كتب أول أشعاره وعمره 12 عاما في رثاء أستاذه، وكان والده من كبار التجار وشجعه على حب الشعر والقراءة والخطابة، كان يذهب للجبهة مع الفنانين ليدعم الجنود في حرب الاستنزاف، ومات وعمره 58 عامًا بعد رحلة مرض قضاها فى أمريكا ليعود ويدفن في الزقازيق، إنه الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، الذي تحل اليوم 9 فبراير ذكرى وفاته. ميلاده ونشأته الشاعر مرسي جميل عزيز من مواليد عام 1921 بمدينة الزقازيقبالشرقية، وكان والده من كبار تجار الفاكهة، وقد مكنه من أن يشبع ميوله واهتماماته الأدبية والفنية وهو صغير فحفظ المعلقات السبع كاملة وقرأ لكثير من الشعراء منهم بيرم التونسي، كذلك تأثر بنداءات الباعة على الفاكهة وبالأغاني الشعبية واستوعبها. ظهرت ميوله للشعر وهو فى سن الثانية عشرة وفى مدرسته الثانوية وبعدها كلية الحقوق، حتى أصبح رئيساً وعضواً لعدة جماعات أهمها الشعر والآداب وأيضاً فنون التصوير والموسيقى والتمثيل، كما انضم لفريق الرحلات وحصل على شهادة البكالوريا عام 1940 والتحق بكلية الحقوق. وخلال مرحلة الجامعة أصبح رئيسًا وعضوًا لعدة جماعات أهمها الشعر، والآداب، وفنون التصوير، والموسيقى، والتمثيل، كما انضم لفريق الرحلات، ولم يكتف بموهبته لكتابة الشعر فدرس اللغة العربية والشعر والأدب والتراث العربي الحديث والقديم، وكذا الأدب العالمي وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية، كما التحق بمعهد السينما، وكان الأول علي دفعته، وحصل على دبلوم في فن كتابة السيناريو عام 1963. زواجه تزوج فى عام 1946وأنجب ابنا واحداً هو مجدي و3 بنات هن وجدان المحامية والدكتورة ماجدة مرسي جميل عزيز أستاذة الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا والدكتورة نهاد وهي طبيبة أطفال. بداية مسيرته كتب أول قصيدة شعرية في سن الثانية عشرة في رثاء أستاذه، وفي عام 1939 أذيعت له أول أغنية في الإذاعة ولم يتجاوز الثامنة عشرة بعنوان "الفراشة" ولحنها الموسيقار رياض السنباطي. وفي نفس العام انطلقت شهرته عندما كتب أغنية "يا مزوق يا ورد في عود" وغناها المطرب الكبير الراحل عبد العزيز محمود، وبعدها بدأ رحلة شعرية طويلة فكتب كلمات لكبار الملحنين ليغنيها كبار المطربين والمطربات وغنى كلماته عبد الحليم حافظ وكان له النصيب الأكبر حيث غنى 35 أغنية من كلمات مرسي جميل عزيز بالإضافة إلى الثلاثية الشهيرة التي غنتها أم كلثوم ولحنها بليغ حمدي: سيرة الحب وفات المعاد وألف ليلة وليلة. مرسي جميل عزيز هو الشاعر المعاصر المصرى الوحيد الذى غنت له فيروز قصيدته (سوف أحيا) وصار اللقاء بينهما نقطة فارقة ليس فى مسيرته الإبداعية فحسب بل فى الحياة الثقافية العربية بوجه عام وأصبحت الأغنية بعدها واحدة من أهم الأغنيات فى تراث الإذاعة المصرية حيث سجلت فى أستديوهاتها أثناء زيارة فيروز والرحبانية لمصر. وهو صاحب كلمات عدة أغاني شهيرة مثل: بيت العز، وزغرودة حلوة رنت فى بيتنا، وألف عدة أغاني طابعها التفاؤل مثل: ليه تشغل بالك وضحك ولعب، وهو أيضاً صاحب القصيدة الشعرية والأغنية الإنسانية التأملية مثل غريبة منسية لنجاة وأعز الناس لعبد الحليم حافظ، وكتب أيضاً عدة أغاني وطنية منها (بلدي يا بلدي) لعبد الحليم حافظ وبلدي أحببتك يا بلدي لمحمد فوزي. استطاع مرسي جميل عزيز أن يعبر عن مشاعر الأنثى ولحظات الحب الصادقة في كلمات اتصفت بالشعبية الراقية ونجح كذلك في تطويع اللغة العربية الفصحى إلى لهجة الحياة اليومية ونسجها مع الموسيقى الناعمة، واهتم بالنزعة الدينية التي كانت واضحة في قصائد وأغنيات كثيرة وبرع في كتابة الأغنية الدينية، حيث كتبها بأشكالها وألوانها المختلفة. إبداعه خلال حياته إلى جانب كونه شاعرًا فقد كتب القصة القصيرة والسيناريوهات لبعض الأفلام كما أن له بعض المقالات الصحفية نشرها في بعض الصحف المصرية ولم يكتف بهذا وإنما اتجه للدراسة وحصل على دبلوم في فن كتابة السيناريو عام 1963 وكرمته الدولة بوسام الجمهورية للآداب والفنون عام 1965 في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأطلقت محافظة الشرقية اسمه على الشارع الذى كان يسكن فيه بمدينة الزقازيق. كانت آخر أغانيه التي كتبها واكتشفت بعد وفاته أغنية "من غير ليه" التي لحنها وغناها بعد وفاته الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولاقت شهرة كبيرة؛ ومن أشهر الأغاني التي كتبها أغنية "فات الميعاد" 1967 التي غنتها أم كلثوم ولحنها الملحن والموسيقار بليغ حمدي، و"ألف ليلة وليلة" عام 1969 وغنتها أم كلثوم وقيل إنها رقم 1001 أغنية التي ألفها بعد الألف، وسماها لهذا السبب "ألف ليلة وليلة"، وأغنية "في يوم في شهر في سنة" وغناها عبد الحليم حافظ، وكذلك أغنيتي "يمه القمر ع الباب"، والتي حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، وأغنية "أنا قلبي إليك ميال" للمطربة فايزة أحمد. مرسي ألّف أغاني ل25 فيلمًا بدأها ب«مبروك عليكي» عام 1949، واختتمها ب«مولد يا دنيا» عام 1976، وأشهرها أفلام: حكاية حب، أنا وبناتي، المرأة المجهولة، أحبك يا حسن، أدهم الشرقاوي، الشموع السوداء، ويوم بلا غد. ألقابه أطلق على الشاعر مرسي جميل عزيز العديد من الألقاب منها شاعر الألف أغنية وجواهرجي الكلمة العربية وفي التاسع من شهر فبراير عام 1980 فاضت روحه إلى بارئها. اقرأ أيضا.. أسرع وصفة للتخلص من قشرة الشعر
