرياضيات والفيزياء بشكل أساسى، ولابد أن نساير نظم التعليم العالمية فى هذا الشأن وأن نجعل دراسة الرياضيات والفيزياء على الأقل مستمرة لطلاب الثانوية العامة على مدى السنوات الثلاث لكن نجعل دراستهما مخففة لطلاب القسم الأدبى بعد نهاية السنة الثانية الثانوية ودرجات كل مادة منهما 25 درجة فقط أى رياضة 1 وفيزياء 1، أما من يلتحق بالقسم العلمى بعد نهاية السنة الثانية ثانوى والذى يجب أن يكون قسما واحدا وليس شعبتين كما هو الآن فلا بد أن يدرس تخصص الرياضيات متقدم (رياضة 2 ) وفيزياء ( 2) متقدم، وأن تكون درجات كل مادة منهما 50 درجة مع الأحياء والكيمياء، وبذلك نتيح الفرصة لطالب السنة الثانية الثانوية أن يقرر بشكل صحيح ماإذا كان سيتخصص فى السنة الثالثة بالقسم العلمى أو الأدبى، لأنه سيكون أكثر إلماما بالمواد العلمية ولن يهابها كما هو الحال الآن .
ولابد أن يستمر تدريس مادتى التاريخ والجغرافى لطلاب القسم العلمى أيضا حتى يعرف الطالب تاريخ بلده ويعرف جغرافيتها وجغرافية العالم، ويكون ملما بكل مواقع الأحداث السياسية والعسكرية التى تحدث فى قارات العالم المختلفة والتى أصبحت ساخنة فى السنوات الأخيرة بشكل خاص هذا إذا أردنا طالبا مثقفا ملما بالجزء الأساسى من العلوم والتاريخ والجغرافيا أيضا وبعد ذلك نترك له حرية الاختيار للتنمية فى أى دولة.