نماذج مشرفة يفتخر بها كثيرون ولكن البعض يعتبرها «وصمة عار».. ففى محافظة كفر الشيخ تداول رواد التواصل الاجتماعى عددًا من الصور لمدرس يكافح من أجل لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لأسرته، حيث لا يعتمد على وظيفته فقط، ولكنه ينهض في الصباح الباكر، ليصلي ويرتدي ملابسه المهندمة، ذاهباً إلى المدرسة التي يعمل بها معلماً لمادة الدراسات الاجتماعية، رافضاً الدروس الخصوصية، وبعد انتهاء اليوم الدراسي يتجه نحو مطعم يعمل به مشرفاً على عمال النظافة، ولكن بعد تداول مقاطع فيديو له أثناء عمله؛ تحولت حياته رأساً على عقب، حيث تعرض لحالة من التنمر، فحزن ولكنه سرعان ما أعلن عن سعادته، نظراً لتعاطف المئات معه. «الأخبار المسائى» القت مع يوسف صابر، معلم الدراسات الاجتماعية، للوقوف بجانبه وعرض ما حدث له، حيث أكد أنه تخرَّج فى كلية الآداب وعمل مدرساً فى مدرسة بيلا بكفر الشيخ، وامتهن مهنًا متعددة منذ صغره، ليستطيع توفير حياة كريمة لأسرته، لذلك عمل فى أحد المطاعم؛ لأنه تحمل مسئولية الأسرة والإنفاق عليها منذ الصغر، بجانب دراسته التى لم يتركها. وأشار لى أن تفوقه هيأ له أن يكون معلماً، فقد عمل مشرفاً للملاعب بمركز شباب ونادي بيلا، وعمل في مخابز بلدي، وكان يعمل منذ صغره في مهنة المحارة والجرافيت. وأكد صابر ل«الأخبار المسائى»، أنه تحمل مسئولية أسرة، وكان لابد من توفير نفقات لأولاده الثلاثة، جعلته يعمل مشرفاً على عمال مطعم ببيلا، وذلك بعد قراره بعدم اللجوء لإعطاء دروس خصوصية للطلاب، مشيراً إلى أنه يهتم جيداً بتعليم الطالبات والطلاب، ويحظى بحب الجميع، وبرغم أن عمله بالمطعم يجعله يظل به لوقت متأخر إلا أنه لم يتأخر يوماً عن عمله بالمدرسة، ليؤدي واجبه تجاه طلابه. وأضاف يوسف صابر، أنه فوجئ بفيديوهات له على صفحات التواصل الاجتماعى أثناء قيامه بعمله أمام باب المطعم، مكتوب عليها «شوفوا يوسف صابر اللى عامل نفسه مدرس دراسات اجتماعية يعمل مشرفاً على عمال النظافة»، مؤكداً أنه فى البداية شعر بالحزن، ولكنه بعد ذلك سعد بالتعليقات التى أثنت عليه، ويتفاعلون معه، وصبوا غضبهم على من قام بتصويره، ومنهم من جاء إليه بالمطعم لالتقاط الصور معه اعتزازاً به، إضافة لعدد من المعلمين الذى قاموا بزيارته مرحبين بما قام به، مؤكدين له فخرهم بعمله وصلابته من أجل أسرته. وعلى الجانب الآخر قالت والدة يوسف، إن ما فعله ابنها المدرس شرف لنا جميعاً، ولم نهتم بما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدة أنه تعود على العمل منذ صغره عندما سافر والده إلى ليبيا وانقطعت عنا أخباره، كما أن يوسف تمكن من خلال عمله تزويج 3 من شقيقاته، دون مساعدة أى شخص. بينما أضافت مديحة أبوشادى، زوجة المعلم، أنها سعيدة بزوجها وبعمله، حيث إن العمل الحلال لا يضر صاحبه، لافتة إلى أن زوجها يعمل من أجل توفير حياة كريمة لأسرته التى تتكون من والدته وأشقائه الثلاثة، وأولاده الثلاثة وزوجته، مضيفاً أن ابنه يعمل معه فى المطعم، وابنته فى الثانوية العامة، وأن الفيديو الذى تم نشرة زداناً شرفاً وعزة والحمد لله لم يسرق أو يفعل شيئاً حراماً. اقرأ أيضا| «تعليم كفر الشيخ» تكرم مدرسا لتعرضه للتنمر على «السوشيال ميديا»
