" كنت أقف أمام منزلي في ساعة متأخرة من الليل وسمعت مناديا ينادي علي متوفي في المسجد ولكن لم اسمع الأسم بوضوح.. وبعد قليل فوجئت بأقاربي من أهل القرية يطرقون الباب وعندما فتحت اصابهم صدمة وعندما سألتهم عن سبب ذهولهم.. اجابوني بأن الذي ينادي عليه في المسجد هو انا يعني الميت هو انا !!".. هكذا بدأ جمال سعيد الخولي، 59 سنة، من أهالي قرية سبرباي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، بعدما حضر جنازته أهالي القرية من علي المقابر. اقرأ أيضا | اختلفا على أولوية المرور.. طعنة قاتلة من سائق توك توك لشاب بالدقهلية بداية الواقعة يرويها الشيخ منجى شاهين، منادى القرية الكفيف، الذي لدية خبرة في حفظ أسماء عائلات القرية بأكملها وشوارعها ومنازلها رغم أنه فقد بصره منذ أكثر من ثلاثين عاما، تقاعد وعمل بمهنة منادى الموتى بالقرية. يقول الحاج منجى "حضر إلى منزلى عقب صلاة المغرب شابان وفى يدهم ورقة بها بيانات المتوفى كما هو معتاد ولم ألاحظ عليهم أى شىء غريب سوى أنهم يتبادلون الحديث مع طرف ثالث عبر الهاتف ليخبرهم ببيانات المتوفى ثم طلبوا منى أن أسرع فى النداء على المتوفى عقب صلاة العشاء على المقابر بحجه أنه متوفى بكورونا و سيكتفوا بالعزاء على المقابر وكانوا فى عجلة من أمرهم ويرتدون كمامة ونظارة لاخفاء ملامحهم لكنها أمور معتادة من أهل المتوفى بكورنا فى هذه الآونة". واستكمل الشيخ منجى حديثه :" توجهت على الفور إلى أكبر المساجد القريبة من منزله وقمت بالنداء على المتوفى وذكرت كافة أفراد عائلته وأقاربه وبعد انتهائي من إعلان خبر وفاته فى 3 مساجد ونشر نعيه على صفحات الفيسبوك جاءنى إتصال من الحاج جمال الخولى "المرحوم " ليخبرنى أنه لازال حيا فارتبكت وتوقعت وجود عديد من السيناريوهات مثل أن يكون دخل فى غيبوبة وعاد إلى الحياه ". يقول الحاج جمال:" انا في ذلك اليوم لم اسافر الي عمله كالمعتاد ككهربائي خارج القرية وفوجئت في ساعة متأخرة من الليل بقدوم أقاربي من القرية الي منزلي ليقفوا بجانب الأسرة في تشييع الجنازة كالمعتاد في الأرياف، وعندما فتحت لهم الباب انتابهم حالة من الزهول واخذني ابن خالتي الي المقابر حتي اصرف أهالي القرية من هناك لانه تجمعوا علي المقابر في انتظار قدوم جثماني للدفن ". وعندما وصلت المقابر وجدت أهالي القرية يجهزون لاستقبال جثماني ووقفت من بعد اتابع حزنهم و عزاءهم وتجهيز المقبرة التي سادفن فيها ومن هول الموقف لم اتمكن من الإقتراب وقام احد أقاربي بالحديث مع الأهالي وابلاغهم بان الخبر غير صحيح حتي صاحوا بالتكبير وللتهليل". قام الحاج جمال بتحرير محضر بالواقعة بمركز طنطا لضبط المتورط في ذلك الخبر، الذي آثر علي الأسرة باكملها وتسبب في مرض بناته بعدما سمعوا المنادي ينادي علي وفاة أبيهم، ويطالب الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط المتورط في تلك الواقعة ومحاسبته.