بعد ان شهدت مصر فترة من الرخاء والازدهار فى عصر الدولة الوسطى، بدأ غزو الهكسوس الاستيطانى لمصر، فى عصرالأسرة المصرية الثالثة عشرة واستمر الغزو حتى نهاية الاسرة الرابعة عشرة وفيها انقسمت مصر إلى ثلاث ممالك رئيسية هى: مملكة الهكسوس التى كانت تسيطر على الدلتا ومصر الوسطى، ومملكة طيبة التى ظهرت فى جنوب الصعيد وشكلت الأسرة السابعة عشرة ثم مملكة النوبة التى كان يحكمها أمير نوبى وكان حليفا للهكسوس. استمر احتلال «الهكسوس» لمصر، حوالى المائة عام. ثم بدأت حرب التحرير بقيادة حاكم طيبة سقنن رع الثانى الذى اعلن الجهاد ضد الهكسوس وشرع فى تكوين جيش كبير وبدأ القتال الفعلى لطردهم من مصر، واستشهد هو وابنه كاموس ويعتبر اول ملك شهيد فى تاريخ مصر، ولكن تم تحرير البلاد بواسطة ابنه احمس الاول أول ملوك الاسرة الثامنة عشرة وقد عرفنا قصة ما قام به الملك احمس من أفعال بطولية، من خلال السيرة الذاتية لقائدين من القادة العسكريين المقربين له والذين رافقوه فى حملته ضد الهكسوس مسجلة على جدران مقبرة الاثنين وهما أحمس بن إبانا وأحمس بن نخبت، وذكر فيها، (جهز الملك احمس جيشا قويا فقام بتطوير الجيش المصري، ثم بدأ بمحاربة الهكسوس والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمتهم أواريس (صان الحجر حاليا) وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم فى حصن شاروهين بالقرب من مدينة غزة وقضى عليهم ولم يظهر الهكسوس بعدها فى التاريخ، ثم وصل أحمس بجيشه شمالا إلى بلاد فينيقيا (لبنان حاليا)، كما هاجم بلاد النوبة فى الجنوب لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية والتى وصلت حدودها جنوبا إلى الشلال الثانى. وهكذا يذكرنا التاريخ ان جيش مصر هو عماد الدولة والمحافظ على كيانها ووحدتها واستقرارها واستقلالها.