سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محتالو «حجز المصايف» على الإنترنت يخدعون ضحاياهم ب«شاليهات وفنادق وهمية» النصب ب«الميه والهوا».. الضحايا يروون ل «الأخبار» قصص خداعهم.. و«مندوب الدليفرى» كلمة السر
إجازة الصيف حلم جميل وحدث سنوى مرتقب لجميع افراد الأسرة ، أسبوع الراحة والاستجمام ، أيام معدودة من اللعب والمرح والتمتع بالبحر والجو الصيفى المنعش، الاطفال يعدون له العدة والآباء يدبرون له الأموال والميزانية السنوية لكى يكون أسبوعا ممتعا للجميع ، فهو الحدث الذى لا يقل أهمية عن باقى أحداث السنة الدراسية. فكل فرد يستعد له على طريقته ولكن دائما ما يقع العاتق الأكبر على رب الأسرة فى تدبير مصاريف هذا الاسبوع لكى يرسخ فى ذاكرته وذاكرة أولاده بذكرى طيبة تعطيهم الطاقة الايجابية لاستكمال مشوارهم الدراسى إلى أن يأتى العام القادم .. ولكن هناك من يستغل طموحات الاسر المصرية فى قضاء إجازة صيفية سعيدة ، ويقتنص الفرصة لاصطياد فريسة جديدة للايقاع بها والنصب عليها باسم قرى الساحل الراقية ذات الخدمات الفندقية مدعين تملكهم وحدات بها ويعرضونها للايجار بأسعار مغرية .. وللاسف الشديد تمكنوا من الايقاع بعدد كبير من الأسر وهو ما جعل «الاخبار» تقوم بعرض تجاربهم والاستماع لمشكلاتهم. رضوى حسنى بدأت رحلة البحث عن مكان للتأجير بالساحل الشمالى وبدأت تنضم للجروبات الخاصة بالايجار للشاليهات او الشقق المصيفية، وطلبت تأجير شاليه يسع لأربعة أفراد فى فترة الصيف ، وانهالت عليها الرسايل والعروض من قبل العشرات من المعلنين والسماسرة والوسطاء، ومن ضمنها سيدة تتحدث بلباقة وتعرض خدماتها فى ايجار شاليه او اثنين بفرش وتشطيبات فندقية لم يستعمل باحدى قرى الساحل التى تتمتع بجميع الخدمات المصيفية رفيعة المستوى، مدعية انها تعيش خارج مصر ولم تستخدمهم وان احد موظفيها ستواصلون معها لتلقى العربون المطلوب لليلة كاملة. «حسيت فى الاول انها شيك وبنت ناس» هذا ما قالته رضوى واضافت انها طلبت منها ان تتصل بالموظف لكى تتفاوض معه على قيمة العربون لان الرقم المطلوب كبير وانها من حقها ان تتأكد من هويتهم لان هذا اول تعامل معهم وهى ستسدد قيمة الايجار كاملة عند استلام الشاليه ومعاينته بعد الوصول للقرية ، وبالفعل اتصلت بالموظف الوهمى الذى كان شريكا للسيدة فى عملية النصب ، وحاول بشكل كبير اقناعها بان تدفع مبلغ 2000 جنيه تحت الحساب لضمان حق شريكته او المالكة المزعومة فى حجز الوحدة وعدم تأجيرها لشخص آخر ، ولكن رضوى تمكنت من الوصول معه الى حل وسط وان ترسل له نصف القيمة المطلوبة وباقى قيمة الايجار ستسددها بالكامل عند الاستلام ، ووافق بالفعل وارسلت رضوى المبلغ على «كاش». وقالت ان ليلة السفر اتصلت به كثيرا لكى تتفق معه على مكان الاستلام او المقابلة ولكنه لم يجب واستقلت السيارة هى وصديقاتها على أمل أن يرد عليها فى الطريق ولكنه لم يجب الى ان وصلت بالفعل الى ابواب القرية ولكنها لم تصل له وشريكته أغلقت هاتفها ، وأدركت انها وقعت فريسة للنصب من قبل هذه العصابة.. وتقدمت بعدة بلاغات وحررت عدة محاضر ولكن لم تؤد إلى نتائج وهى تعيش على امل ان تلاحقهم شرطة الاتصالات او مباحث الساحل الشمالى من اجل حماية المواطنين من الوقوع فى ايديهم مرة اخرى لان عمليات النصب على المصطافين اصبحت لا حصر لها وانهم يبدعون فى طرق النصب والاحتيال ويطورون من انفسهم حتى يوقعون بالفريسة ويلوذون بالفرار . نصابة محترفة وقالت رنا طلعت انها تعرضت لعملية نصب فى بداية فصل الصيف حيث انها أرادت ان تقوم بحجز إحدى الشاليهات بقرية فى الساحل الشمالى وتواصلت مع سيدة كانت تعرض صور شاليه صف اول على البحر بسعر مغر وتدعى انه ملك لها وبعد ان تواصلت معها هاتفيا طلبت منها ان تحول لها 2500 جنيه حجز مبدئى وقالت انها وافقت بالفعل وعندما طلبت منها اثبات شخصية ارسلت لى صورا من كارنيهات القرية وصورة بطاقة شخصية لسيدة اخرى ادعت انها والدتها ، وهو ما جعل الشك يتسلل الى قلبى ، وقبل ان اتوجه لارسال المبلغ طلبت من احدى صديقاتى ان تتصل بنفس السيدة وتطلب حجز نفس الشاليه فى نفس المدة ، وهنا قالت لهم ان الشاليه متاح بالفعل وهو ما اكد شكوكى وأيقنت انها نصابة محترفة، واتصلت