الأرقام المعلنة، والشواهد من الواقع.. تشير إلى أن الموجة الثالثة من هجمات فيروس كورونا فى مرحلتها الأخيرة والحمد لله. لكن علينا ألا نتهاون فى مواصلة التصدى للفيروس الذى مازال يعصف بالعالم. وزيرة الصحة توقعت أن تكون هناك موجة رابعة تهاجمنا فى نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر. وهذا يعنى أن جهودنا ينبغى أن تستمر (بل وتتضاعف) فى تحصين بلادنا من هذا الوباء، خاصة أن السلالات الجديدة من هذا الفيروس أشد شراسة وأوسع انتشارا. ونظرة سريعة لتطورات انتشار «كورونا» فى المنطقة حولنا، وفى العالم كله تقول باختصار: إن المعركة مستمرة، وأى إهمال فى المواجهة ستكون نتيجته قاسية. وإذا كان الفيروس يضرب حولنا فى دول مازالت نسبة تلقى اللقاحات فيها متدنية، فإن ما نراه فى أوروبا وأمريكا يشير إلى أوضاع معقدة حيث نسبة التلقيح المرتفعة بعثت موجة من الاطمئنان لدى المواطن والسلطات، وظن الكثيرون أن العودة للأوضاع الطبيعية أصبح وشيكا. ورأينا ذروة الانفتاح مع المباريات الأخيرة لبطولة أوروبا لكرة القدم وخاصة التى جرت فى بريطانيا حيث امتلأت المدرجات واختفت أى إجراءات وقائية. الآن يبدو الوضع مقلقا، والإصابات تزداد بوتيرة عالية، والكثيرون يرجحون أن تظهر نتائج أخطر لزحام بطولة أوروبا فى الأيام القادمة. بينما تدق أجراس الخطر فى أمريكا رغم أن حملة التلقيح منذ بدأ حكم بايدن تصل إلى 70٪ ورغم احتفالات لم تمر عليها أسابيع بالتحرر من معظم الإجراءات الوقائية. بايدن اتهم فيسبوك والمنصات الاجتماعية الأخرى بنشر ما يعطل حملة التلقيح ليبقى الذين امتنعوا عن أخذ اللقاح خطرا على أنفسهم وعلى الآخرين. ليس أمامنا إلا التمسك بإجراءات الوقاية وأهمها الكمامة والبعد عن الزحام، وإلا مضاعفة جهد التلقيح، وربما جعل التلقيح إلزاميا للفئات التى تقدم الخدمات للجمهور. استمتعوا بالعيد ولكن حافظوا على إجراءات السلامة.
