حمدين بدوى عصام حسن جاويش البالغ من العمر 28 عامًا، عاش عمره داخل مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، وتحديدًا بعزبة بلال، وسط أسرة بسيطة الحال، فالأب عامل لا يمتلك أرض زراعية ولا هو موظف بل يعمل لدى الغير ويجتهد حتى يلبي طلبات واحتياجات أسرته دون سؤال أحد، نجح الأب فى تربية أبنائه على الأخلاق الحميدة، والاعتماد على النفس منذ الصغر، تمنى الأب أن يرى ابنه فى أحسن حال ولكن فى لحظة انتهت تلك الاحلام بشكل مأساوي بشع، بعد تعرضه لجريمة سرقة انتهت بجريمة قتل فى مدينة بدر بالقاهرة. التقت أخبار الحوادث "حسن جاويش" والد الضحية، ليروي لنا مأساته، بدأ الحديث معنا قائلا: "عصام" ابني أنهى مراحل تعليمه داخل مدارس مركز الرياض حتى نجح فى الحصول على شهادة الدبلوم للمدارس الثانوية التجارية، فهو من الشباب المكافح الذى بدأ حياته بكل جهد واجتهاد، اعتمد على نفسه وحاول شق مستقبله وسط الصعاب، ذهب عصام للعمل فى أماكن كثيرة أثناء دراسته حتى يحقق أحلامه و ما يتمناه .. يصمت الأب قليلاً ويتابع "طول عمره بيحب يعتمد على نفسه" بدأ يسعى لتكوين مستقبله مثل الآخرين من زملائه، كان طامحًا أن يجد الزوجة الصالحة، فأصبح يسابق الزمن فى الاجتهاد والعمل من اجل تحصيل المال ويعطيني المال لتجهيز شقته، التى أنشأها له فوق بيت الأسرة ليكون قريبًا مني فهو الصبى الوحيد. يشرد الأب بذاكرته ويتابع قائلاً؛ اجتهد عصام فى تجهيز شقته ثم تقدم لأحد أقارب والدته التى تم ترشيحها له، وتمت الموافقة عليه ولما لا فهو معروف بالاحترام ومحل تقدير الآخرين، واصل ابنى العمل ليلا ونهارا لإنهاء مطالب الزواج، اجتهد حتى يكون عند حسن الظن به فى تجهيز شقته واستكمال باقى متطلبات الفرح، طلب مني ان يقترض مبلغًا من المال من البنك الزراعى لشراء توك توك يعمل عليه بدلا من العمل هنا وهناك، وافقت سريعًا فأنا لا أستطيع رفض طلباته، ومضت الايام إلى أن اقترح أحد أصدقاء ابنى أن يعمل في مدينة بدر خصوصًا أن عدد المقيمين هناك أكثر من تعداد القرية، ويستطيع جمع المال أسرع. انتقل للبحث عن لقمة العيش من قريته بالرياض إلى مدينة بدر، كان يكافح ويرفض النزول إلى عزبته حتى يدخر المبلغ الذى يشترى به الذهب الذى اتفق عليه مع أهل خطيبته، مضت الأيام ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، خرج عصام للعمل فى الصباح الباكر، وحدثني على الهاتف كالمعتاد للاطمئنان عليه لم أتوقع أنها ستكون المكالمة الأخيرة، وأن هناك من ينتظره للغدر به وسرقته، خرج وهو مطمئن مبتسم لكنه عاد جثة هامدة. فوجئ ابني بثلاثة من البلطجية يقفون أمامه، طلبوا منه توصيلهم، لكنهم غدروا به اشهروا الأسلحة في وجهه، لسرقة التوك توك الخاص به، رفض التنازل عن مصدر رزقه، يصمت الأب و يقول والدموع تنهمر من عينيه؛ "ياريت كان ساب التوك توك" ، وحاول الهروب منهم، لكنهم كانوا أسرع واعتدوا عليه بالضرب وسط صراخه فى المدينة الهادئة، حتى تمكنوا من طعنه 15 طعنة حتى فارق الحياة. وجارى التحقيق من قبل الجهات الأمنية والتى تكثف جهودها من أجل القبض على المتهمين وتقديمهم للعدالة كي تقتص منهم. وينهي "حسن جاويش" والد "عصام" حديثه معنا بصوت مرتعش يملؤه الحزن قائلا؛ "لقد انهى هؤلاء المجرمون حلم ابني الوحيد وهو أن يتزوج ويبني أسرة". حمدين بدوى