الصحفى والكاتب المتألق والمرموق ياسر رزق . الموت - الحق اختطفه .. على إثر أزمة قلبية مفاجئة فجعتنا فيه بلقاء ربه. إن إرادة المولى والتى لامرد لها.. جاءت وهو فى قمة تألقه بعد إصدار كتابه (سنوات الخماسين).. الذى جسّد فيه تفوقه المهنى والفكرى واتصالاته بصناع القرار وتواصله مع الأحداث ومجريات ثورة 30 يونيو . تم الاحتفال بهذا الإصدار فى ندوة بدار الأوبرا حرص على حضورها .. العديد من الشخصيات المجتمعية العامة والصحفبين والكتاب والأكاديميين . كان هناك إجماع بعد استعراض المحتويات أنه إضافة تسجيلية قيمة لمرحلة فارقة من تاريخ هذا الوطن، أشادوا بالجهد الخلّاق الذى بُذل لإعداده .. وهو مايُعد خير نهاية لحياته الزاخرة بكل القيم الأخلاقية والمهنية الرفيعة. الغالى ياسر خرج من أسرة صحفية .. حيث كان والده المرحوم فتحى رزق زميلاً وأحد أبناء أخبار اليوم الذين أعطوها الكثير خاصة فى تغطية أحداث العدوان الثلاثى الذى تعرضت له منطقة القناة . بدايه الفقيد الراحل فى أخبار اليوم - والتى عايشتها منذ لحظتها الأولى - كانت تنبئ بمولد صحفى وكاتب فريد رفيع المستوى تمتلئ روحه بالحب والانتماء والولاء للوطن ولصاحبة الجلالة الصحافة . علاقاته بالمصادر كانت على أعلى مستوى وقائمة على الثقة . كذلك كانت أيضاً هذه العلاقة بزملاء المهنة متسمة بالإخلاص والمصداقية والأمانة والتمسك بالمُثل والقيم. نعم .. عالم الصحافة والقلم فقد برحيله قامة كبيرة ساهمت حياته المهنية الموفقة .. فى إثراء العمل الصحفى وسوف تكون مسيرته وسيرته بمعانيها .. نبراساً للأجيال الجديدة من الصحفيين. كنت بحكم العلاقة الوطيدة التى ربطتنى به منذ هذه البداية .. على تواصل مستمر معه.. تناولاً للتطورات الصحفية والاطمئنان على صحته. كان دائم السؤال عن أحوالى ويطالبني ويُلح .. بأن أكتب عن مسيرتى الطويلة فى بلاط صاحبة الجلالة الصحافة وما تضمنته من حكايات وأحداث . حرص أن يذكرنى من خلال متابعته القريبة لبعض الوقائع.. وهو الأمر الذى شجعنى على أن أستجيب له. وداعاً بالدموع والحزن الشديد .. على رحيلك أيها العزيز ياسر .. تغمدك الله بواسع رحمته وألهمنا وأهلك ومحبيك وأسرة الصحافة الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.