انفراد .. الحكومة تستعين ب «الأعلى للجامعات» لتأهيل المعلمين

مناهج «رابعة ابتدائى» .. أزمة الفرق بين النظرية والتطبيق

مازال صدى أزمة مناهج رابعة ابتدائى يتوالى ، بعد الشكاوى الكثيرة من أولياء الأمور ، من صعوبة المناهج ، وعدم تناسبها مع المرحلة العمرية للتلاميذ والتى أكدها عدد من خبراء التربية .
وتلقت لجنة القطاع التربوى بالمجلس الأعلى للجامعات توجيها من مجلس الوزراء بضرورة دخول كليات التربية فى ملعب تأهيل المعلمين الذين لم يتلقوا إلا تدريب يومين أون لاين فقط قبل انطلاق العام الدراسى الحالى ، وهو غير كاف لفهم المناهج الجديدة ، مما أدى لوجود معلم غير مؤهل لتدريس هذه المناهج.
المشكلة الأساسية ، التى تحدث عنها خبراء التربية ، أن وزارة التربية والتعليم تعاونت مع جهات دولية قامت بإعداد المناهج دون وجود كوادر مصرية تنقل هذه المعرفة ، بالإضافة إلى أن الوزارة تحظر تدريب المعلمين على المنظومة الجديدة إلا من الجهة الدولية التى قامت بإعداد المناهج ، وهذه المؤسسات الدولية ، لم تعرض المقرر الجديد إلا على المركز القومى للمناهج التابع لوزارة التربية والتعليم ، دون الاستعانة بأى كفاءات لاستيعاب التطوير ونقله ، بجانب أن كتب مثل العلوم والرياضيات تخاطب مرحلة عمرية أكبر من الصف الرابع الابتدائى ، والكتب كبيرة نسبيا ووصل عدد صفحات كتاب الرياضيات والعلوم لأكثر من 320 صفحة ، ويقدم مادة علمية ضخمة .
وكشف د. حسن الببلاوى مقرر لجنة القطاع التربوى بالمجلس الاعلى للجامعات المنوط بها تطوير كليات التربية التى تخرج المعلم وتؤهله، تفاصيل اجتماع لجنة القطاع لبحث توجيهات مجلس الوزراء ، وطالبوا بضرورة تعاون وزارة التربية والتعليم مع كليات التربية ، لتأهيل المعلم وتنفيذ توصيات مجلس الوزراء ، موضحا أنه عرض فى وقت سابق على د. طارق شوقى وزير التعليم هذا التعاون دون تلقى أى رد .
وقال إن مجلس الوزراء أرسل توصية بالتعاون مع التربية والتعليم لتدريب المعلمين على شرح المناهج الجديدة وتم عرض الأمر فى اجتماع لجنة القطاع التربوى بالمجلس الأعلى للجامعات بحضور عمداء كليات التربية ، وتم الاتفاق على عدد من التوصيات سيتم رفعها لمجلس الوزراء.
وأوضح أن التوصيات التى سيتم اعدادها تتلخص فى عدد من النقاط هى تشكيل فرق عمل من كليات التربية تكون على استعداد للتعاون مع الشركات الأجنبية التى قامت بإعداد المناهج الجديدة ، لتلقى الخبرات من المؤسسات الدولية ونقلها لشباب الجامعات والخريجين واختيار أنسب الطرق لاستيعاب المعرفة ، بجانب ضخ المعرفة فى كليات التربية للمساعدة على التطوير بهدف توفير الكوادر الوطنية التى تكون قادرة على العمل فى حال رحيل الشركات الأجنبية بما يحقق نقل الخبرة التى تم من خلالها اعداد المناهج الجديدة.
وأكد أن عمداء كليات التربية طلبوا من وزير التربية والتعليم أن يمدهم بالإطار الفكرى للتطوير الذى يعمل به ليتسنى للجان المشكلة من كليات التربية فهم أسس التطوير عند دراستهم للمناهج الجديدة وخاصة منهج الصف الرابع الابتدائى .
