حكايات| الحاجز المرجاني العظيم.. حديقة عمرها 400 سنة «تحت البحر»

هل سمعت عن أوسع حاجز مرجاني في العالم؟.. هل تخيلت أن تتواجد حديقة كاملة تحت البحر تضم أكثر من 350 نوعا من الشعاب المرجانية و1500 نوع مختلف من الأسماك.. هنا أسرار «الحاجز المرجاني العظيم».
بالقرب من ولاية كوينزلاند شمالي أستراليا، يقع الحاجز المرجاني العظيم على امتداد 2300 كيلومتر ويضم تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية.
«نقطة حية للتنوع البيولوجي».. 4 كلمات وصف الموقع الرسمي للأمم المتحدة الحاجز المرجاني؛ حيث يمثل بحر المرجان الممتد على طول الحاجز المرجاني العظيم نقطة حية للتنوع البيولوجي، ويحتوي على 49 موطناً مختلفاً يدعم أكثر من 300 فصيلة مهددة من الكائنات.
اقرأ أيضًا| «الحيوان الموقر» بأسوان.. أضخم متحف للتماسيح في العالم
ويتميز بتنوع كائناته المفترسة الكبيرة مثل أسماك القرش والتونة وسمك مارلين وسمك أبو سيف والسمك الشراعي كما يعد موطن لكثير من الأنواع المهددة بالانقراض بما في ذلك سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء وهو موطن ل 28 نوعاً من الحيتان والدلافين و27 فصيلة من الطيور البحرية.
ويعتقد الخبراء أن أجزاء من الحاجز المرجاني يعود تاريخها إلى ما يقرب من 18 مليون سنة ويبلغ عمر الطبقات العليا من الشعاب نحو 125,000 سنة، وعلى الرغم من اكتشافه على يد جيمس كوك عام 1770 إلا أن أسراره واكتشافاته المخبئة لا تزال مستمرة حتى الآن.
ولعل آخر ما توصل إليه الخبراء من خبايا اكتشاف شعاب مرجانية ضخمة بشكل استثنائي أطلق عليها سكان الجزيرة الأصليين اسم Muga dhambi ، ويعني «الشعاب المرجانية الكبيرة».
وبحسب جريدة الجارديان البريطانية فقد تم اكتشاف الشعاب المرجانية قبالة ساحل جولبودي من قبل مجموعة من العلماء وأفراد المجتمع المشاركين في دورة علوم المواطن البحري وتتميز هذه الشعاب المرجانية بخصائص فريدة فعمرها أكثر من 400 عام.
ويبلغ ارتفاعها 5.3 متر وعرضها 10.5 متر وعلى شكل نصف دائرة فهي إلى حد كبير تشبه في حجمها طول وارتفاع الحافلة الحديثة ذات الطابقين فهي مثل كتلة من الشقق وتستخدم كمأوى لأنواع من الأسماك والحيوانات وعنصر مهم للتغذية.
كما يعد هذا المرجان من أكثر الشعاب صمودا فهو عاش في ظل الكثير من الأعاصير وتأقلم في بيئة شديدة الصعوبة والتنوع، ما دفع المهتمون بالعلوم الطبيعية والبحرية إلى مراقبة الشعاب المرجانية وحماية الحاجز المرجاني العظيم بسبب التهديدات المتزايدة التي تواجهها خاصة منذ 2010 عندما اصطدمت ناقلة فحم صينية بجزء من الحاجز كما تواجه تحديات كتغير المناخ وتدهور جودة المياه والصيد الجائر والتنمية الساحلية.
وأخيرًا يعد هذا الحاجز مصدر اقتصادي وسياحي عظيم لأستراليا، فبحسب منظمة (Great Barrier Reef Foundation) يساهم بمبلغ 6.4 مليار دولار سنويا في اقتصاد هذا البلد، كما يوفر 64 ألف وظيفة فهو بمثابة نظام بيئي بحري اقتصادي حيوي.