حكاية جميلة كتبها الشاعر الفرنسى الكبير لافونتين أستعيد قراءتها معكم.. كانت هناك نملة نشيطة تعمل طول النهار بجد ونشاط فى جمع الطعام لتوفر لنفسها خزينا يكفيها فى فصلى الشتاء والخريف. وكان هناك صرصور يشاهدها كل يوم وهى تعمل بينما هو يمرح ويلعب ويعزف الموسيقى ولا يبالى بشىء ويدعوها للعب معه لكنها كانت دائما ترفض وتستمر فى عملها دون توقف. وعندما جاء فصل الشتاء لجأ الجميع إلى مخبئه.. فكانت النملة تعيش على خزين عملها طوال العام ولا تشكو من الجوع أو قلة الطعام بينما كان الصرصور يعانى من الجوع ولا يستطيع توفير قوت يومه لأنه انشغل باللعب طول الوقت ولم يعمل حساب تلك اللحظة. كاد الصرصور يصل إلى الهلاك بسبب الجوع الشديد فأشفقت عليه النملة وأعطته بعض الطعام فشكرها وتعلم منها الدرس وعاهد نفسه على العمل لكى لا يتكرر معه هذا الأمر ولا يحتاج إلى أحد. وعندما جاء الخريف كان الصرصور قد استعاد نشاطه فأخذ ينظم وقته بين العمل واللعب وعزف الموسيقى وقد أدرك أن هناك قيمة للعب وقيمة للعمل وممارسة الهواية. وعندما رأت النملة الصرصور يلعب ويعمل أدركت هى أيضا أن الحياة ليست للعمل فقط ولكن عليها أن تعطى لنفسها بعض الوقت لتمارس هوايتها.. وبالفعل ذهبت النملة إلى الصرصور لتغنى معه: هيا نلعب.. هيا نعمل.