بها وواجهتها بفعلتها فقالت لم يتصل بى احد.. ولكن زوجها كان فريسة لاحد نصابين الساحل الشمالى حيث طلب تحويل مبلغ 2000 جنيه وارسل له صور كارنيهات وبطاقات شخصية واتفق معه على الميعاد وبالفعل توجهنا للساحل وعند وصولنا للقرية اكتشفنا اننا وقعنا فى فخ اخر وظللنا طوال اليوم نبحث عن شاليه اخر بعد ان تكبدنا تعب يوم شاق جدا علينا وعلى الاطفال والاهل الذين رافقونا فى رحلة العذاب نتيجة قيام عصابة محترفة تتاجر باحلام اسر كاملة فى قضاء اجازة صيفية مريحة ينسون فيها مشقة وتعب سنة كاملة . وأكدت رنا ان ما يتم الان من عمليات نصب اصبح منتشرا بشكل كبير وبطرق احترافية مخضرمة ، حيث انها اعتادت ان تذهب للمصيف دون ان تقوم بارسال اموال مسبقة او حجز مبدئى او ما الى ذلك من «تقاليع» وهو ما يعد بابا مفتوحا للايقاع بالضحايا والنصب عليهم ، كما ان ارسال الاموال عن طريق « كاش» لا يثبت حق اى ضحية لان الفلوس تصل للنصاب فى مكانه ولا تتمكن الضحية من التعرف عليه او الوصول اليه ، ونصحت كافة المصطافين توخى الحذر قبل ارسال عربون او اى مبالغ مالية لاشخاص دون سابق معرفة لكى يتجنبوا الوقوع فى مثل هذه المواقف . مندوب دليفرى إيمان كفافى قالت انها عادة ما تستأجر شاليهات فى الساحل الشمالى وتقضى اجازة جيدة ولكن فى الآونة الاخيرة اصبح النصب بالجملة ومن السهل ان يقع الانسان فريسة لمن ليس لديه ضمير او اخلاق.. وقالت انها وقعت فى ايدى سيدة تعرض صور شاليه بثلاث غرف ويرى البحر وحمام السباحة والقرية بها خدمات جيدة بمستوى راق وبسعر مغر ، وفى مكالمة هاتفية بينها وبين المالكة المزعومة طلبت منها عربون 2500 ولكى تطمئن اكثر وتتأكد انها ليست بنصابة ارسلت لها صور بطاقات شخصية وكارنيهات للقرية التى ادعت انها مالكة بها ، وقالت كفافى انها لم تشعر لحظة انها قد تتعرض للنصب خاصة ان السيدة اعطت لها ميعادا لارسال مندوب حتى باب المنزل «دليفرى» لكى يأخذ منها العربون وبالفعل وصل المندوب فى الميعاد المطلوب وحرر وصلا بالمبلغ المدفوع ، وأعطاها صورة من بطاقته الشخصية ومن كارنيه المالكة وبطاقتها.. وبعد ان استعد جميع افراد الاسرة للسفر حالمين بجمال وروعة مكان المصيف لهذا العام ومنتظرين الاجازة المنتظرة بفارغ الصبر، تحطمت كل احلامهم وطموحاتهم على ابواب القرية ، والتى اكدت ادارتها انه لا يوجد مالكة فى القرية بهذا الاسم وان صور الكارنيهات «مضروبة « والبطاقات الشخصية لافراد وهمية.. وعلى الفور توجهت كفافى واسرتها الى اقرب قسم شرطة لتحرير محضر بالواقعة والغريب انها وجدت بلاغات عديدة لنفس السيدة ، والتى اتضح انها متمرسة وتوقع بالكثيرين فى نفس الفخ ، والغريب ان رقمها على التروكولر مكتوب «نصابين». تجارة الاحلام د. جمال جودة الخبير المالي اكد ان ما يحدث من عمليات النصب على المصطافين ماهو الا تجارة باحلامهم وطموحاتهم ، واصبح هناك ابتكارات وابداعات فى النصب على المواطنين ، كما ان الخدمات المالية المتصلة بالهواتف المحمولة جعلت الامر اسهل بكثير على المحتالين فى الحصول على الاموال حيث انعدم التعامل وجها لوجه وبالتالى اصبحت المهمة اسهل ، واسرع ، وان ارتفاع اسعار الشقق المصيفية والشاليهات جعل الكثيرين يلجأون الى التأجير لانه يعد اقل تكلفة ويحقق ما يتمناه جميع افراد الاسرة فى الحصول على مكان مناسب بمبلغ زهيد مقارنة بمبالغ الشراء او التملك فى قرى الساحل الشمالى. ونصح جودة المصطافين بتوخى الحذر عند القيام بتأجير مكان او شاليه وان ارسال الاموال لا يتم الا بعد معرفة الاشخاص ومقابلتهم بشكل شخصى، وان الساحل الشمالى والقرى السياحية مليئة بالشاليهات التى تعرض للايجار ولكن من يريد الحصول على شىء لابد وان يبذل جهدا من اجله وذلك يتطلب السفر ورؤية المكان ثم التعاقد عليه من اجل التأكد من جدية المالك، والاطلاع على كافة الاوراق التى تثبت ملكيته بالقرية. وفى نهاية حديثه اكد ان التعاملات المالية من اكثر التعاملات التى تتطلب الدقة والحذر وان يتمكن المالك والمستأجر من اتخاذ كافة الضمانات لحفظ حق كل منهما ، وان عمليات النصب لا تتم الا باستغلال الاشخاص معدومى الخبرة او من ليس لديهم سابق تعامل فى مثل هذه الاماكن وبذلك يكون فريسة سهلة لمثل هؤلاء.