من العادات التي يحرص عليها المسلمون مع كل مولود جديد، هي ترديد الأذان في أذنه فور ولادته، وهي عادة شرعية توارثوها. ويتم الأذان في الأذن اليمنى للمولود، وتقام الصلاة، أي نداء الإقامة في الأذن اليمنى. وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الموقع الإلكتروني، نصه: «من المعروف أن الأذان أصلًا شُرع للإعلام بالصلاة، فلماذا يؤذن في أذن المولود؟». وأجابت «الإفتاء» بأن الأصل في الأذان أنه قد شرع للإعلام بالصلاة، إلا أنه قد يُسَن في غير الصلاة تبركًا واستئناسًا أو إزالةً لهمٍّ طارئ وغير ذلك من المقاصد الحسنة؛ فيُسن الأذان مثلًا في أذن المولود حين يولد؛ لحديث أبي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ» أخرجه الترمذي في «سننه» وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وقال العلامة القاري في كتابه «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» : «الأظهر أن حكمة الأذان في الأذن أنه يطرق سمعه أول وهلة ذكر الله تعالى على وجه الدعاء إلى الإيمان والصلاة التي هي أم الأركان». وقال الإمام ابن القيم في كتابه «تحفة المودود بأحكام المولود»: «حتى يكون أول ما يطرق سمعه هذه الكلمات التي فيها تعظيم الله وتكبيره والشهادة له سبحانه بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، ولأن الأذان يطرد الشيطان». ولفت إلى أنه يسن الآذان في أُذنِ المهموم فإنه يزيل الهمَّ، وخلف المسافر، ووقت الحريق، وعند مزدحم الجيش، وعند تغوُّل الغيلان ««الغيلان جمع غول: وهو نوع من الجن، والمقصود تلونه وأن يظهر للشخص فيخيفه، فيشرع الأذان حينئذٍ لإذهاب الخوف»، وعند الضلال في السفر، وللمصروع، والغضبان، ومن ساء خُلُقه من إنسان أو بهيمة، وعند إنزال الميت القبر؛ قياسًا على أول خروجه إلى الدنيا. يذكر أن هذه العادة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لحفظ الطفل من وساوس الشيطان، فكان يؤذن في أذن أحفاده. أدعية للمولود: ولا توجد صيغة محددة للدعاء للمولود، فيمكن الدعاء بأي دعاء يجول بخاطرك، ومن بين الأدعية: « بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره، وجعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم-». «اللهم أنبته نباتا حسنا، واجعله قرة عين لوالديه، واحفظه وبارك لنا فيه واجعله من أهل الصلاح والتقوى».