وأشار الببلاوى إلى ضرورة أن تتعاون الشركات الأجنبية التى قامت بإعداد مناهج المنظومة الجديدة ، مع كليات التربية والفرق التى سيتم تشكيلها ، لخلق كوادر وطنية من أجل التطوير تتسق مع فكر وزارة التربية والتعليم وما تسعى لتنفيذه فى المناهج الجديدة ، ولا يوجد معارضة فى الاستفادة من الشركات الأجنبية التى قامت بإعداد المناهج.
وأوضح أن كليات التربية مستعدة لتدريب المعلمين على المنظومة الجديدة مجانا ، لتنفيذ توصية مجلس الوزراء بأن يكون للجامعات فاعلية فى إعداد المعلم القادر على تدريس مناهج المنظومة الجديدة وخاصة الصف الرابع الابتدائى .
وقالت د. محبات أبو عميرة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، وعضو لجنة القطاع التربوى بالأعلى للجامعات إن تطوير التعليم فى مصر ضرورى ولا أحد يختلف عليه ومصر يجب أن تكون فى مقدمة الدول فى ملف التعليم .
وأضافت أن المشاكل التى ظهرت فى الصف الرابع الابتدائى بسبب تواجد 3 امتحانات للصف الرابع الابتدائى وأرى أن عدد الامتحانات الكبير يشكل عبئا على الطالب فى هذه المرحلة العمرية .
وأضافت أنها اطلعت على منهج الرياضيات للصف الرابع الابتدائى ولا يصح أن يحصل الطالب على كتاب ومنهج مكون من أكثر من 325 صفحة فى هذه المرحلة العمرية ، ويجب أن تكون الموضوعات فى الصف الرابع الابتدائى مبنية على ما سبقها من معلومات حصل عليها الطالب وهناك بعض المعلومات فوق قدرة الطالب فى هذه المرحلة العمرية . واقترحت أستاذة المناهج ، أن يتم تلخيص كم المعلومات الكبير للطالب فى عدد أقل من الصفحات 50 صفحة مثلا ، والاكتفاء باختبارين فقط بدلا من 3 اختبارات.
وأكد د. محمد المفتى أستاذ المناهج بجامعة عين شمس ، أن واضعى مناهج الصف الرابع الابتدائى ، لم يتوخوا الدقة فى وضع المناهج ، ويجب إعادة النظر فيها ، وأكد أن المطلوب حاليا لتجاوز هذه المشكلة هو تشكيل مجموعة من المتخصصين غير الذين ألفوا المناهج ، وتضم معلمين وطلابا وأولياء أمور ، لتقييم المناهج الجديدة للاستقرار على توصيات بتصحيح الصورة ، لإعادة النظر فى محتوى المناهج ، بجانب تدريب المعلمين بالشكل المناسب .
الببلاوى : فى انتظار التعاون مع الوزارة .. محبات أبو عميرة : تخفيف المنهج
محمد المفتى : لجان للمراجعة .. الجندى : أصحاب المصالح يحاربون التطوير
ومن جانبه يقول د. علاء الجندى معلم وأحد مدربى المدرسين على مناهج المنظومة الجديدة ، أن الأيام الماضية شهدت الكثير من الجدل ، من بعض أولياء الأمور لخوفهم على مستوى أبنائهم من خلال ما تم تصديره لهم من قلق وخوف ورعب على ايدى أصحاب المصالح الشخصية المعادية لمفهوم التطوير لأنه سوف يقضى على مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.
وأكد أن تطوير التعليم هو قرار دولة وتم بناء اطار عام للمناهج وتطوير التعليم لبناء شخصية مصرية قادرة على مواكبة التغيرات والتحديات العالمية وتكنولوجيا المعلومات والحفاظ على الهوية المصرية ، ونبذ الفكر المتطرف وغرس قيم الولاء والانتماء للدولة المصرية تحت مظلة (رؤية مصر 2030) .