من أفضال الكتابة التى لا تحصى أنها تنبه وتحذر وأحياناً تقترح. أما ونحن فى ايام رمضان شهر المغفرة والتراحم، ومادمنا نرى ونقر أن مصر تئن وتفزع الآن لخطرين هما وباء الاستغلال ووبلاء الغلاء، فإن كراتين وشنط رمضان وحملات ومراقبة الأسواق وضبط الأسعار تعدان من أهم أركان استقرار الوطن وسلامة جبهته الداخلية. لا تستهينوا بما تفعله كرتونة صغيرة فى حياة شخص محتاج، منذ سنوات ليست ببعيد اغتصب الارهابيون الإخوان حكم مصر ب«كرتونة» استغلوا حاجة المعدومين والمعوزين لكيلو سكر وزحاجة زيت وسرقوا منهم ارادتهم وكانوا على وشك أن يبيعوا مصر كلها بثمن بخس لولا ستر الله ورجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن حب مصر. أسعدنى حظى بالمشاركة هذا العام فى حملة إفطار صائم لمؤسسة مصر الخير التى تقدم ملايين الكراتين لكل المحتاجين فى ربوع مصر. ولكن ما اسعدنى أكثر هو حرص القائمين فى مصر الخير على دعوة شباب الجامعات للمشاركة فى تعبئة عشرات الملايين من الكراتين، لتغرس فى واجدنهم قيم التلاحم ومساعدة الغير وغيرها من القيم التى كنت أظنها اندثرت ولن تعود. ما تفعله مصر الخير وغيرها من مؤسساتنا الخيرية الوطنية بعيدا عن إدخال البهجة على قلوب المحتاجين بسكرها وأرزها وتمرها هى أنها تملأ فراغاً كبيراً تركه الإرهابيون اصحاب الأغراض الخبيثة وتقى المجتمع من شرور كثيرة يتسبب فيها تجار جشعون حولوا حياة الملايين لجحيم. فى شهر التراحم والمغفرة لو كان لى القوة والقرار لطهرت أيام وليالى رمضان من كل مظاهر التسول والاستفزاز، إعلانات الفيلات التى يتجاوز سعرها عشرات الملايين يقدمها فنانون يحصلون على مبالغ فلكية لعشرات الملايين من المصريين يعيش 30٪ منهم حسب إحصاءات رسمية تحت خط الفقر. مثل هولاء الذين يطلعون على الناس بترف قارون لا يدرون حجم الجريمة التي يرتكبونها فى حق هذا الوطن وهم يشعلون نيران الحقد الطبقى فى قلوب العاجزين عن توفير لقمة ومأوى. ثمة ما هو أدهى وأمر إعلانات التسول والشحاذة للمستشفيات ومؤسسات خيرية التى يطلب فيها اغنياء وموسرون من فقراء معدومين التبرع وشد الأحزمة على البطون!! كفى استفزازا ولا تفسدوا على الناس صيامهم.