التغذية المدرسية

مع احترامى

حسنًا فعلت وزارة التربية والتعليم بإعلان مواعيد بداية توريد وجبات التغذية المدرسية للمديريات التعليمية وتنويهها ببداية التوريد التجريبى فى محافظة المنوفية اعتبارًا من 16 أكتوبر الجارى ولمدة أسبوعين ثم يتم التوريد لباقى المحافظات وفق المواعيد المحددة من الوزارة.
هذا القرار بالتوريد التجريبى من الأهمية بمكان حتى نرى نتائج التجربة وآلية التوريد ومدى انتظامها من عدمه ومكونات الوجبة وهل بالفعل تكفى لسد رمق تلميذ ذهب للمدرسة فى السابعة صباحا وينتهى من يومه الدراسى قرابة الثانية ظهرا.. والأهم من ذلك المطلوب توضيح لا يقبل التأويل من الوزارة هل مكونات الوجبة تكفى بالفعل لتكوين جسم سليم وبالتالى عقل سليم لأطفالنا فى المدارس.
تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من مرة على ضرورة الوجبة المدرسية للتلاميذ أمر محمود ويشكر عليه الرئيس الذى طالما يلمس احتياجات المواطنين ولا يخلو حديث له من رسائل مهمة للجهات المختصة تصب لصالح المواطن خاصة الفئات الأكثر احتياجا، فالوجبة المدرسية فى المناطق الأكثر احتياجا ستفعل مفعول السحر فى معالجة ظاهرة التسرب من التعليم وبالتالى تراجع معدلات الأمية فى بلد تصبو لتكون فى مصاف الدول المتقدمة.
ولعل اهتمام الرئيس بقضية التغذية المدرسية وتخصيص قرابة الثمانية مليارات جنيه لتلك المنظومة دليل اهتمام قيادة الدولة بصحة أطفالنا فى المدارس بجانب المبادرة غير المسبوقة للكشف عن أمراض الأنيميا والتقزم والسمنة فى المدارس الابتدائية حفاظا على صحة التلاميذ باعتبارهم رجال المستقبل.. تلك المبادرة تستهدف فحص 14 مليون طالب فى المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض المحروسة.
ويتم من خلال المبادرة إجراء المسح الطبى للطلاب وقياس الوزن والطول ونسبة الهيموجلوبين فى الدم للكشف عن الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب.. ليس ذلك فقط بل يتم تحويل الحالات المصابة بأى من تلك الأمراض لعيادات التأمين الصحى لاستكمال الفحوصات وصرف العلاج بالمجان وتسليم الطلاب «كارت متابعة» لمتابعتهم دورياً والاطمئنان على حالتهم الصحية باستمرار من خلال 250 عيادة تأمين صحى بجميع المحافظات.
تلاميذ اليوم فى المدارس هم الذين سيعتمد عليهم مستقبلا فى دوران عجلات المصانع والإنتاج فى المزارع وسيكون منهم الضابط والمهندس والطبيب والمعلم والاهتمام بهم فى مرحلة الطفولة ضرورى ومهم ويعكس ترتيب الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسى لتكون هناك أجيال قادرة على استيعاب تقنيات العصر وما سينتجه العقل البشرى من تكنولوجيات جديدة بشكل متسارع يكاد يكون يوميا.
اهتمام قيادة الدولة بالتغذية المدرسية وهى قضية تهم كل بيت لابد وأن يصاحبه وعى وإدراك القائمين على تنفيذ المنظومة عمليا بأن الأمر كله يتعلق بصحة رجال المستقبل وبالتالى عقولهم وعليهم الاهتمام برصد بكل دقة ووضوح أية ملاحظات فى مرحلة التجريب ووضع حلول عاجلة لها بحيث يتحقق الهدف الذى تريده القيادة السياسية من منظومة التغذية المدرسية فى توفير رعاية صحية وغذائية لأطفال هم عماد مستقبل الأمة.
على الجهات المختصة بمراقبة المرحلة التجريبية أخذ الملاحظات التى ستنتج عن مرحلة التجريب مأخذ الجد والسرعة فى معالجة أية ملاحظات حتى إذا تطلب الأمر إجراء تعديلات فى مكونات الوجبة خاصة بعد أن تداولت معلومات تفيد بأن الوجبة عبارة عن باكو بسكويت بالفيتامينات وعصير بطعم الفراولة وأن تتحلى جهات التنفيذ بالشجاعة الكاملة إذا ما تطلب الأمر أى تعديل فى مكوناتها مع مراعاة أن هناك أسرا فى المناطق الأكثر احتياجا ستعتبر الوجبة المدرسية بديلا لوجبة الإفطار فى المنزل.