استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد 29 أغسطس، في قاعدة دوفر العسكرية الواقعة على بعد ساعتين من واشنطن، رفات 13 جنديا أمريكيا قتلوا خلال اعتداء الخميس الماضي، الذي تبناه تنظيم "داعش في ولاية خرسان". وأسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل. ويواجه الرئيس الأمريكي موجة انتقادات واسعة على خلفية إدارته للانسحاب الأمريكي من هذا البلد المضطرب. ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل القرار بأنه "من أسوأ قرارات السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي". وتم حتى الآن إجلاء نحو 114 الفا و400 شخص من افغانستان من بينهم حوالى 5500 أمريكي عبر جسر جوي ضخم بدأ منذ الرابع عشر من أغسطس. استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن في قاعدة عسكرية أمريكية الأحد رفات الجنود الأمريكيين ال13 الذين سقطوا في اعتداء كابول، في مراسم سادها صمت لم يكسره أحيانا سوى بكاء الأسر مع تعرض الرئيس الأمريكي لانتقادات شديدة على خلفية إدارته للأزمة الأفغانية. وعبرت النعوش الملفوفة بأعلام الولاياتالمتحدة واحدا تلو آخر أمام الرئيس الديمقراطي وزوجته جيل على مدرج قاعدة دوفر في ديلاوير. وكان بايدن يتابع مسار النعوش التي حملها جنود نحو سيارات داكنة، خافضا أنظاره أحيانا في إشارة خشوع وصلاة. وكان الثنائي الرئاسي الذي ارتدى زي الحداد قد التقى منتصف النهار أسر الضحايا، بحضور وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي ومسؤولين آخرين في الجيش. وكانت الأسر تقف على مسافة من المكان بعيدا من الكاميرات، والتنهدات تخرق أحيانا الصمت المخيم. وسبق المراسم صعود الوفد الرئاسي على متن طائرة النقل الضخمة C-17 التي حملت النعوش ال13، لأجل صلاة خاصة قصيرة، وفق البيت الأبيض. وطلبت أسرتان من 13 ألا يتم تصوير إنزال رفات فقيديهما. وكان البنتاغون قد كشف السبت هويات الجنود ال13 الذين قتلوا في اعتداء الخميس. وكان لخمسة من بينهم عمر هذه الحرب، 20 عاما، وهي الأطول في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأثار مقتل شابة تبلغ 23 عاماً في الاعتداء حزنا واسعا في البلاد بعد أسبوع على التقاط صورة لها وهي ترفع طفلا في ظل عمليات الإجلاء الفوضوية في مطار كابول. ومنذ عقود تبرز قاعدة دوفر على مسافة ساعتين من العاصمة واشنطن، في ذهن الأمريكيين بصفتها المكان الذي يعود إليه العسكريون الذين قتلوا في الخارج. وأفسدت مراسم مماثلة في السابق صورة رؤساء أمريكيين قادوا حروبا لم تحظ بتأييد شعبي، حتى أن بعضها حظِر على الإعلام. وأسفر الاعتداء الذي تبناه تنظيم "داعش - ولاية خرسان" عن أكثر من مئة قتيل، وهي الحصيلة الأكثر دموية لقوات البنتاجون منذ 2011 في أفغانستان. اقرأ أيضا: إطلاق صواريخ باتجاه مطار كابول مع استمرار الانسحاب الأمريكي